الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

واقعية عربية ورسائل للدولتين.. دلائل مشاركة إيران وتركيا في قمة بغداد 2

قمة بغداد 2
قمة بغداد 2

انطلقت منذ قليل أعمال قمة بغداد 2، المنعقدة في الأردن، والتي اعتبرها محللون "تأتي في ظل أوضاع صعبة إقليميا ودوليا"، حيث تتناول 5 ملفات بارزة يأتي على رأسها "الأوضاع في العراق ولبنان وسوريا ومكافحة الإرهاب وأمن الغذاء والطاقة ونووي إيران".

انعقاد قمة بغداد 2 في الأردن

وقال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين في افتتاح القمة، إن المنطقة بحاجة إلى الاستقرار والسلام العادل والشامل، مؤكدا أن أمن العراق ركن أساسي في أمن المنطقة العربية، وهو ما أكد عليه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بأن بغداد تسعى لتعزيز علاقتها مع محيطها، وترغب في إرساء وتعزيز علاقات الشراكة مع دول الجوار، وانفتاحها على بناء شراكات إقليمية وإنشاء مناطق صناعية مشتركة مع دول الجوار.

وأكد السوداني، أن العراق وضع مكافحة الفساد المالي والإداري على رأس أولوياته، ويدعو الدول الشقيقة والصديقة إلى المساعدة في استعادة الأموال المنهوبة، ومواصلة العمل المشترك لمحاربة الفكر المتطرف، ومواجهة التهديد الوجودي المتمثل في شح المياه، داعيا تركيا وإيران إلى ضمان أمن العراق المائي.

ويشارك في أعمال القمة الرئيس الفرنسي  إيمانويل ماكرون، الذي أكد أن العراق أصبح مسرحا لانتهاكات وتدخلات تزعزع استقرار المنطقة بأسرها، بسبب الانقسامات والتدخلات التي تؤثر على استقراره، مشيرا إلى أن العراق أحد ضحايا غياب الاستقرار الأمني في المنطقة.

وفي هذا الصدد، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قمة بغداد 2، هي القمة الثانية وتعقد في المملكة الأردنية، وتهدف هذه المرة إلى توسيع قاعدة المشاركة، حسب تصريحات وزير الخارجية العراقي خلال لقائه في وقت سابق، مع وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الأردني.

وأضاف حسن - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الهدف الأول للقمة، هو مساعدة العراق في تحقيق الاستقرار، نظرا لما يمتلكه من إمكانيات، ويكفي على العراق حالة الحرب التي دخل فيها منذ ثمانينيات القرن الماضي، وآن الأوان للخروج من دائرة العنف تلك، وبداية عملية إعادة الإعمار والاستثمارات، أما الهدف الثاني، هو محاولة إعادة العراق إلى الحضن العربي والدولي، وتخفيف الوجود الإيراني في العراق وتأثيره على الشأن الداخلي، وأيضا مناقشة القضايا المحطية بالعراق  سواء الأزمة السورية وتشابكها مع وجود الجماعات المتطرفة في العراق والتي تنتقل إلى سوريا.

وفيما يتعلق بمدلولات المشاركة الإيرانية التركية في القمة، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مشاركة إيران وتركيا في القمة وسط هذا الزخم العربي، هو دليل على الواقعية، حيث إن إيران وتركيا من الدول المؤثرة والرئيسية في المنطقة، إلى جانب مصر والسعودية، ولا يمكن مناقشة حلحلة الأزمة العراقية بدون مشاركة طهران وأنقرة، وبالتالي حضور دول الجوار الإقليمي مهم.

دلائل مشاركة إيران في القمة

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد في كلمته، أن قمة بغداد 2 تمثل فرصة لتبادل وجهات النظر واستكشاف آفاق جديدة للتنسيق والتعاون بين بلادنا والعراق؛ بما يعزز قدراتنا فى مواجهة التحديات المرتبطة بالأزمة الدولية، ومن تحديات عابرة للحدود مثل: الطاقة وسلاسل الإمداد وغيرها.

وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته اليوم في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، أن العراق واجه انعكاسات بالغة السلبية بانتشار الإرهاب والفكر المتطرف، كما أن السياق لم يخلُ من تدخلات خارجية على نحو ارتدت آثاره على كل شعوب المنطقة.

وتابع الرئيس: "تثمن مصر الجهود التي تكبدها الشعب العراقي الشقيق بكافة أطيافه فى مواجهة تلك التحديات وما حققته الدولة العراقية من إنجازات مهمة وتحقيق أمن واستقرار وسلامة البلاد".

ويشارك في قمة بغداد 2، كل من مصر والأردن والعراق، والسعودية، والإمارات وقطر وتركيا وإيران وفرنسا، وتنضم لأول مرة في القمة سلطنة عمان والبحرين، كما أنه من المقرر حضور جوزيب بوريل، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، ومعاونه إنريكي مورا، المسئول عن التنسيق المباشر بشأن المباحثات النووية، بجانب حضور السفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، وممثلين عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.

وعقدت قمة بغداد للتعاون والشراكة، لأول مرة في 28 أغسطس 2021، في العاصمة العراقية بغداد، وشاركت وقتها 9 دول في القمة، بجانب بعض المنظمات الدولية والإقليمية.

وكان الهدف من مؤتمر بغداد 1 مساندة العراق أمنيًا واقتصاديًا بما يحقق استقراره وسيادته ووحدة أراضيه، ودعا دول المشرق العربي وجواره للتعامل مع تحديات المنطقة على أساس التعاون والمصالح المتبادلة وحسن الجوار.