رحلت عن عالمنا أمس الإعلامية فضيلة توفيق عبد العزيز الشهيرة بـ «أبلة فضيلة» في كندا بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 94 عامًا.
الكاتب سمير الفيل تحدث لـ صدى البلد وقال: تعرفت على صوت " أبلة فضيلة " في سنوات التكوين الأولى، حيث واكب ذلك فترة دراستي بالصف الأول بمدرسة الإمام محمد عبده بمدينة دمياط الساحلية .
كان الأستاذ رفعت قطارية يغني من النافذة قبل دخول الفصل أغنية محمد فوزي الرشيقة " ذهب الليل.. طلع الفجر.. والعصفور صوصو..صاو صاو"
وكان الأستاذ علي صلى ينحت تمثالا من الصلصال ، ليضعه في مدخل المدرسة لطالب يحمل تحت إبطه كتب الدراسة، وينظر بإشراق وتفاؤل نحو الشمس".
وأضاف الفيل متابعا:"في تلك الفترة وزعت علينا كراسات حكومية ، مجانية، وقد كتب على الغلاف الخلفي إرشادات مهمة، أذكر منها " كلنا سيد في ظل الجمهورية "، " أطع والديك فإن طاعتهما من طاعة الله" ،" أغسل يديك قبل الأكل وبعده"، ورغم نزولنا إلى الورش للعمل في الفترة المسائية، فقد جذبتنا برامج الإذاعة، والأغنيات التي يغنيها الأطفال بأصواتهم الرقيقة:" يا عسكري يا أبو بندقة.. يا زينة الأمة المصرية"، وغيرها".
صوت أبلة فضيلة البديع
وأشار: أبلة فضيلة كانت أكثر من غيرها فقد كانت تجمعنا برقتها وصوتها البديع، وهي تحكي لنا حكايات أغلبها واقعي، وبعضها خيالي، لتنشر من خلال القصص مبادئ سامية مثل العدل، والحق، والمساواة، وهي قيم عظيمة كان المجتمع ينادي بها في المدارس والجوامع والكنائس، وأندية الشباب، فالشيء الذي كان يميز برنامج "غنوة و حدوتة “ هو هذا الحكي المنساب، كجدول رقراق في نهار قائظ، وقدرة أبلة فضيلة على السرد الجذاب بحيثوتصبح ـ كمتلق ـ طرفا في الأحداث بما تنشره من قيم الصدق والتسامح والانتماء للوطن ،والمحافظة على تماسك الأسرة”.
واستطرد: استمر البرنامج فترة طويلة من عام 1959 إلى عام 2007، لتجذب أجيالا وراء أجيال، وقد ساعدها على النجاح أن كاتبين مهمين قدما لها النصوص السردية، هما عبدالتواب يوسف، ونادر أبو الفتوح. ولكل منهما خبرته ومكانته في الكتابة للطفل، كما تميز البرنامج باستضافة كبار الكتاب والعلماء خاصة يوم الجمعة، وكان من بينهم: نجيب محفوظ، أنيس منصور، الدكتور فاروق الباز، الدكتور يحيى الرخاوي، الملحن سيد مكاوي، المطرب عبدالحليم حافظ، وغيرهم.
وأشار: كانت تطلب من الأطفال طرح الأسئلة على ضيوف البرنامج وتقوم بالتدخل في الوقت المناسب. وأظن أن القضايا التي كان يطرحها الأطفال الصغار على الضيوف لامست قلب المتلقين، كان من الواضح خضوعهم لعملية تدريب شاقة، فنحن ندرك أن هؤلاء الأطفال قد امتلكوا القدرة على الحوار وبالتأكيد كانوا يتدربون على طريقة الإلقاء؛ فلا مجال للجلجة أو السهو والخطأ"
وعن مقابلته أبلة فضيلة أشار إلى أنه قابلها بالفعل «نعم قابلت أبلة فضيلة مرة واحدة في مصعد جريدة الأهرام حين كنت صاعدًا لمقابلة الدكتور مصطفى عبدالغني، الصحفي بالجريدة، فتبادلنا التحية.
وعرفت من المتابعين أنها كرمت من الرئيس مبارك، ومن الاتحاد السوفيتي والعديد من المؤسسات الثقافية المصرية والعربية، وفي عام 2014 سافرت لتعيش مع ابنتها ريم في كندا، وظلت هناك حتى وافاها الأجل.