الكذب والبهتان والافتراء، ما الفرق بينها؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
الكذب والبهتان والافتراء.. ما الفرق بينها؟
وقال علي جمعة، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “الاشتراك في اللغة العربية هو أن اللفظ الواحد يحتمل أكثر من معنى، والارتباط أن المعنى الواحد تعبر عنه الألفاظ المتعددة، والافتراق يعني أن هناك فرقًا بين معنيين للفظين رغم التشابه”.
وبين علي جمعة أنه على سبيل المثال، هناك فرق بين الفقير والمسكين رغم التشابه الظاهر، ورغم استخدامنا اللفظين كمترادفين في كثير من الأحوال، فليس من المعقول أن يقول الله سبحانه وتعالى (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ) [التوبة: 60]، ويكون الفقير هو المسكين، والمسكين هو الفقير، لا بد أن يكون هناك فرق، فكأن الفقير هو المعدِم، كالذي يملك دَخْلَ فردين وهو يعول عشرة أفراد، فالفجوة كبيرة، والمسكين أحسن حالاً، كالذي معه دخل سبعة أفراد ويحتاج لكفاية عشرة.
وتابع: “هنا شيء لطيف، يقولون: إذا اللفظان في الذكر قد اجتمعا، فإنهما قد افترقا في المعنى، وإذا في الذكر افترقا، ففي المعنى قد اجتمعا”.
وأوضح أن “الكذب والبهتان والافتراء، ما الفرق بينها؟ إذا افترقت هذه الألفاظ اشتركت في التعبير عن معنى الكذب، وإن كانت بدرجات وصور مختلفة، فالكذب حكاية عن الواقع بما هو غير الواقع؛ أي بالتغيير فيه، أما الافتراء فحكاية عن أمر لم يحدث من الأصل؛ أي يقوم المفتري بتأليف القصة، أما البهتان ففيه إيقاع الإيذاء على المكذوب عليه، فإذا ذكرت هذه الألفاظ متلازمة، تبين الفرق واضحًا، وإذا ذكرت كل واحدة على حدة فتعطي معنى الكذب، وهكذا”.
وأضاف عضو كبار العلماء بالأزهر: "هذه الجزئية يمكن أن نضعها في الخصائص اللغوية، فهناك الاشتراك، والارتباط، والفروق، وقد ألف القدماء في هذا الباب كتبًا تحت عنوان "الفروق"، وهو مبحث يحتاج إلى دراسة متعمقة للمضي في رحلة التعرف على العقل التراثي المسلم".
كيف نربي أبناءنا على طاعة الله؟
“كيف نربي أبناءنا على طاعة الله؟"، سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وذلك من خلال برنامج “من مصر”، على شاشة “سي بي سي”.
وقال علي جمعة، في بيانه “كيف نربي أبناءنا على طاعة الله؟”، إن حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه الذي قالَ فيه: قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ "، يوضح ما ينبغي أن نربي عليه أبناءنا لينشأووا على طاعة الله.
وبين علي جمعة أن المقصود بـ الإمام العادل يجب فهمها أن الإمام كل رئيس لمكان يديره رئيس مؤسسة أو دولة أو شركة أو أب في أسرته، أو إمام مسجد، وأنه عادل لأن العدل أساس الملك، ابن تيمية يقول الكافر العادل خير من المسلم الظالم، فالقضية ليست دين هنا.
وفيما يتعلق بشاب نشأ في طاعة الله، قال موجها حديثه للشباب: "الحق عمرك وشبابك وبلاش تودي ذهنك للسوشيال ميديا وزبالة الإنترنت، وخليك واعي إنك توجه ذهنك لطاعة الله منذ البداية، هناك فرق بين من نشأ في طاعة الله ومن غفل عنها، وكثير الكلام خير، وأن ما يمر الزمان لا يعود".
ووضع جمعة روشتة تبدأ بالذكر والصلاة لا بد على الإنسان أن يلتزم بها، لأن النبي أمرنا بأن نعلم أولادنا الصلاة من سبعة أعوام، فما بالنا بمن بلغ 14 سنة، وأن يبتعد عما حرم الله من سرقة وقتل ومخدرات وأن يتخلى عن القبيح، كذلك أن يحرص على الصدقة، وحين يأتي رمضان يصومه، فالأمور بسيطة وينبغي عليه أن يخلص النية لله وأن ينتوي حتى يكون ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.