يشهد الدولار الأمريكي، تراجعا عالميا خلال الفترة الحالية، مع مزيد من التوقعات السلبية للأخضر، تفيد باحتمالية انخفاضه من 10% إلى 15%، من قيمته، خلال 18 شهرا، في ظل توقعات خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، بعد تباطؤ معدلات التضخم، حسب وكالة بلومبرج.
تراجع الدولار 15%
وتشير التوقعات لاقتراب الفيدرالي الأمريكي، من ذروة التشديد النقدي، إن لم يكن قد تجاوزها، بينما تكون خطوته المقبلة هي خفض تكاليف الاقتراض، حسبما كتب جين، مخترع نظرية ابتسامة الدولار، وزميلته جوانا فرير، في مذكرة بحثية.
تراجع الدولار، يأتي مدفوعا أيضا بشكل أكبر، بقرار أوبك بلس، بخفض إنتاج النفط حتى نهاية العام الجاري، لإحداث التوازن في الأسعار، وبالتالي تشير التوقعات لانخفاض العملة الأمريكية، فيما أكد الباحثان جين وفرير، أنه مع اتخاذ الفيدرالي كثير من خطوات التشديد النقدي، تميل مخاطر التضخم في الولايات المتحدة والعالم بقوة نحو الهبوط.
ويسلك الأخضر مسارا هبوطيا، مع تراجع مؤشر بلومبرج للدولار بحوالي 10% من المستوى المرتفع المسجل في سبتمبر الماضي، فيما أكدت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، في تصريحات إعلامية أن التوقعات بشأن تراجع الدولار 15%، من قيمته، خلال الـ 18 شهرا المقبلين، مرتبط بعدة مؤشرات، أبرزها اتفاقيات التبادل التجاري بالعملات المحلية للدول واستبعاد الدولار، إلى جانب قرار أوبك بلس بخفض إنتاج النفط حتى نهاية 2023، ما يفاقم معدلات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي قوة الدولار في العالم.
أسباب تراجع الدولار عالميا
في هذا الصدد، قال الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحري، إن تراجع الدولار عالميا يأتي مدفوعا بزيادة الطلب على الذهب عالميا، بجانب قرارات بعض الدول مثل الصين والهند للتعامل بالعملات المحلية لهما، وهو ما لاقي إعجاب وإقبالا من الاقتصادات الناشئة.
وأضاف الإدريسي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه ما يحدث من عزوف عن الدولار أحدث تخفيفا من الطلب عليه، بالتزامن مع المشكلات المتعلقة بإفلاس بعض البنوك الأمريكية، مؤكدا أن ما يحدث للدولار هي تلقبات، وسوف يعود مرة أخرى.
وكان مؤشر أداء الدولار في البورصات العالمية، شهد مؤخرا، انخفاضا بمعدل 0.59%، ليسجل تراجعا للأسبوع الثالث على التوالي، واستقر عند أدنى مستوى له خلال شهر، وذلك حسب تقرير تحليل أداء أسواق المال الدولية الصادر عن البنك المركزي الخميس، موضحا أن الدولار تراجع مع ارتفاع معظم العملات التي يقاس أمهامها.
وأضاف البنك المركزي أنه رغم ارتفاع عوائد سندات الخزانة، وتوقعات وتيرة تشديد الفيدرالي الأمريكي، للسياسات النقدية، مع ارتفاع معنويات المستثمرين تجاه المخاطرة خلال الأسبوع الماضي، تراجعت المخاوف بشأن الاضطرابات المصرفية عالميا، بعد إشارة المسؤولون لتقديم الدعم والاستحواذ على أحد البنوك الأمريكية المنهارة.
تراجع الدولار أمام العملات
وكان المركزي المصري، أكد الخميس الماضي، أن اليورو صعد للأسبوع الخامس على التوالي، مرتفعاً بنسبة 0.73% على خلفية ضعف الدولار، حيث تلقت العملة الأوروبية، دعمًا بعد أن فاجأت بيانات معنويات الأعمال في ألمانيا بارتفاعها ومع استمرار أعضاء البنك المركزي الأوروبي في طمأنة الأسواق بشأن صلابة النظام المصرفي الأوروبي، مما عزز المعنويات بشكل أكبر، أما بالنسبة لبريطانيا، فقد ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.85% على خلفية ضعف الدولار الأمريكي ومع تحسن التوقعات الاقتصادية للبلاد.
وتحسنت المعنويات تجاه الافاق الاقتصادية للمملكة المتحدة حيث أكد أندرو بايلي محافظ بنك إنجلترا للأسواق أهمية وجود تسلسل هرمي للائتمان بالمملكة المتحدة ، و حيث تم تعديل قراءات الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع بالزيادة