قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

التضخم.. هل بالغنا في الرعب من بعبع الاقتصاد؟

×

حتى الآن، لا مؤشرات قاطعة أو مؤكدة على أن دولة ما أو تكتل اقتصادي قد استطاع تجاوز أزمة التضخم العالمي، في وقت لا تزال البنوك المركزية في أنحاء العالم تلهث وتشدد سياساتها الانكماشية أكثر فأكثر، في مسعى لكبح التضخم.

وتيرة التضخم تتباطأ في الولايات المتحدة

لكن وسط تفاؤل حذر بإمكانية انخفاض معدلات التضخم في الولايات المتحدة عما كانت عليه خلال الشهور السابقة، تباطأ التضخم في الولايات المتحدة، خلال أكتوبر إلى 6 في المئة على أساس سنوي، مقابل 6.3 في المئة في سبتمبر، بحسب مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي المعتمد من الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، الذي نشرت أرقامه وزارة التجارة الخميس الماضي.

وبقي التضخم مستقرا بنسبة 0.3 في المئة على أساس شهري، ما فاجأ المحللين الذين كانوا يتوقعون تسارعا طفيفا بنسبة 0.4 في المئة.

ورفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي6 مرات، آخرها الشهر الماضي، وتهدف سياسة زيادة معدلات الفائدة إلى دفع المصارف التجارية إلى تقديم قروض مكلفة أكثر لزبائنها أفرادا أو شركات، الذين سيكونون أقل ميلا للاستهلاك والاستثمار، مما يفترض أن يسمح بتخفيف الضغط على الأسعار.

تضخم بنسبة 5% ليس سيئًا

وقال الاحتياطي الفيدرالي، في بيان الشهر الماضي، إنه يسعى إلى الوصول بالتضخم إلى معدل 2 في المئة على المدى الطويل، لكن المحلل الاستراتيجي للأسهم في شركة "StoneX Financial" فينسينت ديلوارد يرى أنه يجب تغيير هدف الإبقاء على معدل تضخم 2 في المئة.

وتوقع ديلوراد، في حديث لوكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن معدل التضخم في الولايات المتحدة سيدور حول متوسط 5% خلال العقد المقبل، مشيرًا إلى أن على الاحتياطي الفيدرالي تقبل هذا الأمر.

وقال ديلوراد إن "هذا لن يكون أسوأ شيء في العالم. وإذا ألقيت نظرة على تاريخ هدف 2 في المئة، فهو رقم مُختلق، وجاء من مؤتمر صحفي عقد في نيوزيلندا في أواخر الثمانينيات، ولكن لا يوجد أسباب علمية وراء نسبة 2 في المئة".

وأضاف أنه "إذا نظرت إلى توزيع التضخم والنمو في الولايات المتحدة، ستلاحظ في الواقع أن النمو، الحقيقي، كان في الواقع أسرع عندما كان التضخم في نطاق 4-5 في المئة".

إجراءات الاحتياطي الفيدرالي تؤتي ثمارها

نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن المحلل الاقتصادي والمالي، ستيفن بليتز، أن أسوأ مرحلة من التضخم باتت بالفعل "وراء ظهور الأمريكيين"، بدأ الناس فعلا يلتقطون الأنفاس، بفعل هبوط الأسعار الذي شمل إيجار المساكن والسيارات، وهما أمران يستنزفان الكثير من جيوب الأمريكيين.

ومن مؤشرات التعافي الملحوظ من التضخم، عودة الأمريكيين إلى عاداتهم الاستهلاكية لمرحلة ما قبل وباء كورونا الذي انتشر في 2020، فأحدث ارتباكا غير مسبوق في اقتصاد العالم.

في غضون ذلك، يتوقع الخبراء انخفاضا أسرع لأسعار السلع، مقابل "انخفاض بطيء" بعض الشيء لأسعار الخدمات، مثل المطاعم التي تسجل مستوى تضخم سنوي قدره 6.7 في المئة، أي ما يزيد عن الضعفين، مقارنة بالرقم المسجل قبل سنة مضت.

ورغم هذا التراجع الملموس، لا يبدي المستهلكون ارتياحا كبيرا، إذ كشف استطلاع أجراه مكتب الإحصاء الأمريكي أن 1 في المئة فقط من الأمريكيين يقولون إنهم لاحظوا تراجعا في الأسعار، خلال الشهرين الماضيين.

وقالت 15.7 في المئة من الأسر الأمريكية إنها وجدت صعوبة كبرى لدفع مصاريف البيوت المعتادة، وهو رقم لا يختلف كثيرا عما كان مسجلا في يونيو الماضي، عند 15.9 في المئة.

لكن المدافعين عن السياسة النقدية في الولايات المتحدة، يقولون إن سياسة رفع الأسعار الفائدة ستستغرق وقتا أطول لتظهر نتائجها الإيجابية بشكل أكبر، لا سيما أنها فرضت في فترة اقتصادية عصيبة، فيما كان المعارضون ينبهون إلى مغبة أن تؤدي إلى انكماش اقتصادي.