محمد بن زايد:
قصة نجاح ثالث أبناء الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات
قائد عسكري طموح حظي باحترام وتقدير العالم أجمع
يولي أهمية كبيرة للتحاور والتعايش السلمي وتمكين المرأة
خلال العقد الأخير، احتل اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مكانة مرموقة عربيًا ودوليًا بعد أن جذب أنظار العالم إلى دولة الإمارات التي حظيت باعتراف الجميع بكونها في ريادة الدول العربية النهضوية، وفي ريادة دول العالم أجمع سواء على الصعيد الثقافي والاجتماعي والتكنولوجي، أو حتى على الصعيد السياسي والاقتصادي.
فمن هو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي أصبح رئيسًا لدولة الإمارات في مايو 2022، خلفًا للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بعد أن كان وليًا لعهد إمارة أبو ظبي منذ نوفمبر عام 2004؟
قائد عسكري
الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان المولود في مدينة العين يوم 11 مارس 1961، هو الابن الثالث للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، والشيخة فاطمة بنت مبارك، وقد أكمل تعليمه النظامي في الإمارات العربية المتحدة ثم المملكة المتحدة وتخرَّج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية عام 1979. اشتمل تدريبه العسكري على دورة دروع تأسيسية ودورة طيران تأسيسية وتحويل طائرات عمودية وطيران تكتيكي ودورة مظليين.
أما هوايته فهي كرة القدم، إذ يترأس ناديًا محليًا في مدينة العين التي يتحدّر منها والده، كما أنه يهتم بالشعر ويحب الصيد.
وشغل مناصب عدة في القوات المسلحة الإماراتية، من ضابط في الحرس الأميري وهي قوات النخبة الإماراتية إلى طيار في القوات الجوية، ثم تدرج إلى عدة مناصب عليا حيث تولى منصبي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، ونائب رئيس أركان القوات المسلحة، وذلك قبل أن يصبح رئيساً لأركان القوات المسلحة في عام 1993، ومن ثم تقلد رتبة الفريق بعد سنة من تاريخه.
وفي عام 2005 تولى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، كما تم ترفيعه إلى رتبة فريق أول.
رجل السياسة والاقتصاد
شغل محمد بن زايد عددًا من المناصب السياسية، والتشريعية والاقتصادية للدولة. ويعرف عنه بذله الكثير من الجهود لتعزيز المعايير التعليمية في إمارة أبوظبي للوصول بها إلى أفضل المستويات والمعايير الدولية. فمنذ تولى رئاسة مجلس أبوظبي للتعليم، أقام شراكات مع المؤسسات التعليمية والمراكز الفكرية العالمية، خلصت إلى استضافة عدد منها أو عقد الإمارة برامج مشتركة معها.
في الجانب الاقتصادي، عمل الشيخ محمد بن زايد في وقت سابق عضوًا في عدد من المجالس من بينها المجلس الأعلى للبترول، الذي يشرف على السياسات المرتبطة بمسائل النفط والطاقة في إمارة أبوظبي، وهي الأغنى بين إمارات الاتحاد بالذهب الأسود.
رجل الدولة وصاحب النهضة
تمثل دوره في السياسة الخارجية في زيادة روابط الإمارات مع الدول خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ دعاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى باريس في عام 2018 بهدف مناقشة إستراتيجيات مكافحة التطرف، وصياغة خريطة طريق ثنائية لشراكة مستقبلية، وتضمَّن البيان المشترك بنودًا لتعزيز التعاون والتبادل بين البلدين فيما يخص التعليم، والثقافة، والتراث، والاقتصاد، والاستثمارات، والطاقة، والفضاء، والسلام والأمن الإقليميين، والتعاون الدفاعي، ومكافحة التطرف، ومكافحة تغير المناخ، إلى جانب بنود أخرى.
قدم الشيخ محمد بن زايد العديد من المساعدات المالية باسم الإمارات لتعزيز مكانتها على الصعيد الدولي، ففي 2018 زار إثيوبيا للقاء رئيس وزرائها آبي أحمد قبل تقديم الدفعة الأولى من منحةٍ بقيمة 3 مليارات دولار من الإمارات العربية المتحدة إلى إثيوبيا، بهدف التغلب على نقص العملات الأجنبية في البلاد، بالإضافة إلى تقديم مساعدات من الإمارات للصومال خلال فترات الجفاف.
من أبرز المبادرات التي محط اهتمام، عقده ما عرف بـ "اتفاق إبراهيم" مع إسرائيل، 15 سبتمب عام 2020، وبذلك كانت بلاده أول دولة خليجية تدخل في علاقات كاملة مع إسرائيل، وتلى ذلك خطوات أخرى قامت بها كل من البحرين والمغرب والسودان. لكن قبل ذلك كانت مصر والأردن والسلطة الفلسطينية قد وقعت بشكل منسق اتفاقات تعاون وسلام مع إسرائيل في فترات متعاقبة.
سافر الشيخ بن زايد إلى مختلف بقاع العالم للترويج لشعار دولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2019: عام التسامح. كما ساهم في الجهود الإقليمية والعالمية لمكافحة التطرف العنيف، من خلال التحدث مع المسؤولين في الهند، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وغيرهم من القادة حول المشاركة في هذه الجهود. في عام 2019 أطلق صندوق زايد العالمي للتعايش، وهي مبادرة توضح المبادئ والأهداف المفصلة في وثيقة ’الأخوة الإنسانية‘ التي وقعها كل من البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب.
تمكين المرأة
يعتبر الشيخ محمد بن زايد مناصرًا قويًا للمرأة ولوجودها المتزايد لها في عدد من المجالات التي يسيطر عليها الرجال عادة. ففي أبريل 2019، رحّب بوفد ضابطات من برنامج تدريب المرأة العربية على العمل العسكري وحفظ السلام كن يخضعن للتدريب في أبو ظبي تحضيرًا لعمليات الأمم المتحدة العالمية لحفظ السلام، حيث أكّد على أهمية الدور الذي تؤديه الضابطات في عمليات نشر الأمن وحفظ السلام. كما شجّع تواجد المرأة في قطاع الخدمات الحكومية، ففي عام 2019، استضاف أول دفعة من الإطفائيات الإماراتيات المُعتمدات، مؤكّدًا دور النساء كـ «شريكات حقيقيات ومساهمات في التنمية الوطنية» وقال إنهن «يدفعن بعجلة الخطط الإستراتيجية لحاضر ومستقبل الأمّة».
وعندما أصيبت ملالا يوسفزي في أكتوبر 2012 في رأسها ورقبتها برصاص عناصر من حركة طالبان، وجّه بتقديم رعاية طبية خاصة لها وتكفّل بنقلها عبر طائرة إسعاف جوّي إماراتية إلى المملكة المتحدة، حيث تلقّت رعاية طويلة الأمد في مستشفى الملكة إليزابيث في مدينة بيرمينجهام.