تولي الحكومة المصرية اهتماما بالغا بمحصول القمح كل عام لأنه أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية، فيما تتصدر روسيا، قائمة أعلى عشر دول استوردت مصر منها القمح خلال الـ 11 شهر الأولى من عام 2021، حيث سجلت قيمة واردات مصر منها 1.2 مليار دولار وبكمية بلغت 4.2 مليون طن بنسبة 69.4% من إجمالي كمية واردات مصر من القمح.
وسبق وأعلن اتحاد الحبوب الروسي أنه سيقوم بتوريد 4 ملايين طن من القمح إلى مصر خلال النصف الثاني من العام الزراعي الذي سيستمر حتى أغسطس 2023، فتعد مصر هي الدولة صاحبة الريادة في استيراد القمح الروسي خلال شهر يناير حيث تم شحن 191.5 ألف طن إلى مصر مقابل 103 ألف طن قبل عام.
إنقاذ إمداد مصر من القمح
وأكدت السفارة الروسية لدى القاهرة أن الأمريكيين والأوروبيين فشلوا في تعطيل إمداد مصر بالقمح الروسي، موضحة أن إمدادات القمح يمكن أن تصل إلى 8 ملايين طن في العام الزراعي 2022-2023.
وفي بيان لها، قالت السفارة الروسية لدى القاهرة: "نسمع مرة أخرى من الممثلين الغربيين أن مشكلات عالمية مثل أزمتي الغذاء والطاقة ظهرت بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة لصد نظام كييف النازي، كما أشرنا مرارا وتكرارا، هذا غير صحيح على الإطلاق".
وأضاف البيان: "لم تتسبب العمليات القتالية في الارتفاع المطول في أسعار الحبوب وانقطاع الإمدادات على الإطلاق، ولم تؤثر المعارك على عمل موانئ روسيا التي تعد أكبر مصدر للقمح في العالم، وفي عام 2022 جمعت حصادا كبيرا جدا حتى تتمكن من إمداد الدول الأخرى بما يصل إلى 60 مليون طن من هذا المحصول، ومع ذلك، فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها، عقوباتهم على روسيا التي منعت ولا تزال محاولات قطع نقل منتجاتنا الزراعية واجراء المدفوعات مما تسبب عمدا في نقص الغذاء والمجاعة".
وأكملت السفارة الروسية: "بالإضافة إلى ذلك، توقفت الدول الأوروبية مثل ألمانيا وغيرها بناء على أوامر من واشنطن عن شراء الغاز والنفط الرخيصين من روسيا، مما تسبب تلقائيا في زيادة قوية في أسعار الطاقة في أوروبا، ومن ثم انتشار هذا النمو إلى مناطق أخرى".
وتابع البيان: "بعبارة أخرى، يمكن القول إن الغرب تسبب في كلتا الأزمتين، وتحاول الولايات المتحدة التي تترأس الغرب بكل الوسائل إضعاف روسيا بدون أخذ حتى المصالح الاقتصادية لحلفائها في الاعتبار، وتسعى إلى إبقاء بقية العالم في حالة اعتماد استعماري على نفسها".
وأوضحت السفارة الروسية قائلة: "مع ذلك، لن يحقق الغرب أهدافه، على سبيل المثال، فشل الأمريكيون والأوروبيون في تعطيل إمداد مصر بالقمح الروسي، ورغم كل العوائق التي خلقها الغرب، وحتى على العكس، فقد نمت هذه الإمدادات ويمكن أن تصل إلى 8 ملايين طن في العام الزراعي 2022-2023، وفي الوقت عندما يتم إرسال الحبوب الأوكرانية بشكل أساسي إلى أوروبا لدفع ثمن الأسلحة المنقولة من هناك إلى نظام كييف لمواصلة الحرب، تساعد روسيا أصدقاءها المصريين".
تعزيز التعاون بين موسكو والقاهرة
وسبق وتعاقدت الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر على كمية 535 ألف طن من القمح الروسي بتمويل من البنك الدولي.
وكان ميناء سفاجا قد استقبل أول الشهر الماضي السفينة PAREA، محملة بـ 63 ألف طن من القمح الروسي، المستورد لحساب هيئة السلع التموينية بوزارة التموين والتجارة الداخلية.
وأعلن اتحاد الحبوب الروسي أن كميات القمح التي وصلت إلى الموانئ المصرية بلغت منذ مطلع الشهر الماضي 191 ألف طن، حيث يأتي ذلك في إطار تعزيز التعاون بين موسكو القاهرة.
والجدير بالذكر، إن روسيا تحتفظ بالصدارة في توريد القمح لمصر، بجانب أن روسيا بتوفي بكافة التزاماتها لتوريد القمح لمصر، وهذا ما يؤكده دائما المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوجدانوف.