الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القمة الأمريكية الإفريقية.. 7 تحديات مزمنة تهدد شعوب القارة|الفقر والنزاعات المسلحة أخطرها

القمة الأفريقية الأمريكية
القمة الأفريقية الأمريكية

تستضيف العاصمة الأمريكية واشنطن أعمال القمة الأمريكية الأفريقية الثانية بحضور نحو خمسين من قادة دول القارة الإفريقية يتقدمهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي توجه إلى الولايات المتحدة الثلاثاء.

ويتضمن جدول أعمال القمة التي بدأت أمس وتستمر يومين آخرين أوجه التعاون الجديدة بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية المشاركة في القمة.

وتناقش القمة الأمريكية الأفريقية، التي بدأت الثلاثاء في واشنطن ملفات متعددة، بينها تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الغذائي للقارة السمراء، والتحديات الأمنية والسياسية للاقتصاد العالمي، فضلًا عن ملفات الاستثمار، والديمقراطية والحوكمة، وأزمات التغير المناخي والصحة والأمن، وتبادل الخبرات العلمية، وستكون القضايا الأمنية والاقتصادية والتعافي من جائحة كورونا على رأس جدول الأعمال، فيما يسعى القادة الأفارقة لشراكة أكثر عدلا.

القمة الأمريكية الأفريقية

القمة الأمريكية الإفريقية

وتمثل القمة الأمريكية الإفريقية نقطة مضيئة؛ ليرى العالم أزمات أفريقيا والعمل على مساعدتها، فالقارة تعيش حالة من عدم الاستقرار نتيجة للصراعات والنزاعات والتغيرات السياسية المتعددة، التي تشهدها بعض بلدان القارة، إضافة إلى الأوبئة التي تحاصر أبناء القارة والمجاعات.

وتعد المجاعة إحدى الآفات التي تزهق أرواح مئات الآلاف من المواطنين في أفريقيا وتخلف آثارا طبيعية وبيئية كبيرة، وتتسبب في  انتشار الأمراض والأوبئة في المناطق المنكوبة، وفي اندلاع الحركات المطلبية والاحتجاجية، ونفوق المواشي، وندرة المحاصيل الزراعية، وفي نزوح المواطنين من مناطقهم الأصلية.

وأصبحت المجاعة إحدى الكوارث الإنسانية المتجددة التي تضرب "القارة السمراء"، من حين إلى آخر وفي فواصل زمنية متقاربة، وذلك في ظل عجز الحكومات الأفريقية عن مواجهة هذه الكارثة واستجداء المساعدات الخارجية والعون الدولي للمساهمة في جهود دحر آثار هذه الكارثة.

أفريقيا وخطر المجاعة 

أفريقيا والتصحر والجفاف 

وكشفت عدة تقارير، أن هناك أزمة تهدد بعض الدول الافريقية الناتجة عن التغيرات المناخية وانتشار "التصحر والجفاف" ومن بين هذه الدول، موريتانيا، وتشاد، والنيجر، ومالي، وبوركينا فاسو.

وتعد ظاهرة التصحر والجفاف وتدهور الأراضي، بفعل تغير المناخ، أحد شواغل القارة الإفريقية والعالمية، حيث يدفع التصحر إلى هجرة البشر ونشوب الصراعات وانعدام الأمن الغذائي.

وتشهد أفريقيا حالات الجفاف الأكثر تواتراً وشدة، والفيضانات، وموجات الحر وغيرها من التأثيرات الناجمة عن المناخ، بما في ذلك التصحر المتسارع، وتآكل السواحل، وانقراض الأنواع، وفقدان الموائل وتسبب الخراب للاقتصادات الأفريقية، وإن الآثار السلبية لمثل هذه الأحداث يتم الشعور بها في جميع أنحاء القارة.

وباعتبار كثافتها السكانية العالية فإن أفريقيا تقع في نطاق مهدد بالشح المائي وتتعرض إلى تداعيات سلبية للتحول المناخي، بسبب اعتمادها على الزراعة على رغم كثرة مواردها الأخرى، مما يؤثر في وفرة الغذاء والأمن القومي لدولها.

التصحر والجفاف 

الإغراق في الظلام الدامس

كما تعاني أفريقيا أزمة كبيرة في الكهرباء - فحسب تقارير عدة فإن 50% من مواطنيها (600 مليون نسمة) لا يحصلون على خدمة الكهرباء.

