تمر اليوم الذكرى الـ137 لميلاد الكاتبة العربية مي زيادة والتي ولدت سنة 1886 في مدينة الناصرة بلبنان، حيث هاجرت مع عائلتها إلى مصر عام 1908، وبدأت في نشر أعمالها باللغة الفرنسية «تحت الاسم المستعار إيزيس كوبيا» عام 1911.
مراسلات جبران خليل جبران
دخل جبران خليل جبران في مراسلة معها عام 1912، لكونها كاتبة غزيرة الإنتاج ، فقد كتبت في الصحف والدوريات العربية، إلى جانب نشر القصائد والكتب.
أقامت مي إلياس زيادة أحد أشهر الصالونات الأدبية في العالم العربي الحديث عام 1921، لكن بعد تعرضها لبعض الخسائر الشخصية في بداية الثلاثينيات، عادت إلى لبنان حيث وضعها أقاربها في مستشفى للأمراض النفسية، لكنها تمكنت من الخروج منه، ثم غادرت إلى القاهرة، حيث توفيت فيما بعد.
مشهد أدبي
كانت مي زيادة واحدة من الشخصيات الرئيسية في حركة النهضة في المشهد الأدبي العربي في أوائل القرن العشرين ورائدة النسوية الشرقية.
وتعد مي زيادة ابنة لـ إلياس زخور زيادة، وهو لبناني ماروني من عائلة شحتول، وقد التحقت مي بالمدرسة الابتدائية في الناصرة، وعندما جاء والدها إلى منطقة كسروان في جبل لبنان، تم إرسالها في سن 14 إلى عينطورة لمتابعة دراستها الثانوية في مدرسة الدير الفرنسي للبنات.
وعرّفتها دراستها في عينطورة على الأدب الفرنسي والرومانسي، الذي نال إعجابها بشكل خاص، وقد التحقت بالعديد من مدارس الروم الكاثوليك في لبنان قبل أن تعود إلى الناصرة عام 1904 لتكون مع والديها، وقد ورد أنها نشرت مقالاتها الأولى في سن السادسة عشرة، وتحديدًا عام 1908، وقد هاجرت هي وعائلتها إلى مصر في نهاية الأمر.
مراسلات مي زيادة
لم تتزوج زيادة مطلقًا، ولكن منذ عام 1912، حافظت على مراسلات كتابية مكثفة مع أحد عمالقة الأدب في القرن العشرين، ومنهم الشاعر والكاتب اللبناني الأمريكي خليل جبران، ورغم أنهم لم يلتقيا أبدًا، إلا أن مراسلتهما استمرت لنحو 19 عامًا حتى وفاته في عام 1931.
خسائر مي زيادة
بين عامي 1928 و1932، تكبدت مي زيادة سلسلة من الخسائر الشخصية، بدأت بوفاة والديها وعدد من أصدقائها، وفي مقدمتهم جبران خليل جبران، وقد أصيبت باكتئاب عميق وعادت إلى لبنان حيث وضعها أقاربها في مستشفى للأمراض النفسية للسيطرة على ممتلكاتها، لكن هناك رأي أخر تزعمه الكاتبة نوال السعداوي يقول أن زيادة أُرسلت إلى المستشفى للتعبير عن المشاعر النسوية، لكن بطبيعة العال لقد تعرض مي زيادة للغضب الشديد من هذا القرار. لكنها تعافت في النهاية وغادرت بعد أن أثبت تقرير طبي أنها تتمتع بصحة عقلية سليمة. وعادت إلى القاهرة حيث توفيت في 17 أكتوبر 1941.
الصحافة ودراسة اللغة
أسس والد زيادة جريدة المحروسة عندما كانت الأسرة في مصر، وقد ساهمت في عدد من المقالات، كما نشرت مقالات في كل من الهلال والأهرام والمقتطف.
كانت زيادة مهتمة بشكل خاص بتعلم اللغات، فقد درست بشكل خاص في المنزل إلى جانب تعليمها الفرنسي الكاثوليكي، ودرست بعد ذلك في الجامعة المصرية للحصول على درجة في اللغات الحديثة أثناء وجودها في مصر.
صالون مي زيادة الأدبي
اشتهرت زيادة في الأوساط الأدبية العربية، حيث استقبلت العديد من الكتاب والمثقفات من الذكور والإناث في صالون أدبي أسسته عام 1912 (والذي حاولت الشاعرة المصرية جميلة العليلي تقليده بعد وفاة زيادة). ومن بين الذين ترددوا على الصالون طه حسين وخليل مطران وأحمد لطفي السيد وأنطون الجميل ووليد الدين يكن وعباس العقاد ويعقوب صروف.