الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيمانويل ماكرون يزور الصين.. الأوروبيون يلجأون لبكين لوقف الحرب |هل تنجح خطتهم

إيمانويل ماكرون والرئيس
إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني

تدور رحى الحرب داخل أوكرانيا منذ أكثر من عام، عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عملية عسكرية محدود داخل الأراضي الأوكرانية في فبراير 2022، حيث فشلت جهود الوساطة التي بذلتها دول عدة لتهدئة التوتر بين موسكو وكييف ووقف عمليات القتال التي طالت الأخضر واليابس.

ماذا يناقش ماكرون مع بينج؟

الدول الأوروبية وتحديدا باريس التي أعلنت رفضها الحرب وشاركت في عمليات الدعم غير المسبوق في تاريخ الحروب من قبل الغرب لأوكرانيا، سعت كثيرا للعب دور الوسيط لوقف عمليات القتال، وحثت الطرفين مرارا وتكرارا على الانخراط في محادثات لوقف رحى الحرب،، بل وسبقت اندلاع العملية العسكرية الروسية في الجهود التي بذلها العالم لمنع الروس من اتخاذ قرار الحرب، وتهدئة التوتر على الحدود بين الجارتين، لكن مساعيها لم تثمر عن شيء في كل الحالات.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تعيش بلاده فترة عصيبة بسبب الاحتجاجات والإضربات التي ينظمها ملايين الفرنسيين منذ أسابيع عدة رفضا لنظام التقاعد الجديد، لم يتوقف عن مساعيه لإيجاد حل للأزمة الروسية الأوكرانية التي ترتكت آثارا مدمرة خاصة على الاقتصاد العالمي، "دفعت فرنسا جزءًا كبيرًا منه".

وأعلن قصر الإليزيه، الجمعة، عن زيارة مرتقبة من إيمانويل ماكرون، لـ الصين 5 أبريل المقبل، وتستمر حتى 8 أبريل، للعمل مع الرئيس الصيني شي جين بينج على عودة السلام في أوكرانيا، موضحا أن "ماكرون ملتزم بالحفاظ على حوار مستمر متطلب مع الصين".

ولفت إلى أنه سيتم إجراء مناقشات معمقة حول الحرب في أوكرانيا للعمل من أجل عودة السلام في إطار القانون الدولي، ولا سيّما سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

وأكدت الرئاسة الفرنسية، أن المباحثات في بداية أبريل المقبل، سوف تركز أيضا على الأزمات الدولية في الشرق الأوسط وإفريقيا والتوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مشيرة إلى أن إعادة فتح الصين بعد الجائحة يتيح الفرصة لإعادة إطلاق دينامية العلاقات الفرنسية الصينية على كل الأصعدة، خاصة وأن التوترات الدولية أكثر من أي وقت مضى.

وأوضحت أن الزيارة ستتضمن ثلاثة محاور رئيسية كالتالي:

  • القضايا الاستراتيجية والأزمات الدولية.
  • التعاون في مواجهة التحديات العالمية الكبرى.
  • العلاقات الاقتصادية الفرنسية الصينية.

من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحفي الجمعة، في بروكسل، أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، سو ترافقه في جزء من برنامج الزيارة إلى الصين، انطلاقا من مبدأ الوحدة الأوروبية، الذي يمثل شرطا أساسيا لبناء شراكة متوازنة مع الصين.

أهداف زيارة ماكرون للصين

وقال خالد شقير الصحفي المتخصص بالشأن الفرنسي، إن زيارة الرئيس الفرنسي إلى الصين، مطلع الأسبوع المقبل، الهدف منها هو تنسيق العلاقات الفرنسية الصينية من ناحية، وبحث العلاقات الصينية الأوروبية من ناحية أخرى، حيث ركز الرئيس الفرنسي، في مؤتمر صحفي ببروكسل، على أهمية زيارته للصين لتنسيق المواقف وبصفة خاصة في اتجاه الأزمة الاوكرانية، مشيرا إلى أنه حرص على اصطحاب رئيسة المفوضية في المفوضية الاوروبية في إحدى أيام الزيارة.

