قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

القرية النائمة.. ما سبب سقوط عشرات السكان في سبات عميق على الحدود الروسية

×

النوم سلطان.. مقولة حقيقية ترسخ إلى أهمية النوم، الذي يريح خلايا المخ من عناء التفكير، ويساهم في حالة من النشاط العام فور الاستيقاظ، إلا أن إحدى قرى كازاخستان "كالاتشي"حيرت العلماء في العالم، حيث يسقط سكان القرية فجأة في نوبات من النوم لأيام متواصلة لا يستطيعون النهوض أو الاستيقاظ خلالها.

نوم جماعي مفاجئ

تحول النوم إلى نقمة بالنسبة لسكان قرية كالاتشي التي تقع على حدود كازخستان مع روسيا، حيث تبعد 150 ميلًا عن الحدود الروسية الجنوبية، ويعاني سكانها من اضطراب يجعلهم ينامون لعدة أيام في وقت واحد، وهو ما حير العلماء، الذين عجزوا عن تفسير سبب تأثر أكثر من 60 شخصاً، بما يمثل 10% من سكان القرية بهذا الاضطراب، محاولين التوصل إلى تفسير علمي قد يسهم في إنهاء معاناتهم.

ففي ربيع عام 2013، كانت المرّة الأولى التي يدخل فيها 8 من سكان كالاتشي في نوبات نوم، وكان ذلك في عطلة نهاية أسبوع واحدة، وعندما استيقظوا بعد أيام لم يتذكروا شيئًا بالمرّة.

ارتفاع اعداد النائمين

ارتفع عدد الإصابات بهذه النوبات إلى 152 شخص، إذ بدأ السكان، كبارا وأطفال، ينامون واحدا تلو الآخر، بغض النظر عن موقعهم أو ما يفعلون.

ولمدّة 6 أسابيع بعد الاستيقاظ من نوبة النوم، عانى هؤلاء من أعراض منهكة كالدوخة والغثيان والصداع الشديد وفقدان الذاكرة وضغط الدم المرتفع، وعانى الأطفال من هلوسات خطيرة مثل رؤية ثعابين في فراشهم، إضافة إلى شعور مستمر بالخمول وفقدان الذاكرة.

الحيوانات تصاب بالمرض

الأعراض شملت الحيوانات أيضًا، حيث أشارت سيّدة إلى أن قطّتها بدأت تتصرف بغرابة وتدقّ رأسها بالحائط، حتى وصل بها الأمر إلى مهاجمة الكلب.

وظل العلماء مكتوفي الايدي امام ما يحدث في هذه القرية الصغيرة، وكانت تكهنات السكان تقول بإن مصدر المشكلة، هو منجم اليورانيوم المهجور من الحقبة السوفيتية، والموجود على أعتاب القرية الذي أُغلق في التسعينات، بعد أن كانت تُستخرج منه مادة اليورانيوم المستخدم في تشغيل الأسلحة النووية ومحطات الطاقة.

محاولة حل الأزمة

حسمت الحكومة الكازخية الجدل، بعد أكثر من 700 يوم من البحث، فخلصت التحقيقات إلى أن سبب النوم المفاجئ هو ارتفاع مستويات أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات في الهواء، إذ بينت الاختبارات أن المستويات أعلى بعشر مرات من المعدّل الطبيعي.

وعلى الرغم من إغلاق مناجم اليورانيوم، يبدو أن مستوى أول أكسيد الكربون مرتفعا في هواء القرية مع قلة نسبة الأكسجين.

وقررت السلطات نقل السكان إلى مناطق أخرى، تفاديًا لاستمرار نوبات النوم، وبالفعل، تمّ توطين 100 شخص من السكان عام 2015 في منطقة أكمولا - وهي منطقة إدارية تبلغ مساحتها 56500 ميل مربع في شمال كازاخستان، لكن لا يزال هناك 425 ساكنًا يعيشون في القرية ويرفضون الرحيل، فيما تؤكد السلطات توفير كافّة مستلزمات السكان في الأماكن الجديدة، حتى يقرّر آخر شخص مغادرة القرية.