خلال عام 2018 أرسلت وكالة الفضاء اليابانية مهمة Hayabusa2 إلى الكويكب ريوجو، وكجزء من تلك المهمة، قامت المركبة الفضائية بتفجير المواد من على سطح الكويكب، ووضعها في زجاجة، وأعادتها إلى الأرض، وبذلك بعامين هبطت تلك العينة في الصحاري الغربية لأستراليا.
احتوت عملية الاسترجاع على أكثر عينة بدائية من كويكب غني بالكربون تم الحصول عليها على الإطلاق، فقد بدأ العلماء على الفور بدراسة المادة، مستخدمين القرائن الكيميائية للمساعدة في فهم تاريخ نظامنا الشمسي. حيث ظهرت حاليًا النتائج الأولية، إذ يبدو أن ريوجو قد يكون أقدم من الشمس نفسها.
ريوجو.. دلائل متعددة
الدليل الأول هو أن كويكب ريوجو غني للغاية بالكربون والمواد العضوية التي يبدو أنها لم تتعرض أبدًا لدرجات حرارة عالية. هذا يعني أن ريوجو يجب أن يكون قد تشكل في الأصل في ضواحي النظام الشمسي، على الأقل خارج مدار كوكب المشتري. حيث كلما اقتربنا وشمسنا الصغيرة كانت ستذيبها جزئيًا وستتغير تركيبتها الكيميائية.
الدليل الثاني هو أن العديد من المواد الكيميائية الموجودة داخل ريوجو تحتوي على الماء، مما يعني أن تركيبه كان يحتوي على الكثير من جليد الماء. حيث يعد ذلك دليلًا أيضاً على أنه إذا تشكل ريوجو بالقرب من الشمس، فإن الجليد قد يتبخر، ولا يترك أي ماء ليجد طريقه إلى مجموعات كيميائية مختلفة مثيرة للاهتمام.
بينما كان علماء الفلك يشتبهون منذ فترة طويلة في أن كويكبات مثل ريوجو تشكلت بعيدًا عن الشمس، لم تكن هناك طريقة لإثبات ذلك حتى الآن، لأن أي مادة كويكب ندرسها يجب أن تسقط أولاً عبر غلافنا الجوي بسرعة عشرات الآلاف من الأميال في الساعة. هذه العملية تغير الكويكبات لدرجة أنه من الصعب معرفة شكل الكويكب في الأصل، ولكن مع ريوجو، حصل العلماء أخيرًا على عينة نظيفة.
قوة جاذبية
كل هذا يعني أن ريوجو، والكويكبات الغنية بالكربون مثلها، تشكلت من قرص دوامي من المواد التي أحاطت بالشمس قبل أن تشتعل تفاعلات الاندماج وتصبح نجمة. في الواقع، ربما يسبق ريوجو تكوين الكواكب نفسها، ولكن بعد فترة وجيزة من تشكيلها، حصلت على قوة جاذبية من كوكب المشتري أو زحل، والتي أرسلتها وجميع أصدقائها إلى حزام الكويكبات، حيث بقيت لمليارات السنين.
لهذا السبب يهتم علماء الفلك بهذه الأنواع من الكويكبات، فهي بمثابة كبسولات زمنية، تمنحنا نافذة لنرى كيف كان شكل النظام الشمسي قبل أن يصبح نظامنا الشمسي.