EN 
تمثل وسائل النقل العامة أهمية كبيرة لعدد غير محدود من المواطنين، ويتردد عليها عدد كبير في ساعات النهار والليل وتبحث الحكومة إحداث طفرة في وسائل النقل خاصة في محافظتي القاهرة والإسكندرية.
خطة لتطوير أتوبيسات النقل العام
وسلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، الضوء على إطلاق خطة متكاملة لتطوير هيئتي النقل العام بالقاهرة والإسكندرية، في إطار تنفيذ توجيهات القيادات السيادية، لتطوير منظومة النقل الجماعي، والتوسع في استخدام الأتوبيسات صديقة البيئة.
وتناولت الخطة عدة محاور منها، رفع كفاءة الأتوبيسات داخليا وخارجيا وتحويلها للعمل بالغاز الطبيعي ودخول أتوبيسات جديدة الخدمة، حيث يتم تعديل 2262 أتوبيسا تابعا للهيئتين، منها 1962 أتوبيسا يتبع الهيئة العامة لنقل الركاب بالقاهرة، و300 لهيئة نقل الركاب بالإسكندرية، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 2 مليار جنيه.
وذكر مركز المعلومات، أن ذلك يحقق الاستفادة المثلى اقتصاديا من ثروات مصر من الغاز الطبيعي، وتعظيم القيمة المضافة منها، وترشيد استهلاك السولار، فضلا عن زيادة موارد الهيئة عن طريق نظام الدفع الإلكتروني، لإحكام الرقابة على التذاكر وزيادة إيرادات التذاكر.
وتتضمن الخطة، إنشاء محطات تموين بالغاز الطبيعي بجراجات الهيئتين بالتنسيق مع شركة كارجاس، وإتاحتها للجمهور، وتأجير عدد من الأتوبيسات لبعض الجهات الحكومية، وبعض الأراضي غير المستغلة التابعة للهيئتين، وغيرها من المحاور التي تؤدي لزيادة موارد الهيئتين لتحقيق إيراد إضافي لهما.
أهمية خطة تطوير النقل العام
وفي هذا الصدد، قال الدكتور حسن مهدي أستاذ الطرق والكباري بكلية الهندسة جامعة عين شمس، إن ما يحدث من تطوير النقل العام في محافظة القاهرة والإسكندرية خطوة في غاية الأهمية.
وأوضح مهدي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه الخطوة الكبيرة في تطوير النقل العام تعمل على تقليل الاعتماد على السولار وأيضا تكون اقل ضررا للبيئة والصحة العامة.
وتابع: تكلفة هذه الخطوة ليست بقليلة لتحويل اتوبيسات النقل العام للعمل بالغاز الطبيعي، لذلك وضع خطة بالتحويل المرحلي للغاز الطبيعي في الحقيقة هام ومطلوب أيضا.
وسبق وقال اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، خلال تصريحات له ـ إن الوزارة تعمل منذ فترة على تحديث أسطول النقل العام بالمحافظتين للعمل بالغاز الطبيعي بدلًا من السولار.
وأوضح أنه يتم تعديل 2262 أتوبيسا تابعا للهيئتين، منها 1962 أتوبيسًا يتبع الهيئة العامة لنقل الركاب بالقاهرة و300 لهيئة نقل الركاب بالإسكندرية، بتكلفة إجمالية 2 مليار جنيه، بما يحقق الاستفادة المثلى اقتصاديا من ثروات مصر من الغاز الطبيعي، وتعظيم القيمة المضافة منها وترشيد استهلاك السولار.
وأشار إلى أن خطة التطوير تشمل شراء أتوبيسات جديدة صديقة للبيئة تعمل بالغاز الطبيعي والكهرباء، إذ تم تشغيل 378 أتوبيسًا تعمل بالغاز الطبيعي، ساهمت في توفير تكاليف التشغيل وزيادة الإيرادات بحوالي 140 مليون جنيه سنويًا.
وتم شراء 110 أتوبيسات تعمل بالكهرباء من خلال وزارة الإنتاج الحربي بتكلفة 600 مليون جنيه، ويجرى حاليا إنشاء البنية الأساسية لتشغيل هذه الأتوبيسات بالهيئتين، وسيتم تشغيلها بتعريفة مميزة.
