استضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة ثلاثية، الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، في القاهرة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية في ضوء المستجدات الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بها.
القمة والتوقيت الحرج لفلسطين
وأكد القادة خلال اجتماعهم على ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة واستمرار جهودهم المشتركة لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وفي هذا الصدد، قال السفير بركات الفرا، سفير فلسطين السابق لدى القاهرة، إن بالتأكيد الاجتماع الثلاثي غاية في الأهمية، ذلك أن مصر والأردن هما الدولتين الأكثر دعما للقضية الفلسطينية والأكثر تواصلا مع السلطة الفلسطينية بل الحدود مشتركة فالتنسيق بينهم مهم وضروري ولا غنى عنه.
وأوضح الفرا ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن اكثر من ذلك الوقت الحرج الان الذي يمر به الشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الاقصى في ظل حكومة صهيونية يمينية متطرفة يكفي وجود فيها الارهابي بن غفير والاجرام الذي تمارسه الحكومة الصهيونية في الاراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باللجوء لمحكمة العدل الدولية لأخذ رأي قانوني بشأن الاحتلال الصهيوني.
وتابع: لقد قامت اسرائيل بالاستيلاء على أموال السلطة واوقفت تحويلها لوزارة المالية الفلسطينية.
وأضاف أن مصر والاردن ستمارسان ضغطا كبيرا على الحكومة الإسرائيلية لوقف مخططاتها العدوانية تجاه القدس ومخطط اقتسام المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بين اهل المسجد والمتطرفين الصهاينة.
واختتم: اعتقد من المناسب الدعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب لمناقشة الموقف من مختلف ابعاده.
تنسيق مشترك ودائم بين الأطراف الثلاثة
ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، إن اللقاء المصري الفلسطيني الأردني هو لقاء هام جاء في توقيت له دلالاته من حيث توقيت الانعقاد وتحرك المصري الأردني الفلسطيني في إطار الثلاثية الثالثة.
وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الأطراف الثلاث يتحركون في إطار تنسيق مشترك ودائم، وتعقد لقاءات دورية ما بين عمان والقاهرة، وبالفعل كان أهم ملف تم مناقشته هو ملف الحفاظ على المقدسات الإسلامية وتأكيد الحق الأردني للأشراف في الاشراف على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس بمقتدى الاتفاق السياسي الشائع بين دول الثلاث الجانب الإسرائيلي والأردني والفلسطيني.
وتابع: القمة انعقدت بالفعل لدعم الجانب الفلسطيني خاصة في هذا التوقيت التي تقوم به الحكومة اليمنية المتطرفة بأعمال استفزازية، فهذا اللقاء جاء أهميته لتأكيد الثوابت المصرية والأردنية لدعم الاشقاء الفلسطينيين.
وأضاف أن القمة حرصت الي تقديم القمة الي الوجها الدولية والتحرك خاصة بعد اقتحام الأقصى، فاللقاء وجه رسائل للحكومة الإسرائيلية تحت عنوان وقف الإجراءات والانتهاكات.
القمة وحماية ودعم الشعب الفلسطيني
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي وجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين على دعمهما الكامل لجهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به القضية الفلسطينية وسط تحديات إقليمية ودولية متزايدة.
شدد القادة على ضرورة توفير المجتمع الدولي الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة وتكاتف الجهود لإيجاد أفق سياسي حقيقي يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، محذرين من خطورة استمرار غياب الأفق السياسي وتداعيات ذلك على الأمن والاستقرار.
أكدوا ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل والتي تشمل الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم والاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للمدن الفلسطينية، وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
شددوا على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وبما يضمن احترام حقيقة أن المسجد الأقصى المبارك الحرم/ القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة ١٤٤ دونمًا هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة الوحيدة المخولة إدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك وتنظيم الدخول إليه. كما أكد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وفخامة الرئيس محمود عباس على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس ودورها في حماية هذه المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية.
أكد القادة على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، الذي يعد مصلحة وضرورة للشعب الفلسطيني الشقيق، لما لذلك من تأثير على وحدة الموقف الفلسطيني وصلابته في الدفاع عن قضيته، وعلى ضرورة اتخاذ إجراءات جادة ومؤثرة للتخفيف من حدة الأوضاع المعيشية المتدهورة لأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
أشاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وفخامة الرئيس محمود عباس بالجهود المصرية المبذولة للحفاظ على التهدئة في القطاع وإعادة الإعمار، مع التأكيد مجدداً على مسؤولية المانحين الدوليين في جهود إعادة إعمار القطاع.
شدد القادة على أهمية استمرار المجتمع الدولي في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وضرورة توفير الدعم المالي الذي تحتاجه للاستمرار في تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممي، لا سيما في ظل الدور الإنساني والتنموي الهام الذي تقوم به الوكالة لصالح أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق.
اتفق القادة على استمرار التشاور والتنسيق المكثف في إطار صيغة التنسيق الثلاثية المصرية-الأردنية-الفلسطينية على جميع المستويات، من أجل بلورة تصور لتفعيل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات، والعمل مع الأشقاء والشركاء لإحياء عملية السلام، وفقاً للمرجعيات المعتمدة، وذلك في إطار الجهود الرامية لمساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق على نيل جميع حقوقه المشروعة، وفي مقدمها حقه في الحرية والاستقلال والدولة ذات السيادة على ترابه الوطني على أساس حل الدولتين.