لم تكن استراحة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بمنطقة وادي الراحة في سانت كاترين، مجرد مكان للإقامة أو الاستجمام، بل كانت مكانا للتعبد والاعتكاف في شهر رمضان.
الفقي يقارن بين عادات ناصر والسادات في رمضان
خرج الدكتور مصطفى الفقي، الكاتب والمفكر السياسي، بعدد من التصريحات تخص رؤساء مصر السابقين، وتحديدا في شهر رمضان المبارك، وإن كان خص الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات بالمقارنة بينهما.
وقال الفقي، إن السياسيين والرؤساء لابد أن يتظاهروا بالتجاوب مع شعوبهم خلال شهر رمضان، فعلى سبيل المثال من لا يصوم لا يجاهر بإفطاره.
وأضاف الفقي، خلال حواره تليفزيوني، أنه في رمضان أثناء العصر الملكي كانت تقام المآدب في ميدان عابدين بحضور كبار قراء القرآن الكريم والملك بنفسه.
تغير العادات في عهد ناصر
تحولت مصر إلى دولة لا تدمج الدين فيها إلا في حدود، مع تولي الرئيس جمال عبد الناصر الحكم في مصر.
وتابع الفقي: «الأمر اختلف بعهد ثورة يوليو والرئيس جمال عبدالناصر، إذ أصبحت مصر لا تدمج الدين في الدولة إلا في حدود، ولا يظهر الرئيس في الكثير من المناسبات الدينية».
كان للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، طقوسا وعادات معينة لابد من فعلها خلال أيام الشهر الفضيل، منها بساطته فى التعامل مع حراسه، حيث كان لا يتناول الطعام إلا بعد أن يطمئن على إفطار طاقم الحراسة الخاصة به.
إفطار وعادات عبد الناصر
كان الرئيس عبد الناصر، يميل للوجبات الخفيفة، ويفضل الخضار مع قطع اللحم البسيطة، أما فى وجبة السحور كان يفضل الفول المدمس، مع كوب من الزبادى، حتى لا يصاب بأى متاعب فى نهار رمضان، نظرًا لأنه كان مريضًا بالسكر.
وفى إحدى الوقائع المشهورة أصر الرئيس جمال عبد الناصر على تأدية مناسك عمرة رمضان، وبجواره السيد حسين الشافعى نائب رئيس الجمهورية، كما كان يصلى الفجر فى جماعة، ويفطر وسط الناس فى الحرم المكى.
الرئيس المؤمن
وأشار إلى أن الوضع تغير في عهد الرئيس أنور السادات، إذ كان يعتكف آخر 10 أيام في شهر رمضان، في وادي الراحة بسانت كاترين،حيث كان من أكثر رؤساء مصر اهتمامًا بالثقافة وفهمًا لها، لافتًا إلى أنه كان يفهم كثيرًا في الأدب واللغة والتعامل مع الأزهريين ومع الشارع.
وكشف الفقي عن أن إطلاق لقب "الرئيس المؤمن" على السادات، كان لكل الاسباب السابقة، حيث كان يفهم في الأدب واللغة والثقافة الإسلامية.
السادات عاشق البتلو على الإفطار
كانت حياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، خلال شهر رمضان تقع بين القاهرة ومسقط رأسه فى قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، وكان يقضى أغلب وقته سواء بالليل أو النهار فى قراءة القرآن، كما أنه كان يطلب حضور الشيخ سيد النقشبندى فى ميت أبو الكوم، مساء كل الليالى القمرية بالشهر الكريم.
وكان السادات يأكل الطعام البسيط المسلوق، مع قليل من الأصناف مثل الموزة البتلو والوز والبط، ولم يكن أكولًا، لكنه أقام مائدة إفطار كبرى فى استراحته بالمعمورة لجميع القيادات السياسية، وبعد الإفطار يتنقل بين موائدهم ويجلس ويتسامر معهم بكل بساطة ومحبة ويتبادل معهم حل مشاكل البلد.