فاز الأسبوع الماضي الروائي والكاتب عادل سعد بـ جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الروائي، عن روايته «الكحكح وما الدنيا إلا مسرح كبير».
صدر لـ عادل سعد العديد من الأعمال الأدبية من ضمنها مجموعته القصصية «البابا مات»، ورواية «رمضان المسيحي»، وكذلك روايته الأشهر «الأسايطة»؛ لذلك كان حديثنا معه عن روايته الأخيرة الكحكح وما الدنيا إلا مسرح كبير، التي فازت بجائزة الطيب صالح فكان هذا الحوار..
عادل سعد: لا أعلق آمالًا على الجوائز الأدبية
-في البداية أريد أن أعرف.. كيف استقبلت نبأ الفوز بجائزة الطيب صالح للرواية العالمية؟
تفاجأت بفوزي بالجائزة، ولم أكن أتوقعها، لأني بطبعي لا أعلق آمالًا على الفوز بالجوائز الأدبية، لأنها غالبًا ما يحكمها الأهواء الشخصية، لكني تفاجأت عندما اتصلوا بي وطلبوا مني متابعة مؤتمر الإعلان عن الجائزة، وكان ذلك قبل بدء المؤتمر بحوالي نصف ساعة، وهنا شعرت أنني فزت، إلى أن تم الإعلان رسميًا خلال المؤتمر الذي أقيم في السودان، فهم لم يدعوا الفائزين نظرًا لظروف البلد هناك، وفوزي بالجائزة أمر يهمني لأن الرواية سيتم ترجمتها، وأيضًا سيخرج منها طبعة «اقتصادية» بسعر زهيد؛ وبالتالي سيقرأها كثيرون، كما أن الجائزة تحمل اسم الطيب صالح، الذي أحبه كثيرًا، بجانب قيمة السودان كدولة، والأمر الأخير أنني أحتاج لقيمتها المالية، وأنا أقول هذا بدون أي خجل.
-وما هي تفاصيل قصة الرواية؟
الرواية فيها بعد إنساني، وقد عشت تجربة حقيقية حول موضوع الرواية، فهي تتحدث عن 6 سيدات تجاوزت أعمارهن الـ85 عامًا، وكانوا يعملن في التدريس بمدرسة مصر الجديدة الابتدائية، وانتحرت واحدة منهم بسبب الوحدة، وفي الجنازة اكتشفوا أنهم جميعًا وحيدات بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهنا قرروا الاتفاق أن تستضيف كل واحدة منهم أصدقائها المسنات يوميًا، وهنا تبدلت حياتهم بشكل كامل، إذ كانوا ينتظرون الموت دومًا، لكنهم قرروا فجأة إلغاء العالم الخارجي بشكل كامل، وبدأوا ممارسة الرياضة، وعاشوا حياتهم مرة أخرى، بدلًا من الحياة القاسية التي عاشوها من قبل، فقد أرادوا أن تكون أيامهم الأخير «سعيدة».
-تمتنع أغلب الوقت عن المشاركة في الجوائز الأدبية.. لماذا شاركت في هذه الجائزة تحديدًا؟
لأني أعتقد أن جائزة الطيب صالح تحمل شفافية إلى حد كبير، وليس بها أي توازنات، وخلال العام الماضي فاز بها كاتب واحد فقط من مصر، أما هذا العام فقد فاز بها 5 مصريين، وهذه إشارة إلى أن الجائزة لا تحمل أي توازن بأي شكل من الأشكال، كما أنهم يحذفون اسم الكاتب من على غلاف الأعمال المقدمة، ويتم تقديمها للمحكمين دون إطلاعهم على اسم الكاتب، ثم بعد ذلك يتم اختيار الأعمال المرشحة لتصل للقائمة الطويلة، ثم تتبدل لجان التحكيم، وصولًا إلى القائمة القصيرة والإعلان عن الجائزة في نهاية الأمر.
عادل سعد: بعض الروايات الفائزة بالجوائز داخل مصر تسيء لسمعتنا كمصريين
-إذًا كيف ترى الجوائز الأدبية داخل مصر؟
الجوائز الأدبية داخل مصر أسوأ ما يكون، ففي إحدى المرات ترشحت لإحدى الجوائز الرسمية، وقد أخبرني أحد أعضاء اللجنة أنني فزت، وأخبر الناشر أيضًا بالأمر، لكن عرفت فيما بعد أن أحد كتاب الأقاليم، ذهب لأعضاء اللجنة وترجاهم بالفوز فمنحوه الجائزة، وهناك جائزة أخرى تدخل أحد النقاد الكبار لمنعي من الحصول عليها وأرى أن الجوائز الأدبية داخل مصر جوائز سيئة السمعة، لأنها كلها شللية وأحزاب، ومصالح، وأشياء أخرى لا يمكن فهمها، فالهوى هو الذي يحكمها، وبعض الروايات التي تفوز بالجوائز داخل مصر تسيء لسمعتنا كمصريين، خصوصًا الروايات التاريخية التي أصبحت «موضة»، لأنها دليل على إفلاس الكاتب، باعتباره لا يملك تجارب شخصية، لأنه عندما يكتب في التاريخ ينقله بطريقة ساذجة.
عادل سعد: النقد بـ«عافية»
-وماذا عن المشهد النقدي داخل مصر؟
النقاد بـ«عافية» داخل مصر ومن وجهة نظري لا يوجد سوى اثنان أو ثلاثة فقط أما الباقي «غير صالح للاستعمال»، فنحن نحتاج جيل جديد من النقاد، ونحتاج نقاد لديهم شجاعة، وهذا للأسف غير موجود في اللحظة الراهنة، وأنا بدوري أعتبر نفسي خارج منظومة الثقافة المصرية، لأني أقدم الشهادات التي عشتها في حياتي، وهذا ما يهمني فقط.