قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

زيارة بايدن إلى أوكرانيا استعراضية.. ماذا وراء ذهاب الرئيس الأمريكي لـ كييف؟|تحليل

زيارة بايدن إلى كييف
زيارة بايدن إلى كييف
×

قام الرئيس الأمريكي جو بايدن، بزيارة إلى أوكرانيا الإثنين، اعتبرها البعض استعراضا لقوة الإدارة الأمريكية في الوصول إلى مناطق الحرب، ولإرسال رسالة مفاداها أن الولايات المتحدة تدعم أوكرانيا في ظل الحرب ضد روسيا، والتي اندلعت في 24 فبراير 2022.

زيارة الرئيس بايدن لكييف

وفيما رحب الأوكرانيون بهذه الزيارة، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن نتائج الزيارة ستظهر وتنعكس على أرض المعركة، فيما كشف البيت الأبيض أن زيارة بايدن كانت تهدف إلى التأكيد على التزام أمريكا الثابت بديمقراطية أوكرانيا وسيادتها.

الباحث والمحلل السياسي الخبير في الشأن الروسي، بسام البني، أكد أن زيارة بايدن إلى كييف فقدت قيمتها بعدما انتشرت أخبار تفيد بأنه كان هناك تنسيق أمني بين روسيا وواشنطن، حول زيارة بايدن إلى كييف، وإعطاء روسيا ضمانات أمنية إلى بايدن على الزيارة، موضحا أن روسيا في تعاملها مع الزيارة ترى أنها عادية مثل كل زيارات الزعماء الأوروبيين إلى كييف، "لن تؤثر على العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا".

وأضاف البني، خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه تم استدعاء السفير الأمريكي، في موسكو حتى يتسلم احتجاج روسيا على التدخل الأمريكي المباشر، في الصراع الروسي الأوكراني، مشيرا إلى أنه بعد خطاب الرئيس الروسي اليوم الموجهة إلى الجمعية الفيدرالية الروسية يمكننا القول أن الحرب مستمر ولن تتوقف حتى تحقق روسيا كل أهدافها، وبالفعل هناك تخطيط روسي وكل الاستفزازات الأمريكية متوقعة مثل تزويد أوكرانيا بالسلاح، ولكن هذا لن يؤثر على سير العملية العسكرية الروسية.

أما عن أهداف زيارة بايدن، أكد الخبير في الشأن الروسي، أن زيارة بايدن إلى أوكرانيا، زيارة استعراضية فقط، يريد بايدن أن يرسل رسالة إلى الحزب الديمقراطي أنه قادر على زيارة مناطق ساخنة كأول رئيس أمريكي يزور منطقة ساخنة عبر التاريخ، منذ زيارة أحد الرؤساء إلى مناطق الحرب الأهلية الأمريكية، ويريد القول أنه مستعد لولاية أمريكية قانية، وأيضا تشجيع كييف على الاستمرار في القتال وعدم الاستسلام.

زيارة بايدن إلى أوكرانيا كانت صعبة، وتطلبت ترتيبات كبيرة، حيث أكد مسؤولون بالبيت الأبيض أنه تم نقل بايدن في البداية إلى قاعدة أندروز المشتركة خارج واشنطن وغادر الساعة (09:15 بتوقيت جرينتش)، يوم الأحد، على متن طائرة تابعة لسلاح الجو برفقة عدد من مساعديه، ورافقه وفد إعلامي محدود للغاية لم يضم سوى مراسل ومصور بدلاً من الوفد الكبير المعتاد.

وطار بايدن ليلا إلى قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية، بألمانيا، لتزويد طائرته بالوقود، قبل أن يتوجه إلى رزيسزو في جنوب شرق بولندا، وبعد ساعة واحدة بالسيارة وصل إلى برزيميسل، وهي مدينة تقع على الحدود بين بولندا وأوكرانيا، ثم استقل القطار، ليل الأحد، إلى كييف في رحلة استمرت عشر ساعات، سار القطار في الظلام وعلى متنه وجود أمني مكثف.

وفي الساعة السادسة بتوقيت جرينتش الإثنين، توقف قطار بايدن في محطة باسازهيرسكي في العاصمة الأوكرانية كييف، وقال بايدن بعد نزوله من القطار: من الجيد أن أعود إلى كييف.

من جانبه قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن المسؤولين الأمريكيين أبلغوا نظراءهم الروس بأن بايدن سيتوجه إلى كييف، موضحا أن تم التواصل مع روسيا قبل بضع ساعات من مغادرة بايدن لأغراض عدم التضارب، حيث أن الرحلة تطلبت جهداً أمنياً وعملياً ولوجستياً من المتخصصين في مختلف إدارات الحكومة الأميركية للقيام بمهمة محفوفة بالمخاطر بطبيعتها.

كييف ومؤتمر ميونخ للأمن

يشار إلى أن العاصمة البافارية بجنوبي ألمانيا استضافت قبل أيام فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي ناقش أبرز الأوضاع في القارة الأوروبية، وجمع الحدث السنوي نحو 40 رئيس دولة وحكومة، وما يقرب من 100 وزير خارجية وزعماء منظمات دولية مثل الناتو.

وكان لغياب ممثلين عن روسيا، بسبب الحرب التي تخوضها موسكو ضد كييف من أبرز مشاهد مؤتمر ميونخ للأمن، الذي تصدرت الأزمة الأوكرانية جدول أعماله، إضافة إلى ملف جهود منع زيادة حدة الانقسام بين الأنظمة العالمية المتنافسة فضلاً عن تأثيرات التغيّر المناخي على الصراعات.

وخاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المشاركين في اليوم الأول من مؤتمر ميونيخ للأمن، عبر الفيديو، قائلًا إنه من الواضح أن "أوكرانيا لن تكون محطة الغزو الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإن من المهم ألا يؤجل الغرب تسليم الأسلحة للمساعدة في التصدي للقوات الروسية".

وحث الرئيس الأوكراني الغرب على سرعة تسليم الأسلحة، قائلا: "التأخير كان ومازال خطأ".

من جانبه قال رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن كريستوف هويسجين، إن المؤتمر وجه رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مخطئ بشأن أوكرانيا".

كما دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في ميونخ إلى مضاعفة الدعم العسكري لاوكرانيا، لافتاً إلى أن بريطانيا ستكونهي أول دولة توفر لأوكرانيا أسلحة بمدى أكبر، وإنشاء سلاح جو حديث، لمساعدة أوكرانيا في شن هجوم مضاد لاستعادة مناطق محتلة.

وقالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، خلال كلمتها أمام مؤتمر ميونخ للأمن الدولي، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل دعم المسار القضائي في أوكرانيا وكذلك التحقيقات الدولية؛ لأن "العدالة يجب أن تتحقق".

كما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجه نداء إلى الأوروبيين لمعاودة الاستثمار في شكل كبير في الدفاع عن الأوروبيين الذين يريدون السلام، قائلا: "إننا جاهزون لنزاع طويل الأمد في (أوكرانيا)".

ودعا المستشار الألماني أولاف شولتس، الدول القادرة على إرسال دبابات قتالية إلى أوكرانيا إلى أن "تفعل ذلك الآن"، في وقت تصل الشحنات التي وعد بها الحلفاء بشكل أبطأ من المتوقع.

وأعلن شولتس، عن أن "ألمانيا ستساهم في مساعدة شركائها على اتخاذ هذا القرار، مثلاً عبر تدريب جنود أوكرانيين هنا في ألمانيا، أو عبر تزويدهم بالدعم اللوجستي والإمدادات".