الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم صيام رمضان على جنابة.. اعرف الرأي الشرعي

حكم صيام رمضان على
حكم صيام رمضان على جنابة

حكم صيام رمضان على جنابة، يتساءل الناس في هذا الشهر الكريم عن رأي الشرع في حكم صيام رمضان على جنابة، ويشغل هذا السؤال عقول الكثير من الناس، لأن هذا الموضوع يعد ذا أهمية كبيرة لدى أولئك الذين يتكاسلون عن الغسل من الجنابة ويؤخرونه إلى ما بعد صلاة الفجر في شهر رمضان، وتكبر أهمية مسألة حكم صيام رمضان على جنابة، وهل هذا يبطل الصيام أم لا.


رأي الشرع في هذه المسألة والتي هي حكم صيام رمضان على جنابة، مع اختلاف نوع الجنابة وكذلك الغسل من الحيض، فالحكم الشرعي في هذه المسألة أنها لا تفسد الصيام، والدليل على أن حكم صيام رمضان على جنابة لا يبطل الصيام، ما جاء في السنة النبوية عن أم المؤمنين السيدة عائشة أم سلمة رضي الله عنهما: (أن رسول الله كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل، ويصوم).


حكم تأخير غسل الجنابة في شهر رمضان
 

حكم تأخير غسل الجنابة في شهر رمضان، في السنة النبوية وفي الحديث الذي روته أم المؤمنين السيدة عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما: (أن رسول الله كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل، ويصوم)، يبين نص هذا الحديث الشريف رأي الشرع في حكم تأخير غسل الجنابة في شهر رمضان، في بداية الدين الإسلامي كان الجماع بين الزوجين في ليل شهر رمضان محرمًا كما هو محرم في نهاره، ولكن تيسيرًا من الله عز وجل على عباده جعل الجماع بين الزوجين مباحا من بعد الإفطار وحتى طلوع الفجر، ولذا يعد الجماع بين الزوجين في نهار رمضان من المفطرات.

حكم تأخير غسل الجنابة في شهر رمضان، هو أحد الأسئلة الشائكة حيث يختلف الناس من حيث كون الصيام على جنابة يفسد الصيام أم لا، فبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا أتى الرجل زوجته قبل الفجر ولم يغتسل بعد ذلك وأخر الغسل إلى ما بعد الفجر وصام وهو جنب، فهذا لا حرج فيه ولا يؤثر على الصيام، فقد جاء على لسان الحافظ بن حجر في "فتح الباري" ما يلي: (قال القرطبي، في هذا فائدتان، إحداهما، أنه كان يجامع في رمضان ويؤخر الغسل إلى بعد طلوع الفجر؛ بيانا للجواز، والثانية، أن ذلك كان من جماع لا من احتلام؛ لأنه كان لا يحتلم؛ إذ الاحتلام من الشيطان، وهو معصوم منه).

وورد في السنة النبوية في مسألة حكم تأخير غسل الجنابة في شهر رمضان عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت: (أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف على الباب: يا رسول الله، إني أصبح جنبًا وأنا أريد الصيام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم، فقال الرجل: يا رسول الله، إنك لست مثلنا، فقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فغضب رسول الله وقال: والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتبع)، وناتج ما ورد في الحديث من حكم تأخير غسل الجنابة في شهر رمضان أنه لا يفسد الصوم، مع مراعاة أنه على المسلم الاستعجال بالغسل وعدم تأخيره إلى أن يحين وقت الصلاة، لأن ذلك سينتج عنه تأخير الصلاة عن وقتها الشرعي بدون أن يكون ذلك بعذر شرعي والذي يعد حرامًا.

ورد في السند أن أبو هريرة رضي الله عنه كان يفتي بين الناس أن حكم تأخير غسل الجنابة في شهر رمضان أو تأخيره يبطل صيامه، وكان يقول بذلك اسنادًا إلى حديث آخر كان قد سمعه من الفضل بن عباس، ولكن أبو هريرة لم يكن على دراية أن حديث الفضل بن عباس منسوخ، فلما سمع أبو بكر رضي الله عنه بالحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر وكذلك أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، والذي يقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم وهو جنب، فلما علم أبو هريرة بذلك رجع عن هذه الفتوى والتي هي بطلان صيام الجنب، وبعدها أصبح يقول بين الناس بما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وبناء عليه روى عن ابن المسيب أنه قال: (رجع أبو هريرة عن فتياه فيمن أصبح جنبا أنه لا يصوم).


غسل الجنابة في شهر رمضان
 

يخبرنا حديث السيدة عائشة رضي الله عنها عن عدم خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في حكم تأخير غسل الجنابة في شهر رمضان والذي يبين لنا صحة صيام المسلم الجنب، ونرى في ذلك تيسير أراده الله عز وجل لعباده، رحمة بهم، وتخفيفًا عليهم، وكل حكم شرعه الله سبحانه وتعالى نرى مدى الرحمة والتيسير من الله، فقد حرصت أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهن على أن ينقلن شرع الله سبحانه وتعالى إلى باقي المسلمين، عن طريق أفعال النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الشخص المباشر للفعل أي الذي يفعله يكون أعلم بكثير ممن يخبر به، ولذلك علينا الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله وأقواله.

حكم تأخير غسل الجنابة في شهر رمضان لا شيء فيه وعليه فإن الصيام على جنابة صحيح، وسبب ذلك أن الغسل ليس بشرط للصيام ولكنه شرط للصلاة والقيام وتلاوة القران، فإذا أتي الرجل زوجته أو أمنى في الليل بسبب الاحتلام أو الاستمناء، فيجوز له الصيام ولا شيء عليه، وأجمع جمهور الفقهاء أن من أتى عليه الصلاة جنبًا فصيامه صحيح، ولا شيء عليه من قضاء أو غيره، دون النظر إلى سبب الجنابة، سواء كان سببها احتلام أم استمناء أو جماع أو من فور شهوة أو غير ذلك.

يصح للمسلم تأخير الغسل من الجنابة إلى الظهر، لأن غسل الجنابة ليس من شروط الصيام، لكن يجب على الفرد الاغتسال من الجنابة حتى يتسنى له أن يصلى الفجر في وقته، وكذلك بقية الصلوات الأخرى، لأن الطهارة هي إحدى شروط صحة الصلاة، وفي بعض المذاهب الفقهية يرون أن الغسل يكفي عن الوضوء، مع شرط استحضار المسلم للنية من أجل الوضوء أثناء الغسل.

وهناك رأي آخر في حكم تأخير غسل الجنابة في شهر رمضان، أنه في حالة كان الصوم صحيح ولا يتأثر بالجنابة إلا أنه لا بد من التعجيل بالغسل من الجنابة كي لا يؤخر الفرد من صلواته، لأن من يؤخر الغسل فمن الطبيعي انه سوف يؤخر مواعيد الصلاة ولن يؤديها في وقتها المحدد، فمن الواجب على المسلم أن يعجل من أمر غسله كي لا يفوت على نفسه صلاته، ولكن يكون المسلم حاضرا لصلاته في جماعة كي يأخذ ثواب صلاة الجماعة، لأنه الشخص الجنب يرحم عليه الصلاة سواء كانت فرضا أو نافلة، فقد ورد في السنة النبوية عن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تقبل صلاة بغير طهور).