كشف تقرير رفعت عنه السرية من قبل أسير حرب سوفيتي تمكن من الفرار من معسكر اعتقال أوشفيتز بيركيناو، تفاصيل مروعة عن كيفية إعدام الآلاف في معسكر الموت النازي سيئ السمعة ومدى صعوبة البقاء على قيد الحياة بالنسبة لأولئك الذين تركوا على قيد الحياة وأجبروا على العمل.
وخصص جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إصدار الوثيقة التاريخية للذكرى 78 لتحرير معسكر أوشفيتز بيركيناو من قبل القوات السوفيتية، والذي يتم الاحتفال به يوم الجمعة.
وتم إعدام أكثر من مليون شخص، معظمهم من السجناء اليهود والبولنديين والسوفييت، في معسكر الموت في جنوب بولندا بين عامي 1940 و 1945، وكان الملازم أول بافيل جافريش شاهدا على العديد من تلك الأحداث المرعبة.
وتم استخدام الآلاف من أسرى الحرب السوفييت الذين تم إحضارهم إلى أوشفيتز في أواخر عام 1941 وأوائل عام 1942 من قبل النازيين لبناء بيركينا، أكبر من أكثر من 40 معسكرا ومعسكرا فرعيا تشكل منشأة الموت.
وفي تقرير كتبه جافريش في عام 1944، بعد وقت قصير من هروبه من أوشفيتز بيركيناو، قال إن 140 شخصا فقط من أصل 12000 أسير حرب أرسلهم النازيون، “المملوءون بالافتراء على الشعب الروسي”، إلى موقع البناء قد نجوا.
ويتذكر قائلا: “كانوا يتضورون جوعا ويغرقون في الوحل، ويموتون بالمئات كل يوم. كان مخيم بيركيناو يسمى قبر الأحياء. عظام أسرى الحرب الروس وحجر وضع أساس هذا المعسكر”.
كما وصف الضابط السوفيتي تصميم محرقة أوشفيتز سيئة السمعة، والتي، على حد تعبيره، كانت مجهزة بـ”أحدث التقنيات النازية”.
وكتب الضابط السوفيتي أن هذا المشروع لإبادة البشرية يتكون من غرفة غاز مانعة للتسرب تتسع لـ3000 شخص مع نافذة تم من خلالها نشر حاوية غاز، ومبنى آخر يحتوي على 15 فرنا.
وكانت المنطقتان متصلتين بخطوط السكك الحديدية ، حيث تستخدم السيارات لتسليم الجثث إلى المحارق.
كتب جافريش: “كانت هناك أيام وصل فيها عدد الذين أحرقوا إلى 25000 إلى 30000 شخص”، وقيل للضحايا، بمن فيهم كبار السن والنساء والأطفال، إنهم ذاهبون إلى الحمام أثناء إرسالهم إلى حتفهم.
وقتل جميع اليهود الذين وصلوا إلى أوشفيتز بيركيناو، بينما تم إنقاذ بعض الممثلين الشباب والأكثر صحة من جنسيات أخرى وتحولوا إلى عمال في المحتشد.
وجاء في التقرير: “توقف السجين عن كونه إنسانا، وأصبح عبدا يحمل رقما على صدره”.
وكتب جافريش: “تألفت الحصص اليومية من “ثلاثة أرباع لتر من الحساء، و 250 جراما من الخبز و 20 جراما من الجبن، والتي لم تكن متوفرة دائما بالكامل. تم اختيار السجناء الأكثر إرهاقا من قبل الأطباء، وتم تجميعهم معا في حظائر، وتجويعهم لعدة أيام ثم إرسالهم مباشرة إلى محرقة الجثث”.
وأضاف: “مات ما يصل إلى مائة شخص أثناء العمل القسري كل يوم، حيث تم تشجيع المشرفين الذين تم تجنيدهم من صفوف المجرمين الألمان والبولنديين على تقليل عدد السجناء”.
وكتب جافريش: “لم يشارك سوى عدد قليل من السجناء في البناء الفعلي للمحتشد، في حين أن بقية الأعمال في أوشفيتز بيركيناو لم يكن لها أي معنى عملي”.
وتابع: “يعاقب أي خطأ أو عصيان بقسوة، حيث يتعرض السجناء للضرب أو الشنق أو الإرسال إلى جناح تأديبي لا يعود منه سوى عدد قليل”.وكتب جافريش أن النازيين غالبا ما قتلوا الناس من أجل التسلية فقط، متذكرا كيف أجبر الحراس في عيد الميلاد عام 1942 السجناء على الركض حول المعسكر بصخرة ثقيلة، بينما كانوا يضربونهم بالهراوات ويركلونهم.
وأضاف أن “أكثر من 3000 شخص قتلوا أو شوهوا” خلال هذا النشاط.