ونتيجة لذلك، وصل عدد الأفارقة دون خدمة الكهرباء إلى الذروة عند 610 ملايين شخص، في عام 2013، ويعني ذلك أنه بحلول عام 2030، سيكون هناك نحو 660 مليون شخص حول العالم دون كهرباء، من بينهم 560 مليون شخص في أفريقيا جنوب الصحراء، أو 9 من بين كل 10 أشخاص يعيش في هذه المنطقة.

ومن المرجح أن يكون الافتقار للكهرباء ذا تداعيات سلبية على آفاق الاقتصاد في القارة السمراء، ورغم التقدم العلمي واكتشاف المزيد من الموارد، لا تزال أجزاء كبيرة من القارة الإفريقية غارقة في الظلام إذ يعيش اليوم نحو 592 مليون شخص في القارة السمراء بلا كهرباء أي ما يعادل 46% من عدد السكان.

أفريقيا والحرمان من الكهرباء 

الفقر ومشكلات الإرهاب 

إن مشكلة الإرهاب وتزايده من أكثر التحديات خطورة وتأثيرا، وتداعياتها تؤثر على مختلف المجالات البشرية والاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية وغيرها، حيث توجهت الأنظار إلى القارة الإفريقية عندما برزت تنظيمات إرهابية عديدة، ومارست نشاطاتها بشكل كبير في العديد من دول القارة التي كانت تتصف بعدم انتشار الإرهاب فيها نوعا ما.

إلا أنها لم تكن بعيدة عن أنظار هذه التنظيمات الإرهابية المختلفة التي وضعتها ضمن سلم استراتيجياتها وأولوياتها، نظرا لما تمر به القارة ودولها من ظروف وأوضاع تجعل تمركز وانتشار هذه الجماعات أكثر سهولة في هذه المناطق والدول.

والأمر المختلف في الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في إفريقيا أنها لم تقتصر على ديانة أو طائفة معينة، وأن مكافحة الإرهاب ومعالجة محفزاته لم تحظ بالتركيز والاهتمام الدولي أسوة بباقي المناطق في العالم، على الرغم من أن سبعة من الدول العشر الأكثر تعرضا للإرهاب توجد في إفريقيا بحسب تشخيص التقارير العالمية الخاصة بمؤشرات الإرهاب، مما يعني أن إفريقيا هي الأكثر تعرضا للإرهاب وتداعياته المختلفة.

الإرهاب والقارة السمراء 

جدول أعمال القمة الثانية

 وبجانب أن الفقر المنتشر في أفريقيا إلى حد بعيد يفرض تحديات عديدة منها أمنية، فالعوز والحاجة يشكلان أرضة خصبة للجماعات الإرهابية، فالمشاكل المستوطنة في أفريقيا تتراوح بين الفقر المدقع والعنف والزراعة غير المستغلة بشكل جيد والبنية التحتية والافتقار إلى الوصول إلى التسهيلات الائتمانية.

وتعاني أيضا من المرافق الصحية السيئة وضعف التعليم إلى الاضطرابات المدنية المأساوية والأمية، بجانب الافتقار إلى المنظومة الصحية، فهل القمة الأفريقية الأمريكية تساعد القارة بالفعل في تجاوز كافة أزماتها؟.

وحول القمة، فقد تم تخصيص اليوم الثاني من فعالياتها، لمنتدى الأعمال بين الولايات المتحدة وإفريقيا، وهو يوم كامل من الفرص للشركات الأفريقية والأمريكية للالتقاء واللقاء مع وفود من القارة.

أما آخر أيام القمة، هو يوم القادة، بمشاركة الرئيس بايدن ورؤساء الوفود ورؤساء دول القارة من خلال خمس جلسات تتناول:

  • إفريقيا ذات الحوكمة الرشيدة والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة ودولة القانون.
  • إفريقيا تتمتع بالسلام والأمن.
  • إفريقيا المزدهرة القائمة على النمو الشامل والتنمية المستدامة.
  • الشراكة متعددة الأطراف مع إفريقيا لمواجهة التحديات العالمية.
  • تعزيز الأمن الغذائي والنظم الغذائية الصامدة.
القمة الأمريكية الأفريقية