موعد رمضان 2023.. يكثر البحث عن موعد رمضان 2023، وذلك عقب إعلان دار الإفتاء المصرية، منذ قليل، نتيجة استطلاع هلال شهر شعبان 1444 هـ، والذي يوافق يوم غدٍ الثلاثاء 21 من فبراير 2023 م.
وفي التقرير التالي نوضح موعد رمضان 2023، وما يقال خلال شهر شعبان 2023 من الأدعية والكلمات التي تعين على بلوغ رمضان 2023 وقبول طاعته.
موعد رمضان 2023
وأعلنت دار الإفتاء المصرية أن يوم الثلاثاء الموافق الواحد والعشرين من شهر فبراير لعام ألفين وثلاثة وعشرين ميلاديًّا هو أول أيام شهر شعبان لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وأربعة وأربعين هجريًّا، لتبدأ مع مغرب اليوم الاثنين أول ليلة من ليال شهر شعبان 1444 هـ.
وفي موعد رمضان 2023، أكد الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية، أن موعد حلول شهر رمضان لعام 1444 هجرياً و 2023 ميلاديًا فلكياً، يوافق يوم الخميس الموافق 23 مارس المقبل.
وأشار القاضي أنه بخصوص تحديد موعد حلول أول أيام شهر رمضان 2023، جاء بالتزامن مع تحديد غرة شهر شعبان لعام 1444 هجريًا الموافق 2023 ميلادياً، والمقرر ظهورها يوم الثلاثاء الموافق 21 فبراير 2023، الموافق 1 شعبان 1444 هجرياً، موضحاً أن أخر أيام شهر رمضان المبارك لعام 2023، سيكون يوم الخميس 20 أبريل 2023، وأن أخر أيام رمضان سيكون أطول الأيام فى عدد ساعات الصوم، ليكون 14 ساعة و54 دقيقة.
فضل شهر رمضان
شهر رمضان فضّله الله على سائر السَّنَة بنزول القرآن الكريم فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185]، وقد ميز الله هذا الشهر الكريم بأن أمر بصيام نهاره؛ فقال: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185].
ويقول الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والمفتي السابق، أن الصوم من العبادات التي لها أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع؛ فهو يعود الإنسان على الصبر وتحمل المشاق ويرقق المشاعر والأحاسيس، ويربط العبد بربه وخالقه، وفي الصوم خضوعٌ وطاعةٌ وحرمانٌ من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله، وهو انتصارٌ على النفس والهوى والشيطان، ورمضان هو شهر المغفرة والعتق من النار، ويكفيه فضلًا أن الله سجّل فضله في القرآن الكريم، ليظل يُتلى على مَرِّ الأيام وكَرِّ الأعوام إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها؛ فهو الشهر الوحيد الذي ذُكر باسمه في القرآن الكريم.
التهنئة بـ شهر رمضان
قالت دار الإفتاء إن التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مشروعةٌ ومندوبٌ إليها؛ قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58]، والتهنئة مَظْهَرٌ من مظاهر الفرح، وجاء في القرآن الكريم تهنئة المؤمنين على ما ينالون من نعيم، وذلك في قوله تعالى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الطور: 19]، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يهنِّئ أصحابه بقدوم شهر رمضان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ؛ يَقُول: «جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ» أخرجه أحمد في "مسنده".
وقد نصَّ العلماء على استحباب التهنئة بالنعم الدينية إذا تجدَّدَتْ؛ قال الحافظ العراقي في "طرح التثريب في شرح التقريب" (8/ 69، ط. دار إحياء التراث العربي): [قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ» فيه استحباب المبادرة لتبشير من تجددت له نعمة ظاهرة أو اندفعت عنه بلية ظاهرة] اهـ. ولا شك أن قدوم شهر رمضان من أجلِّ النِّعَم التي ترد على العبد، فشهر رمضان هو شهر الرحمات والخيرات والبركات.
