الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكايات رمضان.. سمير الفيل يستعيد ذكرياته مع الشهر الكريم داخل مدينة دمياط|خاص

الكاتب سمير الفيل
الكاتب سمير الفيل

يمتلك كل كاتب وأديب طقوسه وذكرياته الخاصة مع شهر رمضان، وكثير منهم أثر فيه شهر رمضان وبدء بالكتابة عنه ومنهم من كتب وتحدث عن تلك الطقوس والذكريات الخاصة به في كتاباته، وحدثنا الكاتب سمير الفيل عن ذكرياته. 

 

قال الكاتب سمير الفيل في حديثه لـ صدى البلد: أستعيد شهر رمضان في طفولتي، فقد كنا ننزل للعمل في الورش، حيث تزدهر حرفة الموبليات، قبل المغرب بقليل نندفع إلى كورنيش النيل لنشاهد إطلاق "العسكري" لمدفع رمضان في مواجهة جامع البحر، بعدها ننطلق مثل الخيول إلى بيوتنا حيث تنتظرنا الأمهات على العتبات.

 

وحين يكون رمضان في شهور الصيف تكون الفرصة مواتية لركوب اللنش من دمياط والوصول إلى رأس البر، نخلع ملابسنا ونضعها تحت شمسية مؤجرة، ونندفع للسباحة في عمق البحر المتوسط، الغطاسون كانوا يقفون على أعمدة من الحديد لها أرضية صاج، يطلقون صفاراتهم لمن يتخطى "البراميل" حيث منطقة العمق حتى لا تحدث حالات غرق، ويرفعون ريات سوداء أو حمراء دلالة على هيجان البحر".

 

وتابع: قبل الإفطار بنصف ساعة نذهب لشراء أرغفة العيش الساخنة والفول والطعمية وأمامنا البحر الذي يغضب أحيانا فتنال منا الأمواج قبل أن تنحسر.

في شهر رمضان يعمل الأسطوات حتى قرب الفجر، وحين يقترب موعد السحور تأتينا من بيت المعلم أكواب القمر الدين ونلتف حول صينية من النحاس فوقها ما لذ وطاب، وأيضا الزبادي في أواني من الفخار".

زيارات الأطفال 

 

وأضاف سمير الفيل: حارة العيد" تستعد لزيارات الأطفال ، وفيها ألعاب كثيرة منها " المليم بأربعة " و" النيشان " و" القطار وفرقعة البومبا" و" الشيكوبيكو" وهي دمية تتكلم من بطنها.

ولا يمكن نسيان عربات الكارو التي نركبها بمليمين فقط ونهتف..

ـ منين لفين؟

ـ للكوبري.

ـ يا عربجي.

ـ ياحرامي المليم.

أما عندما كبرنا فقد تقلصت هذه المشاهد ، وبات الاحتفال برمضان يقتصر على نصب الزينة من الشفاف الملون ، وتعليق الفوانيس".

وتابع موضحا:"شخصيا انجزت بعض مجموعاتي القصصية في شهر رمضان ومنها مجموعتي " شمال.. يمين" الصادرة 2007، كذلك مجموعتي " صندل احمر" 2008. وعلى العموم فالكتابة بمزاج تكون بعد مرور الخمسة أيام الأولى بعدها نتعود على تنظيم الوقت.

ننزل إلى المقاهي لنناقش أعمالنا الجديدة. وحتى العام الحالي الذي يأتي فيه الشهر الكريم في مارس تكون الفرصة مهيأة لكتابة قصص جديدة وحاليا أعكف على كتابة نصوص مجموعة " ملح على المائدة " ، محاولا الاقتراب من فكرة التجريب الذي طالما حلمت بتحقيقه مع نصوص هي صدى البيئة التي أعيش فيها.

وأحب أن أشير إلى أن كوب " قمر الدين" نتناوله ليس ساعة الإفطار بل يؤجل لزمن الكتابة الليلية بعد الواحدة صباحا".

واشار سمير قائلا:" في طفولتي كنت أرى طاهر ابو فاشا ـ بعد نجاح البرنامج الذي قدمه للإذاعة " ألف ليلة وليلة" بإخراج بابا شارو ـ محمد محمود شعبان ـ يجلس مع أصدقائه على رصيف مقهى " شاهين" ، يتسامر مع عدد من كتاب دمياط وسياسيها منهم: سعد عبدالرزق ، عبدالوهاب شبانة ، عيد حسانين، زكريا الحزاوي ، يسري الصواف.

وهو المقهى الذي ظل يضع علي حوائطه الداخلية صور مكبرة لجمال عبدالناصر حين زار دمياط ، وخطب فيها عام 1960، بعدها زار منطقة اللسان ، وجاء صيادو عزبة البرج بمراكبهم كي يحيوه، رافعين الأعلام المصرية على الصواري ، كنت وقتذاك في التاسعة من عمري ، وأعمل في محل أحذية بالشارع التجاري ".