قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

روسيا تحضن قمة إفريقية في يوليو.. هل تجد موسكو ضالتها بالقارة السمراء؟

×

يشهد العالم موجة من التوترات على كافة المستويات السياسية منها والاقتصادية، منذ اشتعال الحرب الروسية الاوكرانية في فبراير 2022.

وقامت الدول الأوروبية الرافضة للحرب في أوكرانيا بتوقيع عقوبات ضد روسيا، الأمر الذي جعل موسكو تنفتح أكثر على القارة الإفريقية وبلدانها وتوسع من شبكة المصالح المشتركة معها، لتطويق الحصار الغربي عليها.

القمة الروسية الإفريقية المُقبلة

واستقبل السفير أشرف سويلم، مساعد وزير الخارجية مدير إدارة المنظمات والتجمعات الإفريقية، أوليج أوزيروف سفير المهام الخاصة بوزارة الخارجية الروسية، وجورجي بوريسينكو سفير روسيا بالقاهرة وممثل روسيا لدى جامعة الدول العربية، حيث شهد اللقاء التطرق إلى التحضيرات الخاصة بالقمة الإفريقية الروسية المُقبلة والتي ستعقد في مدينة سانت بطرسبرج في يوليو 2023.

وأشار أوليج، إلى تطلعه لمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الإفريقية الروسية المُقبلة، باعتبار مصر بوابة إفريقيا وكونها دولة كبرى ورائدة في القارة، مشيدًا بنجاح النسخة الأولى من القمة الإفريقية الروسية والتي عُقدت في مدينة سوتشي الروسية عام 2019، والدور المحوري والفعال لمصر في تدشين النسخة الأولى من القمة، تحت الرئاسة المشتركة للرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس بوتين.

ومن جانبه، قال السفير أشرف سويلم، إن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر فيما يخص قضايا القارة، والتطرق إلى العديد من القضايا الدولية المرتبطة بمستقبل العمل متعدد الأطراف وإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتوسعة مجموعة العشرين لزيادة التمثيل الإفريقي، فضلًا عن مناقشة الأوليات التنموية للقارة الإفريقية والتأكيد على أهمية تحقيق أقصى استفادة من مخرجات القمة الإفريقية الروسية بما ينعكس بالنفع على الجانبين ويحقق المصالح المشتركة.

كما قال السفير المكلف بالمهام الخاصة بوزارة الخارجية الروسية، رئيس منتدى الشراكة الروسية - الإفريقية، إن موسكو ممتنة للدول الإفريقية على سياستها المتوازنة والمعقولة تجاه روسيا.

وأضاف السفير أوليغ أوزيروف، في تصريح اليوم السبت، أن روسيا ترى أيضا أن العديد من الدول الإفريقية قد اتخذت "موقفا محايدا شكليا" بشأن الوضع في أوكرانيا، على الرغم من ضغوط الغرب.

وقد صرح أوزيروف في وقت سابق، بأن المنتدى الثاني سيخصص إلى حد كبير للتعاون الاقتصادي والإنساني بين روسيا الاتحادية والدول الإفريقية، بما في ذلك أمن الغذاء والطاقة.

وقال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي في وقت سابق، إن شركاءنا في إفريقيا يدركون ما يحدث ويعرفون ما يقوم به الغرب لبناء عالم أحادي القطب ومنع تشكل نظام عالمي ديمقراطي جديد، وانتقد لافروف في أكثر من مناسبة الضغوط التي تمارسها واشنطن على العديد من الدول بهدف منعها من التعاون مع روسيا.

وأشار لافروف، في يوليو 2022: "لا يزال تطوير شراكة شاملة مع الدول الأفريقية من بين أولويات السياسة الخارجية لروسيا، ونحن على استعداد للمساهمة في زيادة نموها بما يتماشى مع القرارات الاستراتيجية التي تم اتخاذها في أواخر شهر أكتوبر عام 2019 في القمة الروسية-الأفريقية الأولى في سوتشي".

