EN
مؤخرًا بعد أن أثيرت أزمة بيع “أرجل الدجاج”، تداول الكثيرون مقاطع من رواية يوتوبيا للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق والتي صدرت عام 2008 حيث تحدث خلالها عن لجوء الناس لشراء أرجل الفراخ نتيجة الأزمات الاقتصادية كما توقع أيضًا في الرواية أن يصل سعر الدولار لـ30 جنيهًا عام 2023.
جيران أحمد خالد توفيق
لم ينسى جيران الراحل أحمد خالد توفيق في مدينته طنطا ذكرياتهم معه، حيث ذهبنا لمنزله بشارع ثروت ووجدناه مغلقًا، حيث نادانا صاحب محل لبيع الأدوات الصحية وقال بأن بيته لا يوجد فيه أحد، فقد دار بيننا حديث أشار فيه لـ علاقته بالراحل أحمد خالد توفيق، إذ وصفه بأنه شخص مهذب ومتواضع جدًا وكان في حاله "جيرتنا تمتد لنحو ٢٥ سنة تقريبًا، فأنا لم أرى منهُ أي سوء وكان الجميع يحبونه، فنحن لم نعرف أبدًا أنه شخص ذا قيمة بهذه الصورة إلا عندما توفى ورحل، فقد كان متواضعًا جدًا ولم يكن يتباهى أبدًا بشهرتهِ، حيث سكن بيننا داخل هذه المنطقة المتواضعة وسط الجميع بالرغم من كونه طبيبًا وكاتبًا مشهورًا كما علمنا فيما بعد، فنحن نعلم أن غالبية الكتاب والأشخاص المشهورين في المجتمع غالبًا ما يسكنون في أحياء راقية.
بيت العيلة
يحكي أنه عندما توفى أحمد خالد توفيق كان الفيسبوك وقتها "مقلوب" فأصدقاءه من دمنهور كتبوا عنه وأيضًا أصدقاؤه من القاهرة، وجميع شباب طنطا كلهم كانوا يكتبون عنهُ “كل هذا جعله أتفاجيء” لأني لم أكن أعلم أنه كاتب من الأساس".
يتوقف الرجل لبضع ثوان عن الكلام ويتذكر شيئًا ويقول بأن الراحل جاءه في إحدى المرات وقال له بأنه سيتم عرض لقاء له على قناة المحور “لم أهتم بالأمر كثيرًا فبسبب قربه الشديد منا وتواضعه لم نكن نتخيل أن له تأثير بهذا الشكل على المجتمع، فقد كان معروفًا عنه في المنطقة أنه طبيبًا وأن جميع سكان بيته من الأطباء فهو بيت عيلة وفي حالهم، فنحن لم نكن نعلم أنه كاتب له رواياته ومقالاته".
صورة أبيهم
تحدثنا أيضًا مع إبراهيم السبكي، وهو صاحب محل بقالة وقال: كنت أعلم أن الراحل كاتب ومؤلف لكن علاقته بالناس هنا كانت عادية جدًا فهو شخص متواضع جدًا وكان يأتي ليشتري أشياءه من هن هنا، وقكنت أحفظ رقم هاتفه فأحول عليه الرصيد، فقد كانت علاقتنا علاقة جيرة يسودها الحب والاحترام، وكذلك فأهل بيته أيضًا لم تصدر منهم أي مشاكل فجميعهم في حالهم ومنعزلين، حتى في وقت وفاته لم نكن نستطيع التنبؤ بأن هناك أحدًا منهم داخل المنزل، فأولاده كانوا هم صورة أبيهم فهم خدومين جدًا، وهو بدوره لم يكن يتأخرعن أي شخص أبدًا.
شخص خيالي
يضيف إبراهيم السبكي أن الراحل أحمد خالد توفيق حين كان يمشي في الشارع كنت يشعر أنه شخص خيالي وحالم فدائمًا كان يفكر شارد الذهن وكأنه يعيش في عوالم أخرى غير عالمنا.
يستطرد: هناك موقف آخر حدث معي عندما جاءتني طفلة تدعى ساجدة على ما أتذكر، وكان عمرها ٩ سنوات تقريبًا، وطلبت مني ترك كراستها عندي وأن أطلب من دكتور أحمد بالتوقيع عليها، وعندما جاء إليّ طلبت منه أن يكتب لها فكتب لها جملة جميلة جعتلها سعيدة جدًا.
التدخين بشراهة
يحكي أنه من ضمن المواقف الأخرى التي حدثت بينهم أنه في إحدى المرات تحدثوا عن السجائر “المعروف عن دكتور أحمد أنه كان يدخن بشراهة، لكنه كان يقول لي: لو سيجارة واحدة في اليوم تبقى مفيدة لو أكتر من سيجارة تبقى مضرة، فقد استمد هذه العبارة من والده الذي كان يدخن السجائر.
من يخبر الأبدية؟
في نهاية جولتنا تركنا شارع ثروت الذي عاش بداخله العراب وتذكرنا مقولته عندما قال: "يوم نموت سيمحو النسيم الرقيق آثار أقدامنا على الرمال، بعدما يفنى النسيم، تُرى من يخبر الأبدية أننا مشينا ها هنا مرة في فجر الزمان..؟".
