الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شتاء ساخن جدا.. أزمات التضخم والطاقة والأجور تشعل مظاهرات عواصم أوروبا

الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي

"هل يمر هذا الشتاء دون كوارث داخل أوروبا".. أصبح هذا السؤال يشغل تفكير المتابعين للشأن الأوروبي، في ظل موجة كبيرة من الاضرابات والمظاهرات التي اجتاحت عواصم دول الاتحاد الأوروبي، بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها الاقتصادية حول العالم.

ويعكس تهديد حزب المحافظين البريطاني باستخدام الجيش للتصدي لتلك المظاهرات داخل بريطانيا، مدى عمق الأزمة داخل القارة العجوز، خصوصا مع ارتفاع كبير في التضخم، وعجز واضح في الطاقة، مع ارتفاع الأسعار، ومطالب الكثير من شرائح المجتمع الأوروبي برفع الأجور في ظل موجة الغلاء المصاحبة للتضخم.

ففي رومانيا نفخ المحتجون في الأبواق وقرعوا الطبول تعبيرا عن استيائهم، وفي فرنسا نزل الناس إلى الشوارع مطالبين بزيادة الأجور بما يتناسب ونسبة التضخم، وفي تشيكيا تجمع المتظاهرون ضد طريقة تعامل الحكومة مع أزمة الطاقة. كذلك أضرب عمال سكك الحديد في بريطانيا والطيارون في ألمانيا من أجل تحسين الأجور، في وقت ارتفعت فيه الأسعار.

فرنسا

في فرنسا حيث تبلغ نسبة التضخم 6.2%، وهي الأكثر انخفاضا في منطقة اليورو، استجاب عمال سكك الحديد والنقل ومدرسو المعاهد الثانوية ومظفوا المستشفيات العمومية لنداء اتحاد عمال قطاع النفط يوم الثلاثاء، للمطالبة بزيادة الأجور والاحتجاج على تدخل الحكومة في إضرابات عمال المصافي، الذي تسبب في نقص الإمداد بالوقود.

ومع بداية الشتاء خرجت عدة مظاهرة في باريس للمطالبة باستقالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورفض عضوية فرنسا في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإمداد أوكرانيا بالسلاح، وقال المتظاهرون إن "ماكرون يمد أوكرانيا بالأسلحة لحرب لا تهمنا ، ونحن ليس لدينا الآن غاز، ولا كهرباء لإدارة أعمالنا ، ولا تدفئة في منازلنا".

بريطانيا

وفي وقت أجبرت فيه رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس على الاستقالة في أقل من شهرين من تسلمها لمنصبها، بعد أن أثارت خططها الاقتصاية الفوضى في الأسواق المالية وأضرت أكثر باقتصاد متعثر، فإن الخطر المحدق بالزعماء السياسيين البريطانيين أصبح أكثر وضوحا، في وقت يطالب الناس باتخاذ إجراءات فعلية.

ونظم عمال سكك الحديد وأعوان التمريض والموانئ والمحامون وآخرون سلسلة من الإضرابات خلال الأشهر الأخيرة، مطالبين برفع الأجور بما يتناسب ونسبة التضخم، التي بلغت أعلى مستوياتها خلال أربعة عقود عند 10.1%.

فيما احتل محتجون بريطانيون مقر شركة الكهرباء باسكتلندا "سكوتش باور" وكذلك المتحف البريطاني، تاليوم وسط ارتفاع فواتير الطاقة والمستويات "شديدة الارتفاع" لنقص الوقود في بريطانيا، بحسب منظمي الاحتجاجات.

وقال أعضاء من حركتي "دونت باي يو كيه" و"فيول بافرتي أكشن" الشعبيتين إن المشاركين في الحملة استعدوا للنوم بأغطية وأكياس للنوم وزجاجات مياه ساخنة في بهو شركة "سكوتش باور" التي تتخذ من جلاسجو مقرا لها نحو الساعة 09:00 صباحا، حسبما أفادت وكالة الأنباء البريطانية.

ألمانيا

وكانت ألمانيا بداية الشرارة لتعطل عمليات العبور بعد أن توقفت القطارات، وكذلك اضطربت حركة النقل الجوي، بسبب إضرابات طياري خطوط لوفتهانزا الألمانية والتي انتقلت إلى شركات أخرى وموظفي المطارات في أنحاء أوروبا، الساعين إلى رفع أجورهم تماشيا مع معدلات التضخم.

وكذلك شهدت مدن شرق ألمانيا مظاهرة احتجاجا على ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، وكان قد دعا إلى المظاهرة تحالف يتألف من أكثر من 40 مجموعة يميل أكثرها إلى الطيف اليساري من نقابات وناشطي مناخ إلى حزب اليسار.

إيطاليا

وخلال الأسابيع الماضية، تظاهر عشرات آلاف الإيطاليين في العاصمة روما لمطالبة حكومة بلادهم بالتوقف عن إرسال أسلحة لمواجهة الغزو الروسي في أوكرانيا، وهتف المتظاهرون بشعار "لا للحرب .. لا لإرسال السلاح".

وكذلك نظم الاتحاد العام الإيطالي للعمال مسيرات احتجاجا على ارتفاع تكلفة المعيشة والتضخم وزيادة أسعار الطاقة ، وعبرو عن غضبهم من خلال الشعارات المناهضة للفاشية والمسالمة.

النمسا

بينما تجمع العشرات من المتظاهرين في العاصمة النمساوية فيينا، وأعربوا عن الرغبة في  خروج النمسا من الاتحاد الأوروبي، وأهمية إنشاء صداقة مع روسيا"، حيث أن هذا سيؤدى الى خفض أسعار البنزين والكهرباء والغاز ، الغذاء، كما أعرب المتظاهرين عن أهمية عدم فرض عقوبات والضرائب المرتفعة والتى ستؤدى إلى ارتفاع  التضخم.

جمهورية التشيك

وفي جمهورية التشيك، طالبت حشود المحتجين باستقالة الائتلاف الحكومي الموالي للغرب، منتقدين دعمها لعقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا. كما انتقدوا الحكومة، لأنها لم تقم بما يكفي لمساعدة الأسر والشركات التي تمر بوضع خانق، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة.

وتجمع ممثلون عن مختلف النقابات التشيكية في ساحة فاتسلاف، وسط براغ، للاحتجاج على الحكومة لانخفاض الدعم الشعبي وسط انخفاض حاد في مستويات المعيشة.