الأزمات المتلاحقة التي أصابت العالم بداية من جائحة كورونا، ثم الحرب الروسية الأوكرانية، تسببت في نقص حاد بالموارد وإبطاء حركة تدفق السلع الغذائية، وهو وما ساهم في ارتفاع أسعار السلع في العالم بأكمله، حتى في الدول المنتجة وذات الاقتصاد العالي.
فكما شهدت مصر والكويت ارتفاعا في أسعار البيض والدواجن، تكررت نفس الأزمة في الولايات المتحدة الأمريكية على غرارهما، حيث ارتفعت أسعار البيض في الولايات المتحدة، مما جعل الشعب الأمريكي يلجأ لتهريب البيض من المكسيك لتغلب على أزمة ارتفاع البيض الأمريكي.
تهريب البيض من المكسيك
وأبلغ مسؤولو الجمارك وحماية الحدود عن ارتفاع حاد في عدد الأشخاص الذين يحاولون جلب البيض إلى البلاد بشكل غير قانوني من المكسيك.
وارتفعت أسعار البيض في أمريكا بنسبة 60% في ديسمبر 2022 مقارنة بالعام السابق، وهو ما شجع على زيادة عمليات تهريب البيض الأرخص سعرا في المكسيك.
وتسببت واحدة من أكثر حالات تفشي إنفلونزا الطيور فتكا في تاريخ الولايات المتحدة، بأضرار كبيرة في صناعة الدواجن، والتي تفاقمت بسبب الضغوط التضخمية وعقبات سلسلة التوريد، وهو ما تسبب في ارتفاع أسعار البيض.
وتفرض المتاجر سلسلة من الإجراءات على بيع البيض، حيث لا يسمح للفرد الواحد إلا بالحصول على عدد معين.
ويلجأ بعض الأشخاص إلى تهريب البيض من خارج البلاد، حيث تكون الأسعار في متناول الجميع، لكنهم يخاطرون بغرامات تقدر بآلاف الدولارات في هذه العملية.
ويبلغ سعر كرتونة البيض المكونة من 30 بيضة بالمكسيك، وفقًا لتقرير بوردر ريبورت، نحو 3.40 دولار أمريكي، وهو أقل بكثير من الأسعار في الولايات المتحدة التي تبلغ قيمة 12 بيضة بها نحو 7.37 دولار.
ويلجأ البعض في ولاية تكساس الأمريكية إلى شراء البيض من المكسيك، رغم أن هذا محظور، البعض يدرك ذلك والبعض الآخر يعلم أنه محظور ولكنه يغامر للحصول على منتج أرخص، وفي الجمارك، يتم التعامل مع الأمر بشكل أبسط، حيث يمكن للشخص التخلي عن المنتج دون عواقب.
سبب حظر البيض المكسيكي
ووفقا لموقع "NPR"، إذا تم اكتشاف المنتجات، يقوم إخصائيو الزراعة بمصادرتها وإتلافها، وهو أمر روتيني للأغذية المحظورة، حيث يتم تغريم هؤلاء الأشخاص 300 دولار، ولكن يمكن أن تكون العقوبة أعلى لمرتكبي الجرائم ذات الحجم التجاري الكبير من الواردات غير القانونية.
يُحظر جلب الدواجن إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك منتجاتها الثانوية، مثل البيض، وفقا لـCPB.
تحظر وزارة الزراعة الأمريكية أيضا على المسافرين إحضار البيض، باستثناء قشور البيض، في حالات معينة، من بلدان أخرى بسبب مخاطر صحية معينة.
وتم حظر البيض من المكسيك من قبل وزارة الزراعة الأمريكية منذ عام 2012، "بناءً على تشخيص أنفلونزا الطيور شديدة العدوى في الدواجن التجارية".
وقال مدير عمليات مكتب الوكالة بسان دييجو، إنهم لاحظوا مؤخرا زيادة في أعداد البيض التي تم اعتراضها في موانئ الدخول. وذكر بأن البيض غير المطهي محظور دخوله من المكسيك إلى الولايات المتحدة، وعدم الإعلام عن وجود منتجات مثله يمكن أن يسفر عن غرامة تصل إلى 10 آلاف دولار.
وأشار المتحدث باسم وكالة الجمارك، إلى أن هذا الأمر يحدث فى مناطق أخرى أيضا على طول الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة.
وقالت الوكالة، إنه عندما يعلن الناس عن وجود البيض على الحدود الغربية الجنوبية يتم مصادرته دون اتهامهم. وأوضح المتحدث أن خبراء الزراعة التابعين للوكالة يقومون بجمعه ثم تدميره باعتبار أن هذا هو المسار الطبيعي للأمور.
وأشار إلى وجود عدد قليل من الحالات التي لم يعلن فيها عن وجود البيض قبل اكتشافه خلال التفتيش، وعندما يحدث هذا، يتم مصادرة البيض وفرض غرامة تقدر بحوالي 300 دولار، ويمكن أن تكون الغرامة اعلى عند تكرار الأمر.
وبعيدا عن عمليات تهريب البيض إلى أمريكا، تشير التقارير، إلى أن الأمريكيين أكلوا 288 بيضة للفرد الواحد في عام 2022.