الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لأول مرة منذ 60 عاما.. الصين تصدم العالم بأعداد مواليدها| رقم تاريخي

صدى البلد

لا تزال أزمة الزيادة السكانية، تشكل عبئا كبير على الدول ومواردها، بالتزامن مع إطلاق العالم مبادرات التنمية المستدامة، ولكن تأكل الزيادة السكانية كل هذه الجهود، ولعل أكبر الدول التي تعاني رغم قوة اقتصادها هي الصين، فهي واحدة من الدول التي عانت كثيراً من ارتفاع عدد السكان رغم تجربتها الممتدة لسنوات للسيطرة على الزيادة السكانية، والتي آتت ثمارها مؤخرا حيث انخفض لأول مرة عدد سكان الصين في عام 2022، حسبما ما أعلنه المكتب الوطني للإحصاء في البلاد، منذ ثلاثة أيام.

انخفاض المواليد في الصين

وأوضح المكتب أن عدد الوفيات فاق عدد المواليد، فيما جاءت هذه الأرقام مغايرة للتوقعات التي قالت إن عدد السكان سيبدأ في الانكماش في عام 2025، وذلك للمرة الأولى منذ 60 عاما إبان المجاعة الكبرى التي حصدت أرواح الملايينن مشيرا إلى أن الإحاطة السنوية عن البيانات السكانية تفيد بأن عدد السكان هبط في عام 2022 إلى 1.41 مليار، منخفضاً بنحو 850 ألفا من العام الذي سبقه، وانخفض معدل المواليد إلى 6.77 مولود لكل 1000 نسمة في 2022، بعدما كان 7.52 مولود لكل 1000 نسمة في العام الذي سبقه.

وبلغ إجمالي عدد المواليد في الصين في العام الماضي 9.56 مليون مولود مقارنة بالعام الذي سبقه حيث كان 10.62 مليون في العام الذي سبقه.

سياسات خفض عدد السكان

وكالة رويترز، سلطت في تقرير حديث لها، الضوء على تداعيات جائحة كورونا والإغلاقات التي رافقتها على انخفاض عدد السكان، وقال إن الجائحة سرّعت من وتيرة انخفاض المواليد في الصين، موضحة أن مشكلة اعتلال الخصوبة في الصين ترجع إلى أسباب عديدة قبل كورونا، منها سياسة الطفل الواحد، التي كانت تسمح للزوجين بإنجاب طفل واحد فقط، لتفادي حدوث مشكلات عديدة في المجتمع، والتي استمر العمل خلال الفترة ما بين (1980- 2015).

وأعلنت السلطات الصينية في عام 2015 أنها ستسمح للأزواج بإنجاب طفلين،  بعد إدراك أن الأمر ينطوي على زيادة الشيخوخة بين السكان وتقلص القوى العاملة، مما يهدد الاستقرار الاقتصادي، ورغم أن بكين تراجعت عن هذه السياسة، إلا أن النتائج لم تكن إيجابية، حيث شهد عام 2016 ارتفاعاً قصيراً في عدد المواليد، لكن المعدل العام استمر في الانخفاض في السنوات التالية، وفي عام 2021، حدث تغير جديد على السياسة الصينية، إذ سمحت السلطات للأزواج بإنجاب 3 أطفال.

انخفاض المواليد في الولايات المتحدة واليابان 

 أظهرت الإدارات الصحية في الولايات المتحدة انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 7% في عدد المواليد في 2021، إذ انخفض متوسط عدد الأطفال الذين يتوقع أن تنجبهم المرأة  في الولايات المتحدة من 4 مواليد في خمسينيات القرن الماضي إلى أقل من اثنين اليوم.

و بلغ إجمالي عدد سكان اليابان 125.93 مليون نسمة حتى الأول من يناير2022، وهو ما يمثل أكبر انخفاض في إجمالي عدد السكان ونسبتهم المئوية منذ تسجيل البيانات المقارنة في عام 1950، وفقا للإحصاءات الحكومية،  وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات، انخفض عدد المواليد إلى مستوى قياسي بلغ حوالي 810 آلاف، وتجاوزه عدد قياسي من الوفيات بلغ 1.44 مليون حالة.

كما أظهرت بيانات الوزارة أن نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما، والذين يُعتبرون من السكان العاملين، وصلت إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 58.99% من إجمالي عدد السكان، بينما وصلت نسبة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما وما فوق إلى ارتفاع قياسي بلغ 29%.

محافظات مصر تشهد انخفاضاً في المواليد

أصـدر الجهـاز المركـزي للتعبئة العـامة والإحصاء في نوفمبر 2022 تقريراً يشمل المحافظات الأكثر انخفاضا في المواليد في السنوات الأخيرة 2016-2020، وكان من بينها (بور سعيد، السويس، دمياط، القليوبية، الفيوم)، أما (المنيا- أسيوط- سوهاج- قنا)  أقل المحافظات انخفاضاً في عدد المواليد.

 

يذكر أن العالم سجل 8 مليارات نسمة في 15 نوفمبر 2022، ما يدل على أن معدل النمو الإجمالي لسكان العالم في تباطؤ، ومع ذلك، لا تزال مستويات الخصوبة مرتفعة في بعض البلدان بالخصوص، وعلى رأسها البلدان ذات الدخل الفردي الأدنى، ولذا صار النمو السكاني العالمي متمركزا بشكل متزايد في البلدان الأكثر فقرا، معظمها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة.

اختبار للبشرية 

بحسب الدراسة التي أعدها باحثون لدى مجلة “ذا لانسيت” ونشرتها وكالة "بلومبرج" الأمريكية في 2020، فإن تعداد سكان العالم قد ينكمش بعد عام 2050، فيما يشكل تهديداً محتملاً لنمو الاقتصاد العالمي، فإنها ستكون المرة الأولى في التاريخ الحديث التي تختبر خلالها البشرية توقفا في نمو التعداد السكاني.

وأشارت الدراسة إلى أن مناطق آسيا وشرق ووسط أوروبا مرشحة لأن تختبر بعضاً من أسرع معدلات الانخفاض في تعداد النمو السكاني ، وأضافت أن 23 دولة تشهد انكماشا في تعداد السكان بمقدار النصف من بينها اليابان وتايلاند وإيطاليا وإسبانيا.

وحذرت من أن التغيرات الديمغرافية المتوقعة قد ينجم عنها أزمة تحمل عواقب وخيمة للاقتصاد العالمي من بينها انخفاض تعداد القوى العاملة ومن ثم تراجع النشاط الاقتصادي ومطالعة نموا أبطأ من حيث مستويات المعيشة ودخول الأفراد، مما يضع مزيدا من الأعباء على منظومة المعاشات والرعاية الصحية في دول العالم.