الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لوحة جيمس أبوت.. الموناليزا الأميركية تثير النقاش حول علاقة الفنانين بأمهاتهم|تابع

صدى البلد

عندما عُرضت لوحة جيمس أبوت ماكنيل ويسلر (James Abbott McNeill Whistler) لأمه، آنا ماتيلدا ويسلر، في أكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة عام 1881، تنبّأ القليلون بأنها ستكون ذات يوم لوحة أميركية شهيرة.

 

لكن اللوحة نالت اعترافاً وشهرة عالميين، ولا تزال بعد مرور 142 عاماً على ظهورها الأول في الولايات المتحدة، تُعرض في مدينة فيلادلفيا، وتحديداً في متحف فيلادلفيا للفنون، الذي يكشف عن الظروف المحيطة باللوحة وإرثها.

 

يحاول المعرض استكشاف العلاقة القائمة بين الفنانين وأمهاتهم من خلال لوحاتهم، إذ كما استوحى ويسلر من رسومات رامبرانت لوالدته، كذلك استوحى الفنانون المحليون من ويسلر في محاولتم رسم وتصوير أمهاتهم.

"أم ويسلر"

 

تستدعي عناصر لوحة "أم ويسلر" الأيقونية، حواراً مع اللوحات والرسومات والنقوش لفنانين مرتبطين بفيلادلفيا، من بينهم أليس نيل، وسيدني جودمان، وسيسيليا بو، وهنري أوساوا تانر.

 

هذا العمل الفني الذي تمّت استعارته من متحف أورسيه في فرنسا، يُعرض إلى جانب نسخة فرانشيسكو نوفيلي (1792)، التي تعود إلى نقش الفنان الهولندي رامبرانت لوالدته، وهي تجلس مرتديةً غطاء رأس شرقي، وهو العمل الذي ألهم ويسلر لتجربة هذا النوع من الرسومات، بحسب ما يعتقد بعض النقّاد.

 

تصوّر لوحة ويسلر والدته الأميركية المولد، آنا ماتيلدا، في الاستوديو الخاص به في حي تشيلسي بلندن، وهي تجلس على كرسي يظهر منها جانبها الأيسر، ترتدي فستاناً أسود يغطي ساقيها، وغطاء رأس أبيض.

 

الضوء المرمي على وجه آنا ويديها، هو نقيض ألوان اللوحة الصامتة، بينما يغطي كيمونو الزاوية اليسرى من التكوين، فضلاً عن لوحة نهر التيمز المعلقة على الجدران، وهي تعود للفنان بلاك لايون وارف.

الموناليزا الأميركية

 

نالت اللوحة شهرةً واعترافاً عالمياً، دفع البعض إلى تسمية العمل "الموناليزا الأمريكية"، بسبب الغموض الذي يحيط ببعض عناصر اللوحة، فضلاً عن تعبير المرأة "المراوغ" أو غير الحاسم.

 

جينيفر طومسون، أمينة الرسم والنحت الأوروبي والمسؤولة عن تنظيم المعرض، قالت لصحيفة "ذا آرت نيوز"، "إن الأمومة موضوع عالمي وإنساني للغاية، ولكن على النقيض من الموضوع العاطفي، فإن رزانة الشخصية، ووجودها الشبحي إلى حدّ ما، وغموضها كما لو كانت تحجب بعض المعلومات عنا، قد حيّر المشاهدين منذ كشف النقاب عن اللوحة في لندن عام 1872".

 

أضافت: "كانت والدة ويسلر ذات تأثير أقوى بكثير على حياته مما قد توحي به اللوحة. في عام 1863 كانت في سن 59، وانتقلت إلى المملكة المتحدة للفرار من الحرب الأهلية الأميركية، ورتّبت هناك حياة ابنها البوهيمي. لقد سيطرت الأم على أعمال الفنان اليومية، وتولّت إدارة الاستوديو الخاص به وإدارة مبيعاته".

 

بعد تقديم لوحة والدته إلى تاجره كضمان لسداد ديونه، باع ويسلر العمل إلى الحكومة الفرنسية، التي ضمّته إلى مجموعة متحف اللوفر عام 1891.