قامت دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة بنشر كتاب جديد عن استقلالية وقوة المرأة في المجتمع المصري القديم بعنوان "Women in Ancient Egypt: Revisiting Power, Agency, and Autonomy"، وقامت بتحرير الكتاب الدكتورة مريم عياد خريجة الجامعة لعام 1994 والأستاذ المشارك في قسم علم الاجتماع وعلم المصريات والأنثروبولوجيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

جاء الكتاب نتيجة اجتماع عياد وزملاؤها ومجموعة من علماء المصريات في مؤتمر في 2019 بالجامعة لمناقشة أبحاثهم حول وضع المرأة في مصر القديمة في عدة مجالات مثل القانون، والتصوير الأدبي للمرأة ووصول المرأة إلى السلطة حيث قامت عياد لاحقا بجمع تلك الأبحاث وتحرير الكتاب.

وتقول عياد: "يستكشف الكتاب العديد من جوانب التجربة النسائية في مصر القديمة، كما يركز على مشاركتهن في المجال الاقتصادي وقدراتهن المهنية وهويتهن. إن العديد من الأوراق البحثية في هذا الكتاب هي نتاج أبحاث الدكتوراه التي أجراها مؤلفوها مؤخرًا، لذا فهي حقًا أبحاث جديدة ومتطورة."

كورونا أثرت على الجميع|خبير تعليم يعلق على مناقشة رواتب اساتذة الجامعات بالبرلمان

يضم الكتاب نحو 24 مقالة تقدم منظورًا تصحيحيًا عن المرأة في مصر القديمة، ويركز كل فصل على دراسة حالة محددة مع التركيز على فترة زمنية معينة أو شخصية تاريخية، كما تُظهر المقالات الكثير من الأدلة على استقلالية وقوة المرأة في مصر القديمة امتدادا من العصور الأولى إلى العصر المتأخر.
تقول عياد والتي بدأ اهتمامها بالمرأة المصرية القديمة في وقت مبكر: "أعددت رسالتي وكتابي الأول عن النساء اللواتي حملن لقب زوجة الإله آمون، كانت هؤلاء النساء ذوات النفوذ ممن لديهن سلطة دينية وكن عازبات، على حد علمنا، ومع ذلك كن على قدم المساواة مع الملك فيما يتعلق بطقوس المعابد، لذلك كانت هناك بالفعل فكرة أن النساء يتمتعن بقوة أكبر مما ينسب إليهن في العادة."

وأضافت عياد أن فكرة إقامة المؤتمر وتنفيذ الكتاب جاءت نتيجة الإحباط الذي شعرت به بسبب التحيز الجندري في علم المصريات، حيث قالت أنه على الرغم من أن غالبية علماء المصريات الآن هم من الإناث، فمن الواضح أن العديد مما يطلق عليه حقائق حول النساء في مصر القديمة ليس صحيحا، وقد تم تشكيل تلك الحقائق في الواقع وفقًا للمفاهيم المسبقة للباحث الغربي الأبيض.

أشارت عياد إلى وجود تحيز أكاديمي ضد الدليل على استقلالية وقوة المرأة سواء كان ذلك في مصر القديمة أو مصر القبطية، وتقول: “غالبًا ما يُفترض أن المرأة كانت عاجزة ولا تستطيع فعل أي شيء بينما في الواقع كانت المرأة في مصر القديمة تمتلك وترث الممتلكات، وتبدأ في اجراءات الطلاق وتشارك في مجالس المدينة.”، ونظرا لأهمية الموضوعات المطروحة بالكتاب، ستقوم عياد باستخدام الكتاب كمرجع للقراءة في المادة التي تقوم بتدريسهاعن المرأة في مصر القديمة بالجامعة.

الجامعة الأمريكية بالقاهرة

أنشئت الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1919، وهي مؤسسة تعليمية أمريكية معتمدة توفر تعليماً متميزاً باللغة الإنجليزية وهي مركز الحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية في العالم العربي. تعتبر الجامعة ملتقى لثقافات العالم ومنتدى للنقاش ومد أواصر التفاهم بين مختلف الثقافات كما تعد جسراً حيوياً لربط الشرق بالغرب وربط مصر والمنطقة بالعالم بأسره من خلال الأبحاث العلمية وعقد شراكات مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية وبرامج التعليم بالخارج.

تقدم الجامعة 39 برنامجاً لطلاب البكالوريوس و52 برنامجاً لطلاب الدراسات العليا وبرنامجين للدكتوراه، حيث تستند المناهج الدراسية على التعليم المعتمد على النهج الليبرالي الذي يشجع الطلاب على التفكير بشكل نقدي وتحليلي لإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات والتحديات التي تواجه المنطقة والعالم.

الجامعة الأمريكية بالقاهرة جامعة مستقلة، غير هادفة للربح، لا حزبية ومتعددة الثقافات والتخصصات وتمنح فرصاً متساوية لجميع الدارسين ومعترف بها في مصر والولايات المتحدة الأمريكية وجميع برامجها الدراسية معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات في مصر ومن جهات الاعتماد الأمريكية.