كما قال الخطيب الشربيني في "مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج" (1/ 596، ط. دار الكتب العلمية): [يحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة بمشروعية سجود الشكر والتعزية، وبما في "الصحيحين" عن كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة توبته لمَّا تخلَّف عن غزوة تبوك: أنه لمَّا بشر بقبول توبته ومضى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام إليه طلحة بن عبيد الله فهنأه] اهـ.
وقال العلامة ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3/ 229، ط. عالم الكتب): [فأما التهنئة بنعم دينية تجددت فتستحب لقصة كعب بن مالك رضي الله عنه، وفي "الصحيحين" أنه لما أنزل ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: 1] قال أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هنيئًا مريئًا] اهـ.
وشددت أن التهنئة بقدوم شهر رمضان جائزة ولا حرج فيها، وتُسَنُّ إجابةُ المهنِّئ وتهنئتَه بمثلها أو أحسن منها؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾ [النساء: 86].
لماذا أخفى الله موعد ليلة القدر؟
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إنه قد اقتضت حكمة الله تعالى أن يخفي ليلة القدر في رمضان ليجتهد الصائم في طلبها وخاصة في العشر الأواخر منه ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أملا في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: (لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ) [القدر:3-5] فتكون حظه من الدنيا وينال رضاء الله في دنياه وفي آخرته لذلك أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان حثا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان. وقد اختلف الفقهاء في تعيينها ونظرا للخلاف القائم بين العلماء ينبغي للمسلم ألا يتوانى في طلبها في الوتر من العشر الأواخر لاحتمال أن تكون هي الحادية والعشرين أو الثالثة والعشرين.
وشدد في فضل إحياء ليلة القدر إنه قد ورد في فضل إحيائها أحاديث، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه أما بالنسبة للدعاء المأثور إذا أكرم الله المسلم بهذه الليلة فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت -أعني ليلة القدر- ماذا ادعوا فيها؟ قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
دعاء لاستقبال شهر رمضان
اللهم أهله علينا باليُمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله.
اللهم أظلَّ شهر رمضان وحضر، فسلمه لي، وسلمني فيه، وتسلمه مني. اللهم ارزقني صيامه وقيامه صبرًا واحتسابًا، وارزقني فيه الجدَّ والاجتهاد والقوة والنشاط، وأعذني فيه من السآمة والفترة والكسل والنعاس، ووفقني فيه لليلة القدر، واجعلها خيرًا لي من ألف شهر.
اللهم اهدني فيه لصالح الأعمال، واقض لي فيه الحوائج والآمال، يا من لا يحتاج إلى التفسير والسؤال، يا عالمًا بما في صدور العالمين.
اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا.
اللهم اجعل صيامي فيه صيام الصائمين وقيامي فيه قيام القائمين، ونبهني فيه عن نومة الغافلين، وهب لي جرمي فيه يا إله العالمين، واعف عني يا عافيا عن المجرمين.
اللهم اجعلني فيه من المتوكلين عليك، واجعلني فيه من الفائزين لديك، واجعلني فيه من المقربين إليك بإحسانك يا غاية الطالبين.
اللهم اجعلني فيه من المستغفرين، واجعلني فيه من عبادك الصالحين القانتين، واجعلني فيه من أوليائك المقربين، برأفتك يا أرحم الراحمين.
اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمتَ الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضاء بعد القضاء، وأسألك بَرْد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين.
اللهم أعني على صيامه وقيامه بتوفيك يا هادي المضلين وقربني إليك برحمة الأيتام وإطعام الطعام وإفشاء السلام وصحبة الكرام يا رب العالمين.
اللهم إني أسألك فيه يا أللهُ، الأحد الصمد، الذي لم يلِدْ ولم يولد، ولم يكن له كُفُوًا أحد، أن تغفرَ لي ذنوبي؛ إنك أنت الغفور الرحيم.