إقامة علاقات متبادلة المنفعة

وشدد لافروف "إننا نتعامل باحترام كبير مع سيادة الدول الأفريقية وحقها غير القابل للمصادرة في تحديد مسار تنميتها بنفسها.. نحن ملتزمون بشدة بمبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية".

وحسب دراسة قام بها مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية فتعتمد السياسة الروسية اليوم بشكل أكبر على إقامة علاقات اقتصادية متبادلة المنفعة، لقد كانت السياسة السوفيتية في أفريقيا خلال حقبة الحرب الباردة مدفوعة أكثر بالمخاوف والاعتبارات الأمنية التقليدية، ونظرا للصعود الروسي في أفريقيا بعد فترة تراجع مؤقتة، فقد أصبح النظام الدولي أمام شكل جديد من أشكال الحرب الباردة، وأصبحت العلاقات مع الدول الأفريقية ذات أهمية متزايدة، ليس فقط للروس، وإنما أيضًا للأفارقة، الذين لم يعودوا بحاجة إلى الاختيار بين نهجي إجماع واشنطن وإجماع بكين.

وأضافت الدراسة: على الرغم من أن الولايات المتحدة والصين لم تنظرا إلى روسيا كمنافس في فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مباشرة، إلا أنه مع الأخذ في الحسبان تطورات ما بعد الأزمة الأوكرانية، فقد تغير الوضع. وعليه، تنظر هذه الدراسة إلى روسيا -على غرار الصين– بحسبانها منافسا لمصالح القوة العظمى للولايات المتحدة. فمن المحتمل أن ترغب الصين في التعاون مع روسيا بدلًا من التنافس، مع عدم إنكار وجود منافسة بين البلدين. ومع ذلك، ربما يكون من الأفضل وضع الظهور الروسي في أفريقيا في إطار توازن القوى المتغير في أفريقيا.

وقال محمد صالح الحربي الباحث بالعلاقات الدولية والخبير الاستراتيجي والأمني، إن إفريقيا قارة مهمة للغاية، بدون شك، والكل عينه على إفريقيا، كونها قلب العالم، وهنا لنتذكر فقط مقولة لبن غوريون الذي كان يقول، إن الطريق إلى إفريقيا هو الطريق إلى العالم.

وأضاف خلال تصريحات صحفية، إن نفوذ موسكو وحضورها يتزايدان في إفريقيا بشكل مضطرد ولافت منذ العام 2014، وخصوصا بعد السيطرة على شبه جزيرة القرم، والتي فجرت أزمة كادت تتطور لحرب بين موسكو وكييف، ويلاحظ بصفة عامة خلال العقد الماضي كيف أن النفوذ والتغلغل الروسيين مباشرة وبصورة غير مباشرة في إفريقيا، شكلا علامة فارقة في مشهد العلاقات الدولية وتنافس اللاعبين الكبار على مناطق النفوذ والسيطرة، مشيراً إلى أنه مع تزايد الحديث على وقع الحرب الأوكرانية عن أزمة الغذاء الخانقة وخطر حدوث المجاعات، فإن القارة الإفريقية بما تتمتع به من كفاءات وأيد عاملة ماهرة ومساحات شاسعة وأراض خصبة صالحة لتطوير الزراعة والاستثمار في مختلف قطاعاتها الانتاجية والصناعية.

وتابع: ستتدفق الاستثمارات الدولية من مختلف مناطق العالم نحو إفريقيا، التي ستتحول لمنطقة جذب في ظل الأزمة الغذائية الخانقة التي خلفتها الحرب الروسية والأوكرانية، ولتعويض النقص الفادح الحاصل في منتوجات ومخزونات السلع الغذائية الاستراتيجية عالميا، لا سيما الحبوب والغلال، مما يهدد مباشرة الأمن الغذائي العالمي، وهذه التوجهات الروسية تندرج بطبيعة الحال في هذه السياقات.