هل في ليلة الجمعة ويومها ساعتا إجابة أم واحدة ؟ .. سؤال يشغل ذهن كثير من الناس خاصة وأنه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم إلا واستجيب له، ومن المعلوم أن ليلة الجمعة تبدأ بغروب شمس يوم الخميس وهو وقت يعقبه ساعة الإجابة من الليل فهل يجتمع لهذا اليوم ساعتين أم واحدة؟
هل في ليلة الجمعة ويومها ساعتا إجابة أم واحدة ؟
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه في الثلث الأخير من الليل ساعة إجابة، حيث قال:"إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيُمْهِلُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ كُلَّ لَيْلَةٍ، حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأول، وهبط إِلَى السَّمَاءِ، ثُمّ قَالَ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تائب يتاب عليه."، وأيضا:" ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول، فيقول: أنا الملك، أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له. فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر".
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن يوم الجمعة : "فِيه سَاعَةٌ لا يُوَافِقها عَبْدٌ مُسلِمٌ، وَهُو قَائِمٌ يُصَلِّي يسأَلُ اللَّه شَيْئًا، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاه وَأَشَارَ بِيدِهِ يُقَلِّلُهَا"، وقد اختلف العلماء في تحديد ساعة الاستجابة من يوم الجمعة على أقوال كان أرجحها أنها ساعة ما بعد العصر من يوم الجمعة.
كيفية إدراك ساعة الاستجابة
وتقول لجنة الفتوى في الأزهر الشريف، إن الوقت المرجح عند العلماء لساعة الاستجابة في يوم الجمعة، وذلك رداً على سؤال جاء فيه "أحرص على الدعاء يوم الجمعة رغبة في إدراك فضيلة ساعة الإجابة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمتى هذه الساعة؟
كما أفادت لجنة الفتوى، أنه ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي فسأل الله خيرا إلا أعطاه"، ورجاء إدراك فضيلة هذه الساعة أمر مرغوب فيه، واجتهد الكثيرون في استنباط وقت هذه الساعة، على أقوال كثيرة، ولعل أصح هذه الاجتهادات قولان.
الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، ودليله: عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: "قال لي عبدالله بن عمر أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة؟ قال: نعم؛ سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة". أخرجه مسلم في صحيحه.
وأما القول الثاني: إنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين، وهو قول عبدالله بن سلام، وأبي هريرة، والإمام أحمد، وخلق، ودليله: عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه وهي بعد العصر".
كما روى سعيد بن منصور في سننه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا، فتذاكروا الساعة التي في يوم الجمعة، فتفرقوا ولم يختلفوا أنها اخر ساعة من يوم الجمعة، مؤكدة أنه لا مانع أن يجمع المسلم بين الوقتين فيستمع للخطبة الثانية ويؤمن على دعاء الإمام فيها راجيا أن تكون هذه الساعة وأن يجتهد في الدعاء من بعد صلاة العصر حتى الغروب فيجمع بين الخيرين معا، مع مراعاة آداب الدعاء وضوابطه.
وحول كيفية إدراكها يقول الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الإمام ابن يونس من فقهاء الشافعية المتقدمين تحدث عن فكرة يوم الجمعة وما فيه من ساعة الاستجابة وهي وقت زمني لا يعني 60 دقيقة كما هو متعارف الآن، فيقول : فيجيب: “والسبيل إلى إدراكها أن يجتمع عدد من الناس يأخذ كل منهم وقتا معينا يدعو لنفسه ثم يهب مثل الثواب لغيره وهكذا، وهي نفس فكرة ختمة القرآن”.
ويوضح شلبي في بيانه حكم ختمة أو ربعة القرآن التي تقام للمتوفى أن الفعل في أصله جائز لا إشكال فيه يقرأ الإنسان ما يتيسر ثم يهب مثل الثواب للحي كان أم للمتوفى.