أفادت تقارير إعلامية عالمية بقيام السلطات الهندية بهدم مسجد تاريخي يقع في ولاية أوتار براديش شمال البلاد، في وقت سابق من هذا الاسبوع، بحجة "توسيع الطريق"، وذلك في سلسلة متواصلة من العنف الاضطهاد للمسلمين وتجريدهم من إنسانيتهم.
وشارك الرئيس السابق لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أشوك سوين، رئيس منظمة التعاون الدولي، مقطع فيديو يظهر المسجد يُهدم بالجرافات.
ويشار إلى أن المسجد الذي قامت السلطات بهدمه هو مسجد شاهي التاريخي في هانديا بمدينة الله آباد بولاية أوتار براديش، وتم تشييده القرن الـ16 ميلادي في عهد شير شاه سوري.
وتم هدم المسجد التاريخي بحضور إدارة الأشغال العامة لتوسيع طريق جي تي بينما تم إدراج الأمر في 16 يناير في المحكمة الابتدائية.
وسادت حال من التوتر بعد أن تداول ناشطون على وسائل التواصل فيديوهات لهدم المسجد. واتهموا حكومة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي ب "الاستهداف المتكرر لمنازل المسلمين ومساجدهم"، إلا أن شرطة المدينة أكدت، في بيان، أنها توصلت الى اتفاق مع لجنة المسجد لهدم جزء من البناء لتوسيع طريق رئيسي، مضيفة أن الهدم جرى في 9 الجاري دون أي اعتراض محلي.
وقالت شرطة المدينة -في بيان لها- إن إدارة الأشغال العامة تجري أعمال توسيع للطريق الرئيسي بمنطقة هانديا في مدينة براياغراج، وإن وجود المسجد -الذي بني قبل نحو 5 قرون- في موقعه الحالي يعوق هذه التوسعة.
ويشكل المسلمون نحو 13% من سكان الهند البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة.
ومنذ نجاح حزب بهاراتيا جاناتا القومي المتطرف في الاحتفاظ بالسلطة بعد فوزه بالانتخابات العامة مايو 2019، تعرض المسلمون لموجات من العنف، وشهدت عديد من الولايات الهندية تصاعدا كبيرا في حالات الاعتداء عليهم، وتزايداً لافتاً في جرائم الكراهية والعنصرية ضدهم.
وشهر رمضان المبارك الماضي، تم رصد ارتفاع كبير في حالات الاعتداء على المساجد في أثناء أداء صلاة التراويح، ونفذت مجموعات هندوسية متطرفة هجمات مبرمجة ضد مساجد ومنازل ومتاجر المسلمين، وأنشدت «أغاني الزعفران» الهندوسية التي تدعو إلى قتل المسلمين وترحيلهم من البلاد.
وصادف شهر ديسمبر 2022 الماضي الذكرى الثلاثين لتدمير مسجد بابري في القرن السادس عشر في أيوديا على يد المتشددين الهندوس، الذين يدعون أن الموقع كان مسقط رأس سيدهم رام.
وفي الشهر الماضي، هددت الزعيمة الهندية المتشددة أميا خوبكار بعدم السماح بعرض الفيلم الباكستاني "مولا جات" في الهند.