لاشك أن كل ما يتعلق بصلاة العصر من أحكام ، له أهمية كبيرة ، حيث إنها الصلاة الوسطى التي خصها الله تعالى بمزيد من الفضل ، كما ورد في الكتاب العزيز بقوله تعالى :« حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة، ولعل هذا ما يطرح سؤال بشأن من ترك صلاة العصر هل يحبط عمله كله ؟، أم أنه حديث مكذوب، فلايزال هناك كثير من الأسرار المتعلقة بصلاة العصر ، حيث إنها من أهم الصلوات المكتوبة ، لذا تزيد أهمية الوقوف عند مصير من ترك صلاة العصر هل يحبط عمله؟.
من ترك صلاة العصر
ورد عن من ترك صلاة العصر هل يحبط عمله ؟،أنه حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ترك صلاة العصر متعمدًا حتى خروج وقتها، فقد روى البخاري (553) عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُه»، وروى الإمام أحمد في مسنده (26946) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ مُتَعَمِّدًا، حَتَّى تَفُوتَهُ ، فَقَدْ أُحْبِطَ عَمَلُهُ».
من ترك صلاة العصر هل يحبط عمله
أكد الشيخ أحمد ممدوح، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في إجابته عن سؤال هل من ترك صلاة العصر حبط عمله كله ؟، أن من ترك صلاة العصر أحبط الله عمله فى اليوم الذي ترك فيه صلاة العصر وليس فى عمره كله كما يعتقد البعض، إلا أن هذا فى حد ذاته مصيبة عظيمة، وقال العلماء إنه ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم - أنه قال (من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله) يعني سلب أهله وماله، فالمعنى أنها مصيبة عظيمة، وثبت عنه أيضًا عليه الصلاة والسلام (من ترك صلاة العصر حبط عمله).
وأضاف أن ترك الصلوات الخمس أو إحداها كل ذلك من المصائب العظيمة، فينبغي للمؤمن أن يحرص على المحافظة عليهن والاستقامة في ذلك ، والحرص على ذلك ، والمسابقة عليه حتى لا تقع هذه المصيبة العظيمة، أما كونه يشرع للمؤمن أن يعزي أخاه إذا علم أنه فاتته صلاة العصر أو غيرها من الصلوات فلا يوجد شيئًا ثابتًا عن النبي ولا عن الصحابة فقد صح عن - صلى الله عليه وسلم - إنه قال: (من ترك صلاة العصر حبط عمله) . وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (من فاتته صلاة العصر فكأنما سلب أهله وماله).
معنى حبط عمله
معنى حبط عمله ، فيه تعددت أقوال العلماء في معنى حبوط العمل المراد في هذا الحديث، قال الحافظ في الفتح: «قِيلَ هُوَ مِنْ مَجَازِ التَّشْبِيهِ كَأَنَّ الْمَعْنَى: فَقَدْ أَشْبَهَ مَنْ حَبِطَ عَمَلُهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ كَادَ أَنْ يَحْبَطَ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْحَبَطِ نُقْصَانُ الْعَمَلِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ الَّذِي تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى اللَّهِ، فَكَأَنَّ الْمُرَادَ بِالْعَمَلِ الصَّلَاةُ خَاصَّةً، أَيْ: لَا يَحْصُلُ عَلَى أَجْرِ مَنْ صَلَّى الْعَصْرَ وَلَا يَرْتَفِعُ لَهُ عَمَلُهَا حِينَئِذٍ.
معنى حبط عمله ، ورأى بعض العلماء، أن الْمُرَاد بِالْحَبَطِ الْإِبْطَالُ، أَيْ: يَبْطُلُ اِنْتِفَاعُهُ بِعَمَلِهِ فِي وَقْتٍ مَا ثُمَّ يَنْتَفِعُ بِهِ، كَمَنْ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ، فَإِنَّهُ مَوْقُوفٌ فِي الْمَشِيئَةِ: فَإِنْ غُفِرَ لَهُ فَمُجَرَّدُ الْوُقُوفِ إِبْطَالٌ لِنَفْعِ الْحَسَنَةِ إِذْ ذَاكَ، وَإِنْ عُذِّبَ ثُمَّ غُفِرَ لَهُ فَكَذَلِكَ، ورحج الحافظ بن حجر أن العمل لا يحبط حقيقة، وإنما خرج الحديث مخرج الزجر الشديد، لكي لا تفوت المسلم صلاة العصر.