في أحد أيام عام 1930، دعا أمير الشعراء أحمد شوقي، كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، لحفل عشاء في منزله، ولبت أم كلثوم تلك الدعوة التي اعتبرتها عزيزة على قلبها،وبعدها بأيامنشرت صحفية «أخبار اليوم» كواليس الحفلة، وقالت: إن أمير الشعراء أحمد شوقي، تحرك من مكانه ومنح كوكب الشرق كأسا من الخمر، فرفضته معتذرة أنها لا تشرب الخمر في حياتها.
سبب كتابة قصيدة«كؤوس الطلا»
وكتب أمير الشعراء قصيدة «كؤوس الطلا» إثر الموقف الذي حدث، ووضع القصيدة في ظرف مغلق وسلمة لكوكب الشرق أم كلثوم، وبقيت القصيدة من 1930 إلى 1960، حتى لحنها الملحن رياض السنباطي وغنتها.
وتقول كلمات القصيدة: «سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها
واستخبروا الراح هل مست ثناياها
باتت على الروض تسقيني بصافية
لا للسلاف ولا للورد رياها
ما ضرّ لو جعلت كأسي مراشفها
ولو سقتني بصاف من حمياها
هيفاء كالبان يلتف النسيم بها
ويلفت الطير تحت الوشي عطفاها
حديثها السحر إلا أنه نغم
جرت على فم داود فغناها
حمامة الأيك من بالشجو طارحها
ومن وراء الدجى بالشوق ناجاها
ألقت إلى الليل جيدا نافرا ورمت».
أم كلثوم..قيثارة الشرق
«أُم كَلثوم»، تُعرف بعدة ألقاب منها: ثومة، الجامعة العربية، الست، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل، صاحبة العصمة، كوكب الشرق، قيثارة الشرق، فنانة الشعب، هي مغنية وممثلة مصرية، ولدت في محافظة الدقهلية بالخديوية المصرية في 31 ديسمبر 1898م أو رسميًا حسب السجلات المدنية في 4 مايو 1908م، وتوفيت في القاهرة بعد معاناة مع المرض في 3 فبراير 1975م، وتعد أم كلثوم من أبرز مغني القرن العشرين الميلادي، وبدأت مشوارها الفني في سن الطفولة، اشتهرت في مصر وفي عموم الوطن العربي.
بدأت صحة كوكب الشرق تسوء في 1971، فانقطعت عن تقديم الحفلات، وكانت أغنية ليلة حب آخر ما غنّته وذلك في 17 نوفمبر 1972، وفي 21 يناير 1975 أوشكت على الوفاة بسبب عدة مشاكل بكليتيها، وبالرغم من السنوات العديدة من تلقي العلاج، رفضت الإقامة في المستشفى لتلقي العلاج حيث كانت تقول: "لو ذهبت للمستشفى، فسوف أموت هناك في 22 يناير 1975م تصدرتْ أخبار مرض أم كلثوم الصحف وكانت الإذاعة تستهل نشراتها بأخبار مرض أم كلثوم وعرض الناس التبرع بالدم لأم كلثوم.
في يوم الاثنين 3 فبراير 1975 عند الرابعة مساءً توفيت أم كلثوم في القاهرة، بسبب قصور القلب عن عمر يناهز 76 عاماً،وشيعت جنازتها من مسجد عمر مكرم الواقع بوسط القاهرة، وكانت جنازةً مهيبة ومن أكبر الجنازات في العالم إذ قُدِّر عدد المشيعين بين 2 إلى 4 ملايين شخص.
وأعلنت إذاعات الشرق الأوسط والبرنامج العام وصوت العرب عن وفاتها، وظهر يوسف السباعي في السادسة مساءً ليلقى النبأ، بينما وقف سيد مرعي رئيس مجلس الشعب دقيقة حداداً أرسل الأمير عبد الله الفيصل هدية عبارة عن عدة ليترات من ماء زمزم وصلت مباشرة من الأراضي المقدسة كواجب أخير.
وكتبت صحيفة الأورو الفرنسية أنها مثّلت للعرب ما مثّلته إديث بياف للفرنسيين إلا أن عدد معجبيها أضعاف عدد معجبي إديث بياف. كتب بيجل كاربيير في صحيفة الفيجارو/ لو فيغارو أنه برغم أن الأوروبيين لم يفهموا الكلمات إلا أنها وصلت إلى روحهم مباشرة. صحيفة التايمز تكتب أنها من رموز الوجدان العربي الخالدة.
صحيفة زود دويتش سايتونج الألمانية كتبت أن مشاعر العرب اهتزت من المحيط إلى الخليج. الصحف العربية رددت النبأ في الصفحات الأولى بينما سيطر الوجوم على العرب.