أثارت تغريدة شاب خليجي يدعى “نوفييل” جدلا كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة “تويتر” بسبب حديثه عن حمل الرجال للقطط بشكل اعتبره الكثيرون “هجوم غير مبرر”.
وقال “ Nuviiil” المقيم في منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية: “اتقبل فكرة البنت تربي قطة كونهم مخلوقات هرمونية وهذي الأشياء تجذبهم، لكن اللي عجز يدخل مخي هو كيف رجل بطول بعرض يمشي قدام العالم و قطته على كتفه يعلم الله انها من أسوا المناظر اللي أشوفها بالاماكن العامة و أشوفها تستنقص من رجولة الشخص اذا ما كانت تشيلها بالمرة”.
تغريدة القطط
ولاقي الشاب السعودي هجوما كبيرا من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي حيث انتشرت صور تغريدته من حسابه الرسمي عبر “تويتر” إلى باقي مواقع التواصل الاجتماعي مع تعليقات شمل أغلبها صور رجال وشباب وأطفال يحملون “القطط” على أكتافهم وأيدهم.
وكانت من أبرز التعليقات على منشور الشاب المثير للجدل: “أبو هريرة -رضى الله عنه- صحابي جليل وكان يحمل قطة في كمه”، “هذا ممثل عالمي و رجل حقيقي يحملها، الرجال الحقيقيون لطيفون مع جميع الحيوانات”، “مكنتش بعرف أنام إلا لما بينام حضني عمري ما قرفت منه لو اتكسفت اني اقول هو ايه عندي وقد ايه بحبه ومتعلق بيه”، “هى السبب اللى بتخلينا نشوف ضحكة أخويا وتخليه مبسوط”.
حكم شراء قطة وتربيتها في المنزل
أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن حكم شراء قطة وتربيتها في المنزل، بأن جمهور العلماء ذهب إلى جواز بيع وشراء وتربية القطط؛ لأنها من الحيوانات الطاهرة التي يُنتفع بها.
واستشهد مركز الأزهر العالمي للفتوى، بما ورد عَنْ كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ -وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ- أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ، دَخَلَ فَسَكَبَتْ لَهُ وَضُوءًا، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ فَشَرِبَتْ مِنْهُ، فَأَصْغَى لَهَا الْإِنَاءَ حَتَّى شَرِبَتْ، قَالَتْ كَبْشَةُ: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ يَا ابْنَةَ أَخِي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:« إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ».[أخرجه أبو داود]
ونوه مركز الأزهر العالمي، بعدة ضوابط لتربية القطط في المنزل، وهي: أولًا: الرحمة بها، وعدم تجويعها أو إيذائها؛ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أن رسول الله قَالَ: «دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ». [أخرجه البخاري].
ونبه: ثانيًا: عدم الإسراف في نفقتها، كما يفعل بعض الناس؛ فيخرجون عن حد التوسط والاعتدال في الإنفاق على طعامها وعلاجها.
وأكمل: ثالثًا: ألا يترتب على اقتنائها ضرر، كأن تكون مفترسة، أو تتسبب في نقل عدوى أو حساسية للإنسان؛ عملًا بقول سيدنا رسول الله: «لا ضرر ولا ضرار». [أخرجه ابن ماجه].
وفي ذات السياق، قالت دار الإفتاء المصرية، إن القطط الأليفة حيوانٌ طاهر عند عامة الفقهاء، يجوز حيازته واقتناؤه وتملُّكه، موضحة بول القطط وروثها نجسٌ، ويجب غَسْل الموضع الذي أصابه البول من الثوب أو البدن إذا علمه السائل، وفي حالة تيقُّن وجود النجاسة في قَدَم القطة وانتقالها: فيجوز العمل بمذهب الحنفية، فعندهم إذا كان الشيء المتنجِّس جافًّا، وكانت اليد أو القدم أو الثوب مثلًا هي المبتلة، فإن ظهر فيها شيء من النجاسة أو أثرها تنجَّست، وإلا فلا، وإذا شقَّ على السائل إزالة النجاسة: فيجوز له العمل بمذهب المالكية؛ حيث إنَّ إزالتها سُنَّة عندهم، منوهة: الأولى والأحوط لأمر صلاتك: أن تُخصِّص لك مكانًا للصلاة لا تدخله القطة؛ احترازًا وتجنُّبًا لروثها لا لذاتها.
وتابعت دار الإفتاء المصرية: القطط الأليفة، أو الهرة الأهلية "المستأنسة" هي: حيوانٌ طاهر عند عامة الفقهاء، يجوز حيازته واقتناؤه وتملُّكه؛ وممَّا يدلُّ على طهارة القطط: ما رواه أصحاب السنن الأربعة عن كبشة بنت كعب بن مالك رضي الله عنهما، وكانت عند ابن أبي قتادة رضي الله عنه: أنَّ أبا قتادة دخل عليها، قالت: فسكبت له وَضوءًا. قالت: فجاءت هرة تشرب، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه، فقال: أتعجبين يا بنت أخي؟ فقلت: نعم، فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ، أَوِ الطَّوَّافَاتِ» رواه الترمذي في "السنن"، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو قول أكثر العلماء من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتابعين ومن بعدهم مثل: الشافعي، وأحمد، وإسحاق: لم يروا بسؤر الهرة بأسًا، وهذا أحسن شيءٍ في هذا الباب، مبينة: قوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ» صريحٌ في إثبات طهارة القطط أو الهرة.
نظرة الإسلام إلى الحيوانات
يرتكز الإسلام في نظرته إلى عالم الحيوان على واقعيته وأهميته في حياة الإنسان وانتفاعه به، وكذلك تعاونه معه في عمارة هذا الكون واستمرار مظاهر الحياة عليه؛ لذلك فقد أخذ حيزًا كبيرًا في مجال الفكر والتشريع الإسلامي، ويظهر ذلك بشكلٍ جليٍ في تسمية سورٍ عديدةٍ في القرآن الكريم بأسماء حيوانات، فمنها: سورة البقرة، والنحل، والفيل، وسورة الأنعام، وكذلك العنكبوت والنمل.
كما أشار العلماء أيضًا إلى أنّ ذكر بعض أنواع الحيوانات في هذه الآيات الكريمة؛ كالخيل والبغال والحمير؛ كان على سبيل المثال لا الحصر، فكلّها مشمولةٌ بما ذكر، بدليل ما خُتمت به الآية من قول الله تعالى: «وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ»؛ لذلك فقد قال الإمام الرازي في تفسيره للآية السابقة أنّ أنواع الحيوانات كثيرةٌ خارجةٌ عن حد الإحصاء، فكان الأمثل أن تُذكر على سبيل الإجمال كما في الآية الكريمة.