انطلقت، اليوم الثلاثاء 20 ديسمبر، النسخة الثانية من “قمة بغداد 2”، في مركز الحسين بن طلال في منطقة البحر الميت الأردنية، بحضور زعماء الدول العربية وفي مقدمتهم مصر، وإيران وتركيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي،بتطلعات سياسية واقتصادية جديدة تؤكد ما جاء في النسخة الأولى التي عُقدت في العراق خلال أغسطس من العام الماضي.
وتعد قمة بغداد 2 خطوة نحو الاهتمام بقضايا العراق ومشكلات المنطقة ومساهمة في تحقيق التكامل الثلاثي العربي ما بين العراق والأردن ومصر، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي حيث تركز قمة بغداد 2 على 5 ملفات بارزة يأتي على رأسها الأوضاع في العراق ولبنان وسوريا ومكافحة الإرهاب وأمن الغذاء والطاقة والملف النووي الإيراني.
قال ملك الأردن عبدالله الثاني، إن "الاجتماع يمثل فرصة للبناء على مخرجات مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذي انعقد العام الماضي، وإعادة التأكيد على دعمنا لجهود العراق في مواصلة مسيرته نحو التنمية والازدهار وتعزيز أمنه واستقراره واحترام سيادته".
وأضاق العاهل الأردني، خلال كلمته إن أمن العراق ركن أساسي في أمن منطقتنا، ونؤمن بحاجة المنطقة إلى الاستقرار والسلام العادل والشامل.
دلالات قمة بغداد 2
قال حازم سالم الضمور، مدير عام مركز ستراتيجيكس للدراسات والأبحاث، إن قمة بغداد 2 تأتي بعد 3 أشهر من الزيارة التي أجراها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين إلى فرنسا في الرابع عشر من سبتمبر 2022، والتي نتج عنها الدعوة المشتركة بين عمّان وباريس إلى عقد مؤتمر جديد "في أسرع وقت ممكن"، وبعد أقل من شهر على زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى الأردن في الثاني والعشرون من نوفمبر 2022.
وأضاف الضمور في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه على غرار الدورة الأولى من مؤتمر بغداد، يبحث المؤتمر في دورة الأردن قضايا ومستجدات الشرق الأوسط، حيث تأتي هذه الدورة من المؤتمر في ظل ظرف متوتر تشهده الساحة الدولية انعكس على مجمل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية لا سيما المتعلقة بأمن الطاقة والأمن الغذائي، ووسط محيط إقليمي يبحث عن الاستقرار عبر تدعيم الأطر التعاونية والتشاركية بين دوله، وهو ما يمنح المؤتمر أهميته الكبيرة.
واختتم الضمور أن انعقاد المؤتمر في المملكة الأردنية الهاشمية يشكل نجاحاً كبيراً للسياسة الخارجية والدبلوماسية الأردنية، ودفعة قوية لتعزيز الدور الأردني الإقليمي في أبعاده السياسية والأمنية والاقتصادية، ومساهمته في تخفيف التوتر وحل أزمات المنطقة، في نفس الوقت الذي تتعزز فيه الشراكة الاستراتيجية ما بين الأردن وفرنسا سياسياً واقتصادياً وأمنياً، بما يساهم في تعزيز حالة الاستقرار الداخلي والقدرة على مواجهة التهديدات الناشئة والعابرة للحدود.
المشروعات المشتركة بين مصر والعلاقات والأردن
ولفت إلى أن المؤتمر حمل الكثير من الفرص، لتطوير ما تم إنجازه على صعيد العلاقات الأردنية المصرية العرافية المشتركة، خاصة ما يتعلق بالمضي قدما نحو تنفيذ المشروعات المتفق عليها بين الدول الثلاثة مثل المشروعات التالية:
- مشروع "الشراكة التنموية" الثلاثية الهادف إلى إعادة إعمار العراق وربطه بشبكة الكهرباء.
- خط النفط العراقي الأردني المصري.
- المدينة الاقتصادية الأردنية العراقية المشتركة.
- مشروع نقل البضائع.
غيرها من المشروعات المؤسسة للتكامل الاقتصادي بين الأردن ومصر والعراق، والتي تساهم في دعم الاستقرار الداخلي للعراق وحل أزماته الاقتصادية.
واختتم أن قمة بغداد 2، تعزز من الدور العراقي الإقليمي، خاصة في الوساطة ما بين إيران والمملكة العربية السعودية، كما من بوابة "إعادة الإعمار" والمشاريع الاقتصادية المرتبطة به، والتي لن تكون عواصم الإقليم بعيدة عنها، بالإضافة إلى تعزيز الدعم الأمني والتعاون الاستخباري الإقليمي للعراق في حربه المستمرة ضد الإرهاب.
حضور قوي في القمة
يشارك في قمة بغداد 2، كل من مصر والأردن والعراق، والسعودية، والإمارات وقطر وتركيا وإيران وفرنسا، وتنضم لأول مرة في القمة سلطنة عمان والبحرين، كما أنه من المقرر حضور جوزيب بوريل، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، ومعاونه إنريكي مورا، المسئول عن التنسيق المباشر بشأن المباحثات النووية، بجانب حضور السفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، وممثلين عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.
وعقدت قمة بغداد للتعاون والشراكة، لأول مرة في 28 أغسطس 2021، في العاصمة العراقية بغداد، وشاركت وقتها 9 دول في القمة، بجانب بعض المنظمات الدولية والإقليمية.
وكان الهدف من مؤتمر بغداد 1 مساندة العراق أمنيًا واقتصاديًا بما يحقق استقراره وسيادته ووحدة أراضيه، ودعا دول المشرق العربي وجواره للتعامل مع تحديات المنطقة على أساس التعاون والمصالح المتبادلة وحسن الجوار.