حلّت منذ أيام قليلة الذكرى الأولى لرحيل الكاتب والروائي الكبير مجيد طوبيا، والذي قدم الكثير للرواية العربية، من خلال أعماله الإبداعية.. الكاتب والروائي فتحي سليمان أحد أبرز هؤلاء الذين اقتربوا من حياة الأديب الراحل، حيث ظل معه يصحبه خلال سنواته الأخيرة قبل الرحيل.. لذلك أجرينا هذا الحوار الذي من خلاله نقترب من مسيرة الأديب الراحل.
متى تعرفت على أعمال مجيد طوبيا الإبداعية؟
أنا قارئ جيد، منذ أن كان عمري 14 عامًا، وقد تعرفت على مجيد طوبيا منذ زمن بعيد من خلال مجموعاته القصصية ورواياته وأفلامه، فهو ابن الجيل الجيل اللاحق للكاتب الكبير نجيب محفوظ.
هل تعتقد أن أعمال مجيد طوبيا قرأت جيدًا سواء نقديًا أو من خلال القراء؟
مجيد واحد من هؤلاء الذين لم يقرأوا بشكل جيد حتى الآن، أسلوبه في الكتابة يعادل كبار الكتاب العالميين، ولدينا في مصر أعظم الكتاب، وأعتقد أنهم يستحقون الحصول على جائزة نوبل في الأدب، لو تمت ترجمة أعمالهم كما يجب، مثل فتحي إمبابي، والمنسي قنديل، ومحمود الورداني، ومصطفى نصر، وغيرهم، فهم يستحقون أيضًا الحصول على جائزة البوكر و جائزة ساويرس وجائزة نجيب محفوظ التابعة للجامعة الأمريكية؛ لأنهم أجيال لا تقل روعة عن طوبيا ومحفوظ. كما أن طوبيا كان شديد الإعجاب بأعمال الكتاب الشباب مثل طارق إمام، ومحمد عبد النبي، ومحمد عبد المريد، وفتحي إمبابي، وأمنية زيدان، وضحى عاصي، ورباب كساب، فهو كاتب لم يرفض غيره أبدًا وكان شديد الإعجاب بغيره، فقد أحب الخير للجميع. أما بخصوص التكريمات فقد تم الاحتفاء به بقدر جيد ومناسب، فحصل على جائزة الدولة التشجيعية وكذلك التقديرية ووسام الفنون ووسام التفوق من اتحاد الكتاب، فالدولة لم تنساه.
كيف كانت أحاديثكم عن أمور الثقافة؟
كنا نتبادل سويًا الحديث حول أمور الثقافة وجديد الأدب والكتاب، وقد كان يثني على الأعمال الأدبية التي يقرؤها وتعجبه قائلا: "الله"، أتذكر حين كنا نتذكر شخص ما كان يسألني عايش ولا مات؟ والسؤال الثاني الذي يطرحه عليّ كان “إنتاجه عاجبك يا فتحي؟” فأرد عليه بالإيجاب، فيقول لي: "ما تجيب لي حاجة أقرأها له".
أخيرًا.. ما الأعمال الروائية التي ترشحها لمجيد طوبيا؟
تغريبه بني حتحوت، أعتقد أنها واحدة من أجمل وأعذب الروايات المصرية، لأنها وثقت حالة الشعب المصري قبل وأثناء وبعد الحملة الفرنسية. كما أن له ثلاث روايات قصيرة، وأعتقد لو تمت ترجمتهم داخل أوروبا، فسيتم اعتباره أحد أهم الكتاب في العالم.