“الجوع والمرض والبرد” يحاصر مناطق شمال غربي سوريا ومنها مخيمات محافظة إدلب حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق معاناة مواطني مخيمات ادلب خاصة العجائز الذين ازدادت معاناتهن إلى عدم توافر أي متطلبات للحياة الآدمية البسيطة، فلا طعام متوافر مثلما يحدث في الظروف العادية ولا أدوية كافية ولا وسائل تدفئة من برد الشتاء الذي ازادات معه عدد الوفيات بمرض «الكوليرا» على نحو غير مسبوق حسبما أكدت تقاير إعلامية خلال الساعات القليلة الماضية.
سهر بسبب الجوع!
“والله ما بنام الليل من الجوع”.. بهذه الجملة اختصرت عجوز سورية تدعي الخالة “أم محمد” تقيم في مخيمات “إدلب” وضعها من المعاناة اليومية وسط البرد، موضحة في حديثها للمصور الإعلامي المتواجد بالداخل السوري، أدهم الحاج أحمد حسبما نشر عبر صفحته الرسمية على تطبيق “تيك توك”: “والله العظيم أكل ما عندي، أكل ما في، ربطة خبر في بيتي ما في، والله العظيم ثمن الخبر ما عندي، عما بشرب الدواء بدون أكل، عما بخجل احكي لك، معاناة في النومة على الأرض والأكل واللبس، أكتر ما بروح على هداك المخيم يعطونا شوية أرز، طبخة شيء، حبة برغل، لاجي اطبخها بدون تقلي، زيت ما في، غاز ما عندي، بيلم نايلو واكياس وبشعل النار، معي ربو وما بدي أحسن انام، جوعانة وضليت بسبب ذلك صاحية لحد الصبح، ما بدي غير الأكل”.
بشتهي الأكل والدفىء!
وفي ذات السياق، أضاف عجوز سورية أخرى تدعي "أم جاسم" تعاني من قلة مواد التدفئة وتحديدا في فصل الشتاء وموجة البرد بمخيمات ادلب: " أنا كنت على حيلي أشيل الغرض لفوق، يا خي نريد ندفي، ما بقدر على الأولاد، هذا بيضرب هذا، وهذا يدفش هذا، أريد لوحدي، خيمة واسفانجيات، وشيء امده بالأرض ادفي واستريح، مر عليه حلو وسكر، الآن كل حالنا لوراء، عيلين بنفس الخيمة في البرد، وأنا عجوز يا أخي، بدي حصيرة واسفنجة وبطانين اتغطي فيهم، اشتهي البرتقالة، اشتهي التفاحة، اشتهي الفروجة، أنا عجوز بدي كأسه شاي، اشربها واروق، أصعب من هذا اليوم ما في، لو ميتين أسهل”.
الموت أخير لي!
“شايف لو أموت أحسن لي”.. بهذه الجملة عبرت عجوز سورية من مخيمات أدلب تدعي “أم سلطان” التي فقدت زوجها وابنها وتعيش برفقة حفيدها الذي يبكي بسبب المعاناة وعدم توافر ما يشتيه من الأكل، مستطردة: “شوف وين قاعدة ومرضانة، والله الاكل مو شبعانيين، وانت مثلنا بتعرف وتعرف وضعنا، عندي تعب بصدري، وعسى حد يساعدنا، شوف وين قاعدة، والله بوراي صوابي ما عندي، شايف لو الموت أخير لي واريح لي، توفي ابني وتوفي زوجي، وضل عندي هالولد، والله بيبكي من الدكان بديه شيء ما فيه”.
وكانت من أبرز التعليقات على مقاطع فيديوهات العجائز السوريات والتي هزت مواقع التواصل الاجتماعي: “كلنا لازم نقدم المساعده كل حدا يحط حاله مكانها الله يفرجها عنك يا خالي”، “أتمنى يفتحون لنا تبرع وتمسكها جهه حكوميه نضمن انها توصلهم يا ربي ترحمهم وترزقهم يا كريم”، “شلون نتواصل معهم”، :والله ياخاله انتي صادقه من غير ماتحلفي مبينه حجم المعاناه يارب يكون بعونكن يارب يتلطف فيكن يارب يعطيكن ليرضيكن ياااارب يغير حالكن لاحسن حال"، “عطونا شي نتواصل معاهم فيه الله يسعدكم يارب انه تفرجها عليهم وترزقهم رزق يتعجب له اهل الارض والسماء وتجقر خاطرها وتشفيها شفاء لايغادر سقما”.و
ارتفاع وفيات الكوليرا
وخلال الساعات القليلة الماضية، دقت منظمات محلية وجهات صحية ناقوس الخطر إثر ارتفاع عدد الوفيات بمرض «الكوليرا» في مناطق شمال غربي سوريا، على نحو غير مسبوق شهد ارتفاع لافت في أعداد الإصابات، وسط مخاوف وتحذيرات من انتشار الوباء في أوساط النازحين الذين يعيشون في مخيمات عشوائية.
ويتخوف أكثر من نصف مليون نازح يعيشون في أطمة، التي تضم عشرات المخيمات للنازحين السوريين بالقرب من الحدود السورية التركية، من خطر انتشار “الكوليرا” بينهم، نظرا لانعدام الخدمات الصحية فيها.