كانت أحداث اقتحام الكابيتول هيل، الكونجرس الأمريكي، قبل عامين في ٦ يناير، حدثا لا يفوت في التاريخ، حيث شهد أول محاولة شعبية من مؤيدي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية لصالحه بمباركة منه، وفق ما ذكرت صحف أمريكية.
لم يعترف ترامب بالنتيجة، وصار يعيش حالة إنكار للواقع، ربما مازال يعيش فيها أو هكذا يدعي، فكيف أكون رئيسا لدولة كبيرة ويختفي مقعد الحكم من بيدي في يوم وليلة.
لم يجد ترامب سبيلا إلا بالحصول على دعم الشعب من مؤيديه فحرضهم على العنف وإرجاع الرئاسة التي سرقت منه، أو هكذا يدعي.
واعتمد ترامب على الشعب بعد أن رفضت مؤسسات الدولة الأمريكية مسايرة روايته الكاذبة، بأنه هو من فاز.
رغم أن كل الأرقام تقول العكس ، حيث كانت الكفة لصالح الرئيس الحالي جو بايدن.
يرى محللون أن ما فعله ترامب خطيئة في جسد الديمقراطية الامريكية، وكان محاولة فاشلة للإطاحة بها.
وعليه، فبعد سنتين من الأحداث تشعر أمريكا بالخطر على ديمقراطيتها، رغم ما اتخذته من إجراءات عقابية ومحاكمات ضد المقتحمين، بل وملاحقة ترامب ذاته بدعاوى الاقتحام وغيرها، التي قد تمنعه من الوصول للحكم مرة أخرى العام القادم.
وقال الرئيس بايدن "يجب أن نقول بوضوح وبصوت واحد إنّه ليس هناك أيّ مكان.. في أميركا لترهيب الناخبين. ليس هناك أبدًا أيّ مكان على الإطلاق للعنف السياسي".
وأضاف جو بايدن، البالغ من العمر 80 عامًا إن "أميركا بلاد قانون وليست بلاد فوضى"، محيّيًا "المجموعة الرائعة من المواطنين الأميركيّين" الذين كرّمهم الجمعة وكانوا ابطال يوم اقتحام الكابيتول.
وذكر الرئيس الأميركي "التاريخ سيتذكّر أسماءكُم"، قبل أن يمنح ما مجموعه 14 "ميداليّة رئاسيّة للمواطنة" تُعدّ من بين أرفع الأوسمة المدنيّة الأميركيّة.
وكرم بايدن أمس عددًا من الأميركيين لدورهم في "حماية الانتخابات" في السادس من يناير سنة 2021.
ومنح بايدن "ميدالية المواطنين الرئاسية" لـ 12 شخصا ومنهم ضباط شرطة أصيبوا في تلك الأحداث، أثناء محاولتهم حماية مبنى الكابيتول من أنصار ترامب، ومسؤولين انتخابيين رفضوا ضغوط الرئيس السابق لتغيير نتائج الانتخابات.
وفي الحفل، قال بايدن إن هذا اليوم "واحد من أكثر الأيام ظلامًا في تاريخ الولايات المتحدة".
وفي كلمته، سلط الرئيس الأميركي على خطر التطرف على الولايات المتحدة وأنه لا يزال يشكل "خطرًا حقيقًا". ولكنه أشار إلى أن هناك مؤشرات على أن هذا الخطر بدأ يخف.
من كذلك، كرّم الرئيس مسؤولين أو أشخاص كانوا مكلّفين مراقبة عمليّات التصويت في ولايات مختلفة عدّة قاوموا ضغوطًا وتهديدات لمحاولة إجبارهم على تغيير نتيجة الاقتراع التي فاز به بايدن.
يشار إلى أن لجنة التحقيق النيابية قبل شهر أوصت بملاحقة الرئيس السابق جنائيا لمحاولته التمسك بالسلطة بشكل غير سلمي وهو ما أيده عدد من الجمهوريين ما خلق شرخا بينهم ساهم في عجز توحيد مواقفهم.