EN
يناقش مختبر السرديات، التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، كتاب "فى شمس الأصيل.. إسكندريتي" من تأليف جولي هيل، ويناقشه د. امتنان الصمادي، د. بيرسا كوموتسي، غادة جاد، د.هيثم الحاج علي، وذلك فى تمام الساعة السادسة من مساء غدً الأحد بمركز المؤتمرات بمكتبة الإسكندرية.
فى كتاب "فى شمس الأصلي.. إسكندريتي" ترسم جولي هيل في مذكراتها صورة الطفولة في الإسكندرية العالمية في أوائل القرن العشرين؛ حيث جاءت عائلتها كلاجئين من مناطق الإمبراطورية العثمانية وكان لهم امتياز أن تجد في الإسكندرية، وأن تصبح جزءًا من طبقة وسطى أكثر ازدهارًا من تلك التي تركوها وراءهم.
تستحضر مؤلفة الكتاب جولي حياة عائلة يونانية ومجتمع من خلال امتزاج تقاليدها وعاداتها مع المجتمعات الأخرى والمصريين المحليين. لم تكن الإسكندرية العالمية في العصر الحديث بوتقة تنصهر فيها الجنسيات.
أصر كل مجتمع على الحفاظ على هويته الخاصة، وطريقته في الاكتفاء الذاتي في الحياة، وعاداته، ولغته، ومدارسه، وحتى مؤسساته الرياضية الخاصة.
التقى الأوروبيون واجتمعوا في المطاعم ودور السينما والشواطئ الشهيرة والشعبية، وذهبوا في نزهات وصيدوا وصيدوا واحتفلوا بشم النسيم، يوم الإثنين التالي لعيد الفصح الأرثوذكسي.
تأخذنا جولي باليد وتمشي معنا في أيام طفولتها، المدرسة الفرنسية الخاصة، والأسواق، ومحلات الحلويات كلها اختلطت بذكريات الغارات الليلية، والاستماع إلى الراديو في الظلام كما الألمان في بوابة المدينة وينتصر الحلفاء.
بعد بضع سنوات، كانت بمثابة نقطة انطلاق في حياتها، ووصفت محن الالتحاق بالجامعة المصرية، وهو أمر نادر بالنسبة للأجنبي، كما شهدت ثورة 1952 بطرد الملك فاروق وبعد ذلك مع عبد الناصر على رأسها حيث تأميم العقارات الخاصة الكبرى ومراجعة قوانين الملكية والضرائب.
تغادر جولى للدراسات العليا في أمريكا بحنين عميق ، تنظر إلى تلك السنوات التي كانت فيها من شبابها المبكر، والتي صادف أن كانت الأخيرة بالنسبة لأسلوب الحياة العالمي للمدينة، وتعود بعد عقود لتجد مدينة طفولتها قد تغيرت بالكامل. عندما تزور الأماكن القديمة والمعالم المتلاشية، تكتشف مدينة متغيرة غافلة عن ماضيها. لم تعد نفس المدينة التي تغيرت فيها كثيرًا، لكنها تغيرت أيضًا.
