في لقاء قديم له، روى يوسف شاهين، حكايته مع كوكب الشرق أم كلثوم، قائلًا: «فجأة وجد البلد مقلوبة عليه وكل ما حد يشوفه يقوله فيه مسؤول كبير عايزك، وطارده المسؤول فى بالاتصال به فى كل الأماكن الذي اعتاد شاهين الذهاب إليها، حتى اترعب شاهين وظن أن هناك موضوعا خطيرا ينتظره أو مصيبة قد فعلها دون أن يدري، ولكن ما أن تواصل مع ذلك المسؤول الكبير، حتى أخبره بحسم: الست عيزاك، فيوسف شاهين رد باستغراب عايزانى انا؟ عايزانى ف ايه؟ واخبره المسؤول أن عليه الذهاب إليها بنفسه ليعرف.
ويكمل: ذهبت جري لفيلا أم كلثوم، وفتحوا لي الصالون وانتظرتها أكثر من عشرين دقيقة، شربت فيهم أكثر من ثلاثة أكواب من القهوة، إلا أن ظهرت أخيرا وكانت تلك المقابلة الأولى بيننا، وأول ما رأتني سألتنى "اجبلك قهوة" فرد عليها: "انا غرقت قهوة.. قوليلى ايه الموضوع انا بدأت اتوغوغش" فاخبرته بانها اختارته لكي يخرج لها اغنيتها الجديدة، وهنا ظهرت على ملامح جاهين السعادة والاندهاش واخبرها أنه شرف كبير جدا له أن يخرج للست أم كلثوم اغنية، وطلب منها أن تقرأ عليه كلمات الاغنية وبدأت أم كلثوم تقرأ له كلمات اغنية طوف وشوف، وفجأة تبدلت ملامح شاهين اتبدلت، وسالته ام كلثوم "مالك شكلك عجيب كده ليه" فأخبرها بحدة " هو انتى عايزانى اعمل ايه؟ سيادتك هتقولى طوف على الشجر هجيب صورة الشجر شوف المصانع هجيب صور المصانع ما تجيبي اى حمار يعملها جيبانى انا ليه؟".
أم كلثوم ليوسف شاهين: أنت باين عليك مرووش خمسة
وتابع: اندهشت جدا الست من ردة فعله وقالته: " ده أنت مجنون.. عندهم حق انت باين عليك مرووش خمسة " فاخبرها والحدة تزيد "مجنون كتير.. دي أغنية مفيهاش أي خيال هخرج فيها ايه" ولم يحدث التعاون بين أم كلثوم ويوسف شاهين للأسف الذي كان ممكن أن ينتج عن عمل عظيم"».
«يوسف شاهين»، مخرج سينمائي مصري ذو شهرة عالمية، معروف بأعماله المثيرة للجدل، وبرباعيته السينمائية التي تتناول سيرته الذاتية (إسكندرية... ليه؟ - حدوتة مصرية - إسكندرية كمان وكمان - إسكندرية - نيويورك).
محسنة توفيق: أسرة يوسف شاهين كافحت لتعليمه
يوسف شاهين، ولد لأسرة من الطبقة الوسطى، في 25 يناير 1926 في مدينة الإسكندرية لأب لبناني كاثوليكي من شرق لبنان في مدينة زحلة وأم من أصول يونانية هاجرت أسرتها إلى مصر في القرن التاسع عشر، وكمعظم الأسر التي عاشت في الإسكندرية في تلك الفترة فقد كان هناك عدة لغات يتم التحدث بها في بيت يوسف شاهين، وعلى الرغم من انتمائه للطبقة المتوسطة حيث قالت الفنانة محسنة توفيق في إحدى الحوارات «أن أسرته كافحت لتعليمه»، كانت دراسته بمدارس خاصة منها كلية فيكتوريا، والتي حصل منها على الشهادة الثانوية. بعد إتمام دراسته في جامعة الإسكندرية، انتقل إلى الولايات المتحدة وأمضى سنتين في معهد پاسادينا المسرحي (پاسادينا پلاي هاوس -Pasadena Play House) يدرس فنون المسرح.