لا شك أنه ينبغي الانتباه والحذر مما ورد من أفعال نهى عنها رسول الله بين المغرب والعشاء ، بل وينبغي معرفتها لتجنبها ، خاصة وأن الوقت بين المغرب والعشاء ، وقد ورد فيه عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مجموعة من السُنن النبوية ، كما قد نهى –صلى الله عليه وسلم- عن مجموعة من الأفعال في وقت المغرب وعلى وجه الدقة في تلك الساعة بين صلاتي المغرب والعشاء ، وذلك من باب الحفظ من كل شر، وهناك عدة أفعال نهى عنها رسول الله بين المغرب والعشاء ولكن يجهلها الكثيرون ويقعون فيها .
أفعال نهى عنها رسول الله بين المغرب والعشاء
كما ورد في الوقت بين المغرب والعشاء مجموعة من السنن النبوية، ففيها أيضًا ورد مجموعة من الأمور وكذلك أفعال نهى عنها رسول الله بين المغرب والعشاء ، ومن هذه الأمور والأفعال المنهي عنها أنه يُكرَه النوم قبل العشاء، لحديث أبي بَرْزَة الأسْلَميِّ رضي الله عنه: «أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ، قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا»، والعِّلَّة من كراهة النوم وقت المغرب -أي قبل العِشاء-: لأنَّ في نومه سبب في تفويت صلاة العِشاء، وكذلك منها خروج الأبناء من البيوت في وقت المغرب وفتح الأبواب والنوافذ وكشف آنية الطعام ، حيث إن من السُّنَّة كَفّ الصِّبيان أول المغرب وإغلاق الأبواب أول المغرب، وذكر اسم الله تعالى وذلك حفظًا من الشياطين والجِنّ، ففي كفِّ الصبيان أول ساعة من المغرب حفظ لهم من الشياطين التي تنتشر ذلك الوقت، وكذا في إغلاق الباب هذه الساعة وذكر اسم الله تعالى عند إغلاقه.
وجاءت أفعال نهى عنها رسول الله بين المغرب والعشاء ، في رواية لمسلم: «لاَ تُرْسِلُوا فَوَاشـيكُمْ، وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، حَتَّى تَذهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّ الشـياطِينَ تَنْبَعِثُ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ»، قال النَّووي رحمه الله: «فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ» أي امنعوهم من الخروج ذلك الوقت، حيث إن قوله صلى الله عليه وسلم: «فَإنَّ الشيطَانَ يَنْتَشـر» أي جنس الشـيطان، ومعناه: أنه يُخاف على الصبيان ذلك الوقت من إيذاء الشـياطين؛ لكثرتهم حينئذٍ، وقال أهل اللغة: (الفواشـي): كل منتشـر من المال، كَـ: الإبل، والغنم، وسائر البهائم، وغيرها وهي جمع (فاشـية)؛ لأنها تفشوا –أي تنتشـر في الأرض-، و(فحمة العشاء): ظلمتها، وسوادها، وفسـرها بعضهم هنا: بإقباله، وأول ظلامه، وكذا ذكره صاحب نهاية الغريب، قال: ويقال: للظلمة التي بين صلاتي المغرب والعشاء (الفحمة)، وللتي بين العشاء والفجر (العسعسة)».
ومن أفعال نهى عنها رسول الله بين المغرب والعشاء ، كفِّ الصبيان، وإغلاق الأبواب أول المغرب إنما هو من باب الاستحباب فبعدما تذهب مُدَّة من دخول الليل لا بأس بإطلاق الصبيان؛ لأنَّ الوقت الذي تنتشـر فيه الشياطين قد ذهب، وقد يُفهم من هذا -والله أعلم- أنَّ الشياطين بعد هذه المُدَّة وجدت مأوى لها، والحكمة من انتشار الشياطين في هذا الوقت دون النهار، كما ذكر ابن حجر رحمه الله: «لأنَّ حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار؛ لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره، وكذلك كل سواد».
و قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله: وفي هذا الحديث الأمر بغلق الأبواب من البيوت في الليل، وتلك سُنَّة مأمور بها، رفقا بالناس؛ لشياطين الإنس والجن، وأمَّا قوله: «فَإِنَّ الشيطَانَ لاَ يَفْتَحُ بَابًا غَلَقًا، وَلاَ يَحُلُّ وِكَاءً» فذلك إعلام منه، وإخبار عن نِعَم الله -عزَّ وجلَّ- على عباده من الإنس، إذ لم يُعْطَ قوة على فتح باب، ولا حل وِكَاء، ولا كشف إناء، وأنه قد حُرِم هذه الأشياء، وإن كان قد أعطي ما هو أكثر منها من التخلل، والولوج حيث لا يلج الإنس»، كما أن في هذه الأمور والأفعال المنهي عنها وقت المغرب وقال الخطيب الشربيني الشافعي رحمه الله: «ويُسَنّ إذا جنّ الليل تغطية الإناء ولو بعرض عود، وإيكاء السقاء، وإغلاق الأبواب مسميًا الله تعالى في الثلاثة، وكفّ الصبيان، والماشية أول ساعة من الليل، وإطفاء المصباح للنوم».ِ