الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلافات وردود قاسية.. ماذا يخبئ مستقبل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية؟|تل أبيب: لسنا جزءًا منكم

مستقبل العلاقة بين
مستقبل العلاقة بين أمريكا وإسرائيل

تمثل الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأول لدولة الاحتلال إسرائيل منذ نشأتها عام 1948 بل إنها ضمّنت لها التفوق على دول المنطقى في كل النزاعات بفضل كل ما تقدمه لها من غطاء دولي وبفضل دعمها بالمال والسلاح.

الولايات المتحدة وإسرائيل 

ارتباك المشهد بين إسرائيل وأمريكا 

ولا يخفى على دول العالم والمنطقة، التبرير الأمريكي الدائم لسياسات إسرائيل ضد جيرانها وأحيانا استباحة أراضيهم وارتكاب بعض الأفعال المخالفة للقانون الدولي ضدهم والانتهاكات المستمرة خاصة بحق الفلسطينيين.

كانت الولايات المتحدة الامريكية ولا تزال الحامي الأول لسياسات إسرائيل في المنطقة بل وأنها جعلت منها باب خلفي تستخدمه لتنفيذ بعض المهام التي تعجز الولايات المتحدة الامريكية عن الظهور فيها بشكل علني كما يحدث في النزاعات مع بعض الدول الإقليمية ومنها إيران بشكل محدد وسوريا.

الاحتجاجات التي عمت إسرائيل خلال الفترة الماضية رفضًا لقانون السلطة القضائية كانت سببا لحدوث بعض الفتور في العلاقات ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل خاصة بعد إبداء الكثير من السياسيين الأمريكيين رفضهم لما تقوم به حكومة نتنياهو من سياسات سواء في الداخل أو الخارج.

واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الحكومة الإسرائيلية التي تواجه حركة احتجاجية واسعة النطاق ضد مشروع التعديلات القضائية الذي "جمد" مؤخرا، لا يمكنها "مواصلة هذا المسار".

وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض، إنه يأمل في أن يتراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قانون التعديلات القضائية الذي أثار أزمة سياسية لحكومته واحتجاجات في إسرائيل.

وأضاف بايدن: "لا يمكنهم مواصلة هذا المسار وأعتقد أنني أفهمت موقفي"، موضحا من جهة أخرى أنه لا يعتزم "في المدى القريب" دعوة نتنياهو لزيارة البيت الأبيض.

بايدن ونتنياهو 

نتنياهو يرد على بايدن

ورد نتنياهو على تصريحات بايدن قائلا، إن إسرائيل دولة ذات سيادة لا تتخذ القرارات بناء على الضغوط من الخارج.

وأضاف: "إسرائيل تتخذ قراراتها وفقا لإرادة شعبها وليس استنادا إلى الضغوط من الخارج بما في ذلك أفضل الأصدقاء".

ومن جانبه، رفض وزراء الحكومة الإسرائيلية تدخل الرئيس الأمريكي جو بايدن في الجدل المحتدم في البلاد حول الإصلاح القضائي، في وقت أكد اليميني المتطرف المثير للجدل إيتمار بن غفير بصراحة أن إسرائيل دولة قائمة بذاتها، وليست جزءًا من الولايات المتحدة.

وقال وزير الأمن القومي، في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء: "يجب على كل من الرئيس (جو) بايدن وجميع مسؤولي الإدارة في الولايات المتحدة أن يفهموا أن إسرائيل دولة مستقلة، وليست نجمة أخرى على العلم الأمريكي".

وأضاف: "عندما تكون هناك دولة مستقلة تجري انتخابات، فإن إرادة الشعب هي ما يجب أن يكون مقبولاً، نحن نظام ديمقراطي وأتوقع أن يفهم رئيس الولايات المتحدة هذه النقطة".

وأشار وزير شؤون الشتات، عميشاي شيكلي، إلى نقطة مماثلة، حيث غرد قائلاً إن الناس هم الذين يقررون من سيقودها وإلى أين ستذهب "كما في أمريكا".

