ساعد اجتماع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سانت بطرسبرج في أكتوبر الماضي على إعطاء دفعة متجددة للمفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا التي أدت في النهاية إلى إطلاق سراح نجمة كرة السلة بريتني جرينر، حسبما قال مصدر مطلع بالقضية لأكسيوس.
وأضاف المصدر، أن جهود الإمارات لتسهيل إطلاق سراح جرينر كانت جزءا من استراتيجية أوسع من قبل الإماراتيين لاستخدام علاقاتها مع الولايات المتحدة وروسيا للمساعدة في حل قضايا محددة تتعلق بالحرب في أوكرانيا.
مفاوضات أمريكية روسية برعاية إماراتية
وتمت المفاوضات حول تبادل الأسرى مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا، ولكن في أوائل أكتوبر الماضي بدا أن الجانبين في طريق مسدود.
وكان الروس قد رفضوا كل المقترحات أمريكية لتبادل السجناء شملت كلا من جرينر والأمريكي المسجون بول ويلان، حسبما قال مسؤول استخباراتي أمريكي كبير للصحفيين الأسبوع الماضي.
وبينما كان الشيخ محمد بن زايد، يستعد لرحلته إلى روسيا، بدأ في التخطيط للقضايا التي سيثيرها مع بوتين، بما في ذلك تبادل الأسرى المحتمل، والوضع في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، ووضع محطة سومي للأمونيا، وفقا للمصدر.
وأشار المصدر، إلى أن المسؤولين الإماراتيين ناقشوا الاجتماع المخطط له مسبقا مع إدارة جو بايدن، وأبلغوا الولايات المتحدة أنهم سيثيرون قضية تبادل الأسرى وقضية جرينر على وجه التحديد.
وعندما التقى محمد بن زايد فلاديمير بوتين في 11 أكتوبر الماضي، أخبر الرئيس الروسي أن الإمارات ستحاول المساعدة في تسهيل السيناريو المحتمل الذي يتم فيه مبادلة جرينر بتاجر الأسلحة فيكتور بوت.
وساعد هذا الاجتماع على إطلاق المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا مرة أخرى، وفقا للمصدر.
وقال المصدر إن الإمارات لم تتفاوض على شروط الصفقة، لكنها ساعدت في وضع تصميم لتنفيذها.
الإمارات الدولة الثالثة لتبادل الأسري
وبسبب العلاقات السيئة بين الولايات المتحدة وروسيا والتكاليف السياسية، لم يرغب أي من البلدين في إجراء مبادلة مباشرة ويحتاج إلى طرف ثالث لتسهيل ذلك، وفقا للمصدر.
وقال المصدر الإستخباراتي، إن الإمارات تحدثت لعدة أسابيع بشكل منفصل مع الولايات المتحدة وروسيا لوضع خطة لتنفيذ المبادلة المحتملة، وكان إجراء المبادلة في أبو ظبي جزءا منها.
وقبل يوم واحد من التبادل، تحدث محمد بن زايد إلى بوتين لإغلاق التفاصيل الأخيرة، وعندها فقط كان من الواضح أن الصفقة ستمضي قدما، وتم تحديد وقت المبادلة في 8 ديسمبر الماضي الساعة 4 مساء في أبو ظبي، كما قال المصدر.
وقد شكر الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي، الإمارات "لمساعدتها في تسهيل" عودة لاعبة كرة السلة جرينر.
وقال المسؤول الكبير في الإدارة للصحفيين الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة طلبت من عدة حكومات إثارة قضية إطلاق سراح جرينر مع الروس.
واتخذ بايدن قرارا بالمضي قدما في تبادل واحد مقابل واحد في الأسبوع الذي سبق إطلاق سراح جرينر، حسبما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحفيين يوم الخميس.
ورفض مسؤول إماراتي التعليق على تفاصيل دور الإمارات، لكن البلاد أصدرت بيانا الأسبوع الماضي أعلنت فيه "نجاح" جهودها.
وقال المصدر الأمريكي الكبير، إن محمد بن زايد يريد مواصلة الضغط من أجل المزيد من تبادل السجناء بين روسيا وأوكرانيا، ويأمل الإماراتيون أن يؤدي ذلك إلى دبلوماسية أكثر جوهرية بين روسيا وأوكرانيا.