تعمل الحكومات على توفير السلع الاستراتيجية وخاصة الحبوب والقمح ومن بينها الحكومة المصرية التي تحرص منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية على توفير مخزون استراتيجي من السلع الهامة وخاصة القمح.
روسيا تمد مصر بالقمح
الحكومة المصرية لم تقف مكتوفة الأيدي وكان لديها رؤية عندما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية وقامت بتنويع مصادرها للحصول على القمح كما قدمت إغراءات كبيرة للمزارعين المصريين من أجل توريد كميات كبيرة من القمح ورفعت من قيمة سعر الطن.
بينما تبحث مصر عن موارد متعددة لتوفير السلع الاستراتيجية ومن بينها القمح استمرت في حصولها على واردات القمح الروسي وهو من أكبر الدول المصدرة والتي تعطلت صادرتها بعض الشيء بسبب الحرب الروسية الأكرانية التي اندلعت منذ ما يقرب من عام.
ومصر حصلت على كميات جديدة من القمح، حيث استقبل ميناء دمياط السفينة OXANA V القادمة من روسيا وعلى متنها 42 ألف طن قمح لصالح هيئة السلع التموينية.
وترفع السفينة علم بنما ويبلغ طولها 186 م وعرضها 31 م، حيث يأتي ذلك ضمن جهود مصر لضمان توافر السلع الاستراتيجية وتلبية احتياجاتها من القمح وتأكيداً على جاهزية مرافق الميناء لاستقبال ناقلات القمح.
وواصلت روسيا رغم عطلة رأس السنة الجديدة شحن الحبوب للتصدير إلى مختلف دول العالم وعلى رأسها مصر، حيث زادت الصادرات في الفترة من 1 يناير إلى 8 يناير.
وتعد مصر هي الدولة صاحبة الريادة في استيراد القمح الروسي خلال شهر يناير حيث تم شحن 191.5 ألف طن إلى مصر مقابل 103 ألف طن قبل عام.
زيادة سعر إردب القمح للمزارعين
ويذكر أن الحكومة المصرية منذ عدة أيام أعلنت عن مفاجأة جديدة لمزارعي القمح وبناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد لقائه مزارعي القمح أثناء زيارته لمدينة شربين، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء زيادة سعر توريد إردب القمح للمزارعين من 1000 إلى 1250 جنيها، دعمًا للفلاح.
وكان الرئيس السيسي قد قال خلال لقائه عددًا من المزارعين في مدينة شربين بمحافظة الدقهلية: إن من مصلحة الدولة زيادة إنتاجية الفدان، وإن الدولة تسعى جاهدة لدعم الفلاح، وهو ما يريد أن يعلمه الجميع.
كما تساءل الرئيس خلال اللقاء عن إذا كان سعر توريد المحاصيل مناسبًا ومرضيًا للفلاحين أم لا؟ وقال الرئيس: "الدولة تحاول منع الأزمة الاقتصادية من الوصول إلى المواطنين، بس القلب على القلب رحمة، دعواتكم الطيبة"، وخلال اللقاء وعد الرئيس السيسي الفلاحين بإعادة النظر في أسعار توريد المحاصيل الزراعية.
والجدير بالذكر، أن اعلان الحكومة عن زيادة سعر توريد إردب القمح من المزارعين من 1000 إلى 1250 جنيها هو لتشجيع المزارعين على توريد أكبر كمية ممكنة من القمح مما سيعود بالنفع على كافة المواطنين وتوفير كمية أكبر من القمح وهو ما سيكون له مردود اقتصادي جيد خاصة في ظل الأزمات التي يعاني منها العالم.
بجانب أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما يقوم بجهود من أجل الاطمئنان دائمًا، على ملف الأمن الغذائي المصري، وتوجيهه بتوريد القمح من المزارعين بسعر مجز يدعم أهالينا من الفلاحيين المصريين، بجانب أن ذلك القرار من شأنه تشجيع المزارعين وشركات الاستثمار الزراعي على التوسع في زراعة ذلك المحصول المهم، نظرا لأنه يحقق عائدا مناسبا لهم.
وورد المزارعون 4.2 مليون طن من القمح خلال موسم 2022، تمثل نصف الكمية المنتجة بمصر هذا العام وتم صرف المستحقات المالية كاملة للموردين، بحسب بيان رسمي.
زيادة إنتاج القمح إلى 3.5 مليون فدان
وتشير تقارير الحكومة إلى زيادة الطاقات الإنتاجية من القمح بنسبة تقترب من 3 أضعاف الطاقات التخزينية، ليكفي الاحتياطي الاستراتيجي منه لأكثر من 4 أشهر، كما زادت المساحات المنزرعة من القمح بنسبة نحو 124% منذ عام 2017، لتصل لنحو 3.5 مليون فدان.
وحسب تقرير معلوماتي صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، فإن الدولة المصرية تستهدف زيادة الكمية المزروعة بمحصول القمح بنحو 1.5 مليون فدان خلال الثلاثة أعوام المقبلة.
وتبلغ إنتاجية فدان القمح المزروع في مصر قرابة 3 أطنان، بحسب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.