ذكر مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن البيت الأبيض قام بإبلاغ الكرملين عن اعتزام الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارة أوكرانيا قبل ساعات من مغادرة الرئيس الأمريكي البلاد متوجها إلى كييف في زيارة غير معلنة.
وأشار المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفيين بيتر بيمونت وجوليان بورجر، إلى وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان للزيارة بأنها "غير مسبوقة في العصر الحديث" حيث إنها أول زيارة يقوم بها رئيس أمريكي لعاصمة دولة في حالة حرب.
ويلقي المقال الضوء علي تصريحات سوليفان التي يؤكد فيها أن الإدارة الأمريكية قامت بإبلاغ الجانب الروسي أن الرئيس بايدن سوف يتوجه خلال ساعات في زيارة لأوكرانيا، موضحا في الوقت نفسه أنه لن يخوض في مزيد من التفاصيل حول الرسالة التي وجهها البيت الأبيض لروسيا في هذا الصدد نظرا لحساسية الاتصالات بين الطرفين.
ويلفت المقال إلى أنه طبقا لتصريحات صادرة من واشنطن فقد قامت الولايات المتحدة بإبلاغ موسكو بزيارة بايدن لكييف لتجنب أي نوع من أنواع سوء الفهم من جانب روسيا، موضحا أن الرئيس بايدن وصل إلى أوكرانيا وسط إجراءات أمنية مشددة.
ويوضح المقال أن الرئيس الأمريكي اتخذ قرار القيام بالزيارة يوم الجمعة الماضي بعد استشارة كبار مساعديه في المكتب البيضاوي، مشيرا إلى أن تفاصيل الزيارة وجدول أعمال الرئيس خلالها كانت محاطة بقدر عال من السرية والتمويه.
ويردف المقال في هذا السياق أن الصحفي والمصور المرافقين للرئيس بايدن خلال الزيارة خضعا لقسم الولاء بالتزام السرية المطلقة وأن السلطات الأمنية قامت بسحب هواتفهما المحمولة قبل مغادرة الرئيس البلاد ولم يسترداها إلا بعد أن غادر بايدن أوكرانيا في طريقه إلى بولندا.
ويشير المقال إلى أن الرئيس لم يستقل كالعادة الطائرة الرئاسية، وإنما استقل طائرة تابعة لسلاح الجو الأمريكي من طراز بوينج 757 على سبيل التمويه والتي تستخدم في الرحلات الداخلية.
ويضيف المقال أن السفيرة الأمريكية في كييف بريدجيت برينك استقبلت الرئيس بايدن لدى وصوله ثم اصطحبته في موكب من الحراسة المشددة يستقلون مركبات مدرعة، تم توفيرها خصيصا من أجل الزيارة، للقاء الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي.
ويشير المقال، في هذا الصدد إلى تصريحات سوليفان التي أكد فيها أنه على الرغم من كمية المخاطر التي تحيط بمثل هذه الزيارة، إلا أن الرئيس الأمريكي أصر على القيام بها لكي تصبح رمزا لمقاومة القوات الروسية في أوكرانيا، موضحا في نفس الوقت أنه تم اتخاذ جميع التدابير الأمنية اللازمة لتفادي تلك المخاطر.
ويلفت المقال في الختام إلى المساعدات الأمريكية لأوكرانيا حيث يشير إلى إعلان بايدن من كييف عن حزمة جديدة من المساعدات لأوكرانيا تبلغ قيمتها ما يقرب من 460 مليون دولار متضمنة مساعدات عسكرية متنوعة تشمل ذخيرة ومنظومات مضادة للمدرعات وأجهزة رادار دفاع جوي، فضلا عن مساعدات في مجال البنية التحتية للطاقة.