وأضاف شقير خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن اصطحاب دير لايين، معه لأن طابع الزيارة ليس علاقات الفرنسية الصينية فقط، وإنما العلاقات الصينية الأوروبية المتميزة، لانه ومن المعروف أن الصين شريك تجاري كبير للاتحاد الأوروبي والذي كان يحاول بصورة أو أخرى ممارسة الضغط على الصين من خلال تهديده بوقف التعاون معهم ما يتسبب في الخسائر الاقتصادية الكبرى للصين، وأيضا الدول الأوروبية لا تستطيع الاستغناء عن الصين حيث أن الصين أيضا شريك استراتيجي كبير جدا وهناك تعاون تجاري واقتصادي كبير.

وأكد شقير، أن محاولات الرئيس الفرنسي، تأتي كما جرت العادة، أو كما كان في السابق، عندما التقى مع الرئيس الصيني، الخريف الماضي، في قمة العشرين وطلب منه الدخول على الخط للتأثير على الرئيس الروسي، والعودة إلى طاولة المفاوضات، وإنهاء العملية العسكرية في أوكرانيا، بعد انسداد المحادثات التي كان يقوم بها الرئيس الفرنسي مع الرئيس الروسي وتوقف الاتصالات بينهم بعد الانتقادات التي تلقاها من بعض الدول الاوروبية منها بولندا وأيضا أوكرانيا نفسها وانتقادات طالته من الجانب الروسي.

واختتم: إن تحرك الرئيس الفرنسي، نابع من التداعيات الكبيرة للأزمة الأوكرانية على الاقتصاد الأوروبي، واقتصادات العالم، وعلى الأمن الغذائي، وهو أحد الملفات التي سيناقشها مع الرئيس الرئيس الصيني، وأيضا سبل توجيه الدعم للدول الإفريقية وتحقيق الأمن الغذائي إلى جانب العلاقات الفرنسية الصينية، والحرص على التقدم في اتجاه الوساطة الصينية بالنسبة للأزمة الأوكرانية.

خالد شقير 

وبدعوة من الرئيس بوتين، زار الرئيس الصيني، الإثنين الماضي، روسيا في زيارة رسمية استغرقت ثلاثة أيام، وهي التاسعة للرئيس الصيني لموسكو، الذي تجمع بلاده بالروس علاقات قوية تخطت حدود التعاون.

وحظيت الزيارة باهتمام العالم أجمع، حيث كانت أول زيارة للرئيس الصيني لموسكو بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وبعد إعادة انتخاب شي رئيسا للبلاد. وينتظر العالم أجمع تدخل الصين لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة بعد الوساطة الصينية التي نجحت في إنهاء الخلافات والتوترات بين السعودية وإيران.

رؤية الصين للحرب الأوكرانية 

ووقع الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على بيان مشترك لحل الأزمة الأوكرانية عبر مفاوضات السلام.

وشدد الرئيس الصيني ونظيره الروسي على ضرورة الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة واحترام القانون الدولي. "ويعارض الجانبان قيام أي دولة أو أي مجموعة دول بالمساس بالمصالح الأمنية المعقولة للدول الأخرى، سعيا إلى التفوق العسكري والسياسي والتفوق في المجالات الأخرى".

ومن جانبه سجل الجانب الروسي تقييمه الإيجابي للموقف الموضوعي والعادل الذي يتبناه الجانب الصيني تجاه القضية الأوكرانية، حيث أكدت موسكو مجددا على مساعيها لاستئناف مفاوضات السلام في أقرب وقت ممكن، وهو ما أشاد به الجانب الصيني ورحب به.

كما رحب الجانب الروسي باستعداد الجانب الصيني للعب دور إيجابي لحل الأزمة الأوكرانية عبر الطرق السياسية والدبلوماسية، ويرحب بالرؤى البناءة التي توضحها وثيقة "موقف الصين من حل الأزمة الأوكرانية سياسيا".

وأكدت الصين وروسيا، أن حل الأزمة الأوكرانية يستلزم احترام الشواغل الأمنية المعقولة لكافة الدول وتجنب المواجهة بين المعسكرات وصب الزيت على النار، كما أن الحوار المسؤول هو الطريق الأمثل لحل "المشاكل بخطوات متزنة، وعليه ينبغي للمجتمع الدولي دعم الجهود البناءة ذات الصلة".

ودعا الجانبان إلى الكف عن كافة الأعمال التي تزيد التوتر وتطيل الصراع، وتجنب تدهور الأزمة باستمرار حتى خروجها عن السيطرة، حيث "يعارض الجانبان أي عقوبات أحادية دون تفويض مجلس الأمن الدولي".