إيتمار بن غفير

التجاذب والتباين بين إسرائيل وأمريكا

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك حالة من التجاذب والتباين في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية الحالية لجملة من الامور لا علاقة لها فقط بموضوع القضاء والتشريعات سيئة السمعة التي من المفترض أن الكنيست يصدرها وهم ثلاثة عشر قانونا.

وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الامر الاخر هو الامر المرتبط بوجود ملفات اخرى منها الملف الايراني والملف الخاص بالقضية الفلسطينية والاتصالات والتنسيق الامني واحراج الولايات المتحدة بعد مشاركتها في اللقاءات الخاصة في اجتماع العقبة وشرم الشيخ.

وتابع: وبالتالي حالة التجاذب بين الطرفين موجودة نتيجة لأن الادارة الامريكية لم توجه الدعوة حتى الان لزيارة نتنياهو الى واشنطن، وما اعتبره واشنطن اعتبره نتنياهو ان الولايات المتحدة تحرجه، على مستوى الجمهور وما الى ذلك، إضافة لتدخل دبلوماسيين امريكان في السفارة الامريكية في القدس مع اجراء الانشطة ولقاءات مع قادة الاحزاب وغيره.

وأضاف أن هذه الأمور اعتبرها نتنياهو تدخلا في الشأن الداخلي، معقبا: في تقديري أن رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو قوي وليس ضعيفاً وسيكمل بعد الثلاثين يوم، وسيشكل فرق الحرس القومي لتنفيذ اتفاق الشراكة مع وزراء المستوطنين خاصة وزير الامن القومي بن غفير.

ولفت: وبالتالي نحن نتحدث عن سيناريو سيخرج به نتنياهو من منطق القوة، وبالتالي الادارة الامريكية تتحسب وتتخوف من الارتدادات التي يمكن أن تجري على الداخل، بجانب الصراع الكبير في الكونجرس على أن الولايات المتحدة تراجع مجمل سياساتها تجاه اسرائيل في هذا التوقيت، وأنها تخرج من فكرة النموذج الليبرالي لإسرائيل في الاقليم وتخوف الادارة الامريكية من تعرض هذا النموذج للأوتوقراطية والشمولية وغيره الى نموذج مقبول في الاقليم.

الدكتور طارق فهمي 

ماذا يحكم مستقبل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية؟

وأكد فهمي أنه في تقديره فإن مستقبل العلاقة بين أمريكا وإسرائيل ستحكمها عدة أمور:

  • استقرار او عدم استقرار الاوضاع في الضفة الغربية، وتأكيد الولايات المتحدة الرسمي على رفض فكرة الاستيطان واستئنافه بهذه الصورة،  والتعامل معه بجدية. 
  • التعامل مع استراتيجية الامر الواقع ومحاولة اسرائيل فرض هذا النموذج لكن "ايباك" كبرى منظمات الاهلية في واشنطن لها مواقف مؤيدة للرئيس الامريكي نفسه، ولكن لا يوجد ازمة في العلاقة ولكن يوجد تجاذب وتباين واختلاف في الرؤى. 

واستطرد: نتنياهو يريد أن يخرج من الازمة الداخلية وحتى مع أزمة الولايات المتحدة بإنه بطل شعبي وانه ملك لشعب اسرائيل وانه لن يقدم تنازلات وماضي في هذا لأنه البديل، وإما تفكك الائتلاف وأن يقوم بعمل ائتلاف جديد والامر الاخر هو الاستجابة لمطالب الادارة الامريكية وهو ما يعتبره شأنا داخليا.

واختتم: حل الأزمة بين امريكا وبين اسرائيل بإن الرئيس الأمريكي وجه له دعوة فربما هذه الدعوة إن تمت ستكشف عن كثير من فرص والتوافقات التي يمكن أن تجري وإما ان الرئيس بايدن وفريق المفوضين والمسئولين الامريكان يقومون بزيارات ويستأنفوا لجان الحوار الاستراتيجي حتى في الكونجرس وخارجه، بهدف تقريب وجهات النظر.

بايدن ونتنياهو