تحويل الأتوبيسات للعمل بالغاز الطبيعى
ومن جانبه، أشار محافظ القاهرة إلى أن تطوير منظومة النقل الجماعي سيبقى من أولويات عمل المحافظة، خاصة هيئة النقل العام بالقاهرة التي تعد الوسيلة الأكثر استخدامًا لنقل المواطنين بالعاصمة، مؤكدًا حرص المحافظة على أن تكون تعاقداتها الجديدة على أتوبيسات صديقة للبيئة تعمل بالغاز الطبيعى والكهرباء، وذلك تماشيًا مع نهج الدولة في تفعيل استخدام الوقود الآمن.
وأوضح عبدالعال ـ أن هيئة النقل العام بالقاهرة تنقل مليون راكب يوميا من خلال 3000 أتوبيس على 193 خطا، تخدم محافظات القاهرة والجيزة وجزءا من محافظة القليوبية، إضافة إلى المدن العمرانية الجديدة في نطاق المحافظات الثلاث، مشيرا إلى أنه بالتوازي مع دخول أتوبيسات جديدة للخدمة تقوم الهيئة بعمل تعديلات في أتوبيسات أسطولها.
وتشمل تحويلها للعمل بالغاز الطبيعي إلى جانب أعمال رفع كفاءة الأتوبيسات داخليًا وخارجيًا كي تليق بالمواطن المصري فى ظل المبادرة الرئاسية حياة كريمة لتوفير وسيلة مواصلات لائقة بالمواطنين، وتحافظ على المظهر الحضاري والجمالي للعاصمة، إلى جانب الهدف الرئيس وهو الحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات المسببة للتلوث البيئي.
وقال محافظ الإسكندرية، إن المحافظة تشهد نقلة نوعية جديدة خلال عام 2023 في مجال النقل والمواصلات العامة، والتي بدأت تشهد تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، أبرزها تشغيل الأتوبيس الكهربائي وترام الإسكندرية الجديد.
ولفت إلى بدء تشغيل أول 10 أتوبيسات تعمل بالغاز الطبيعي، تم إطلاقها للعمل في شوارع المدينة، وذلك ضمن المرحلة الأولى التي تشمل تحويل 50 أتوبيسا من إجمالي 300 أتوبيس سيتم تحويلها خلال 6 سنوات على عدد من المراحل بواقع 50 أتوبيسا كل مرحلة.
وأوضح اللواء رزق مصطفى، رئيس هيئة نقل الركاب بالقاهرة، أن خطة تحويل أتوبيسات الهيئة للعمل بالغاز الطبيعي تستمر على مدار 6 سنوات مالية، بدأت من العام 2021 /2022 وتكون مدة مراحل التنفيذ 12 شهرًا لكل مرحلة، فيما تستغرق المرحلة الأولى 15 شهرًا، بإجمالى 1962 أتوبيسًا.
ففي الحقيقة استحق قطاع النقل في الجمهورية الجديدة أن يطلق عليه "قاطرة التنمية"، فعلى مدار ثماني سنوات، ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية القيادة السياسية في عام 2014، أولى هذا القطاع أهمية كبرى، لما يمثله من أهمية حيوية تخدم كافة قطاعات التنمية في الدولة المصرية، حيث انطلقت خطة التطوير والتحديث لكافة قطاعات النقل.
اهتمام الدولة بكافة مجالات قطاع النقل والمواصلات
والجدير بالذكر، تقوم مصر بتنفيذ استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة النقل من خلال خطة واضحة تشمل كافة قطاعـات النقل، وهذه الاستراتيجية تتفق مع رؤية التنمية المستدامة بالدولة حتى عام 2030، وتحقق الترابط والتكامل فيما بينها، مع وضع آليات محددة ودقيقة لمتابعة تنفيذها بالشكل الصحيح.
أن اهتمام الدولة بكافة مجالات قطاع النقل والمواصلات ضرورة قصوى ليس فقط لتحقيق التنمية الاقتصادية ورفع مستوى المعيشة، وإنما لمواكبة التحديات الناجمة عن الزيادة السكانية، وضرورة وجود منظومة متكاملة تحقق للمواطن كافة عناصر الأمان والراحة، فضلًا عن توفير الوقت، إلى جانب جذب مزيد من الاستثمارات وتحسين مناخ الاستثمار نتيجة لتوافر مقومات البنية التحتية اللازمة.
وإن الاهتمام بتنويع وسائل النقل والمواصلات والوصول بها إلى منظومة حديثة، سريعة وآمنة تربط بين أطراف الدولة، عبر شبكة متطورة من الطرق والكباري والمحاور هي استراتيجية قومية للنهوض بالدولة في كافة المجالات الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على حياة المواطن وتحسين اقتصاد الدولة.
