يصادف في مثل هذا اليوم 19 مارس 1989، ذكري عودة "طابا"،وفي هذا اليوم نتذكر الرجل صاحب الشهادة التاريخية في تلك القضية الهامة هو العقيد إسماعيل شيرين آخر وزير للحربية فى العهد الملكى المصري.
الأمير إسماعيل شيرين من مواليد محافظة الإسكندرية في 17 أكتوبر 1920 ، وهو أمير من أمراء أسرة محمد علي وأحد أحفاده، والدته ابنة عم الملك فؤاد الأول ملك مصر والسودان.
تزوج العقيد إسماعيل شيرين من الأميرة فوزية أخت الملك فاروق عام 1949، وذلك بعد أن تم الطلاق بينها وبين شاه إيران، وأنجب منها (حسين ونادية) التى تزوجت من الفنان يوسف شعبان.
تلقي تعليمه في كامبردج حيث درس الاقتصاد السياسي، وعمل في البنك الأهلي، ثم سكرتيرا في مجلس الوزراء وحصل علي البكوية وانتدب للعمل في وزارة الدفاع كضابط اتصال.
اختير إسماعيل شيرين عضواً فى وفد مباحثات الهدنة بين مصر وإسرائيل التى وقعت فى «رودس» بعد حرب 1948، وقد انعم عليه برتبة ببكاشي ثم رتبة قائمقام.
كان إسماعيل يشعر أن عرش الملك فى خطر، وذلك من خلال موقعه بالجيش كضابط ثم كوزير، وكان يرى بوضوح تام التذمر داخل الجيش، إلا أن الملك لم يستمع إليه، رغم محاولات شيرين لفت نظر الملك إلى هذا الأمر.
هذا ومن الجدير بالذكر أنه وبعد خروج الملك فاروق من مصر يوم 26 يوليو 1952، خرج إسماعيل وزوجته الأميرة فوزية من مصر واستقر بهما المقام فى جينيف.
دور إسماعيل شيرين الهام فى قضية طابا
عندما بدأت إجراءات التحكيم بين مصر وإسرائيل على طابا، وكان مقر المحكمة فى «جينيف» ، علم إسماعيل هو بالأمر، فقام بالذهاب من تلقاء نفسه إلى فريق التحكيم المصرى عارضاً أن يدلى بشهادته أمام المحكمة، لكى يثبت أن طابا مصرية، وتلخصت شهادته فى أنه كان قائداً للكتيبة المصرية فى «طابا» ، وأن لديه فى أوراقه، خطابات رسمية بعث بها إلى زوجته وأسرته من طابا، ولديه ردود على تلك الخطابات أرسلت إليه فى «طابا»، وأن أختام البريد والطوابع تؤكد ذلك، ورحب الفريق به شاهداً، وقبلت به المحكمة، وأدلى بشهادته التى زادت من اقتناع المحكمة بأحقية مصر فى «طابا».
بعد تقديم الفريق المصرى ما لديه من وثائق وخرائط، فضلاً عن الحجج والدفوع والزيارات الميدانية إلى المنطقة، بما يدعم الحق المصرى، لكن المحكمة الدولية لم تكتف بذلك، وفتحت باب الشهود، وكان على كل طرف أن يدفع بشهوده ليؤكد موقفه، فتقدم إسماعيل شيرين رغم إنه لم يكن قد طلب للشهادة، حيث إنه من المؤكد أنه لم يتذكره أحد نهائيا أو تذكر أنه كان له خدمة سابقة فى طابا، و لكن الرجل تقدم للشهادة بدافع شخصى من نفسه حيث إنه لم ينس أنه مصريا محبا لها ومخلصا لبلده وأحد ضباط الجيش المصرى المخلصين.
وعلى الرغم من هذا الموقف الذى قام به إسماعيل شيرين إلا أنه لم يذكره أحد رغما عن شهادته الهامة فى قضية طابا والتى انتهت المحكمة إلى الحكم بمصريتها.
توفى العقيد إسماعيل شيرين فى 14 يونيو 1994 وذلك عن عمر يناهز 74 عاما.