الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر لسان إفريقيا بواشنطن.. والإدارة الأمريكية تعود للقارة بعد غياب ثماني سنوات

 الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي مع جو بايدن

شاركت مصر بتفاعل قوي خلال أعمال القمة الأمريكية الإفريقية الثانية المنعقدة في العاصمة الأمريكية واشنطن، ومن المقرر أن تختتم فعاليات تلك القمة اليوم، وشارك بها أكثر من 50 قائدًا وزعيمًا إفريقيًا يتقدمهم الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

ناقشت القمة "الأمريكية – الإفريقية" عددا من القضايا التي تتعلق بأزمات عانت منها القارة السمراء، وكان أبرزها "الفقر، ونقص الغذاء، وأزمة الطاقة، والأوبئة، والمياه"، وموضوعات أخرى تتعلق بالنمو الاقتصادي.

لقاءات على هامش القمة

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في عدد من اللقاءات السياسية على هامش فعاليات القمة، ولا سيما أنه التقى أمس الأربعاء، مع عدد من القيادات الجمهورية بمجلس النواب الأمريكي، وكان ذلك داخل مقر إقامته بواشنطن.  

والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في واشنطن مع أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، وقال المتحدث الرسمي إن وزير الخارجية الأمريكي رحب بزيارة الرئيس السيسي إلى واشنطن، والتي تأتى في إطار دعم مسيرة العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين على نحو بناء وإيجابي، مؤكداً التزام الإدارة الأمريكية بتعزيز أطر التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات، ودعم جهود مصر الحثيثة في السعي نحو تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة.

وخلال تلك القمة، تعهد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" وإدارته بالاعتراف بأفريقيا كلاعب جيوسياسي رئيسي في الساحة الدولية، معلناً مساندة الولايات المتحدة للاتحاد الأفريقي المكون من 55 دولة للانضمام إلى مجموعة الدول العشرين كعضو دائم.

ووقع الرئيس بايدن خلال القمة الأمريكية الأفريقية المنعقدة في واشنطن، مذكرة تفاهم تاريخية لإنشاء منطقة تجارة حرة بين الولايات المتحدة والقارة الأفريقية، وقال إنها ستكون واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم بإجمالي 3.4 تريليون دولار، وتفتح المجال لفرص جديدة في التجارة والاستثمار، والتقريب بين الولايات المتحدة وأفريقيا أكثر من أي وقت مضى.

تقليل تواجد الجانب الصيني

في ذلك الصدد، قالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الافريقية، إن القمة الأمريكية الإفريقية الثانية تم انعقادها بعد ثماني سنوات، وهذا يؤكد رغبة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في تقليل تواجد الجانب الصيني داخل القارة الإفريقية، وأيضًا كان ذلك بسبب ملاحظتهم أن جميع الدول الإفريقية اتخذت جانبا محايدا تجاه الدولة الروسية، فالولايات المتحدة الأمريكية كانت غائبة عن القارة الإفريقية لفترة طويلة، لأن هناك ثماني سنوات بين القمتين وهذا الوقت ليس قليلا، وهذه الفترة كان بها شبه إهمال من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للقارة السمراء في ظل فترة الرئيس الأمريكي السابق ترامب. 

مصر المتحدث باسم القارة الإفريقية

أكدت منى عمر – في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن القمة "الأمريكية – الإفريقية الثانية " لها أهمية كبرى، وأتمنى أن يكون بها مصداقية كبيرة ويتم تنفيذ الوعود التي اتخذت بها من قبل الجانب الأمريكي، وألا يكون مصير تلك الوعود مثل السابق، فإن المبلغ التي تم طرحه في بداية القمة لا نستطيع أن نقول إنه جيد لأنه 50 مليار دولار على مدار ثلاث سنوات، فهذا يعد مبلغا ضعيفا، ولكن في ختام تلك القمة بدأت الثمار تطرح عندما وقع الرئيس الأمريكي على مذكرة تفاهم تاريخية لإنشاء منطقة تجارة حرة بين الولايات المتحدة والقارة الأفريقية، بإجمالي 3.4 تريليون دولار، فها الرقم كبير للغاية وتلك المنطقة سوف تساعد في رفع معدل النمو الاقتصادي للقارة السمراء. 

 


وأضافت، أن الدولة المصرية منذ فترة طويلة، وبالأخص بعد تولي الدولة المصرية رئاسة الاتحاد الإفريقي، ونحن نعتبر أنفسنا بمثابة المتحدث باسم القارة الإفريقية، والرئيس السيسي كان حريصا في كل المحافل الرئيسية الأخرى على أنه يتحدث عن الهموم والقضايا الإفريقية، وكانت تلك الموضوعات في الغذاء والمناخ والتنمية والموضوعات الأساسية التي تعد أبرز هموم القارة السمراء، وفي خلال هذه القمة أيضًا استمر الرئيس السيسي على نفس النمط، وكلمته ولقاءاته مع أعضاء مجلس النواب الأمريكي تناولت جميع القضايا التي شغلت القارة السمراء على مدار الثماني سنوات الماضية، وحث على تدخل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل إيجابي في القضايا التي تحتاجها القارة.

ماذا تحتاج القارة الأفريقية؟ 

 واختتمت السفيرة منى عمر بأن مصر حجر أساس ومحور هام جدًا للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي هناك حرص من الجانبين لتوطيد العلاقات السياسية، ومن وجهة النظر الشخصية فإن القارة الأفريقية لم تعد تحتاج إلى معونات أمريكية تكبلها الكثير من الهموم، فكل الدول الأفريقية أصبحت ترفض نهج المعونات التي تؤثر على اتخاذ القرار، ولكن ما تحتاجه القارة هو ضخ الاستثمارات، وهذا ما حدث بالفعل في القمة من خلال توقيع مذكرة إنشاء منطقة تجارة حرة بين القارة السمراء والولايات المتحدة الأمريكية.