نشأ الأطفال لا يعلمون أي شيء عن السياسة ولا العالم الخارجي ولكن يحفظون القضية الفلسطينية ويعلمون أن فلسطين هي الدولة الغائبة والوطن الحاضر في ذات الوطن، وسترتسم بعودتها يوما ضحكة الوطن العربي.
لا يحتاج الطفل المصري أن يدرس فلسطين في مادة التاريخ كما يدرس الدول الأخرى لأنها ليست أخرى فهي امتداد لوطنيتنا فعندما يجرح أحد أشقائنا في فلسطين تتألم له قلوبنا هنا في مصر.وتحتفل جمهورية مصر العربية يوم التاسع والعشرين من كل عام بيوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وهو اليوم الذي اعتمدت الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين (القرار 181 (II) عام 1947.
وتُحيي مصر هذا اليوم، تضامناً مع شعب فلسطين الصامد، وتأكيداً علي حضور القضية الفلسطينية حيةً وحاضرةً في المحافل الدولية، وفي الضمير العالمي، الذى يقف داعماً للشعب الفلسطيني في مطالبه العادلة والمشروعة، وحقه فى إقامة دولته المستقلة.
التضامن العالمي مع شعب فلسطين
ودعت الجمعية العامة، عام 1977، للاحتفال في 29 نوفمبر من كل عام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (القرار 32/40 ب).
كما طلبت الجمعية العامة بموجب القرار (60/37) بتاريخ 1 ديسمبر 2005، من لجنة وشعبة حقوق الفلسطينيين في إطار الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 نوفمبر، تنظيم معرض سنوي عن حقوق الفلسطينيين بالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، وتشجع الدول الأعضاء على مواصلة تقديم أوسع دعم وتغطية إعلامية للاحتفال بيوم التضامن.
وتم رفع العلم الفلسطيني في العام 2015 أمام مقرات ومكاتب الأمم المتحدة حول العالم، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا برفع أعلام الدول المشاركة بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، بما في ذلك علم دولة فلسطين، وأقيمت مراسم رفع علم دولة فلسطين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 30 سبتمبر 2015.
وقال بيان الخارجية، إن مصر حكومةً وشعباً، من واقع مسئوليتها التاريخية، تقف داعمةً دائماً للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، مؤكدةً أن ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية لم ولن تتغير، وأن التزامها بمسئوليتها إزاء قضية فلسطين والشعب الفلسطيني والقدس ومسجدها الأقصى التزاماً أصيلاً، تبذل فى سبيله كل غال ونفيس حتى ينال الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة.
فلسطين هي قضية العرب الأولى
وتؤكد جمهورية مصر العربية - بحسب بيان الخارجية، أن القضية الفلسطينية ستظل دائماً قضية العرب الأولى، التي لا يتصور أن يتحقق استقرار إقليمي حقيقي في منطقة الشرق الأوسط بدون تسويتها تسوية عادلة وشاملة على أساس حل الدولتين ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة.
ومن هنا تؤكد مصر ضرورة وضع حد لحلقة العنف القائمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتوقف عن اتخاذ الإجراءات الأحادية التي تفتأت على التسوية العادلة والنهائية لقضايا الحل النهائي، وفي مقدمتها أنشطة الاستيطان غير الشرعية، وسياسات الطرد والإخلاء للفلسطينيين بمدينة القدس وتغيير الطابع الديموغرافي للمدينة، والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى ومحيطه.
فمصر ومن واقع مسئوليتها التاريخية والتزامها بدعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، سوف تستمر في بذل جهودها الدؤوبة والمخلصة لاستئناف عملية السلام، ولتشجيع الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات، بدعم من المجتمع الدولي والشركاء الدوليين.
ومن جانبه قال أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح، وأستاذ العلوم بجامعة القدس، إن احتفال جمهورية مصر العربية بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، يؤكد اهتمام القيادة المصرية بالقضية الفلسطينية، وتلفت انتباه العالم لحجم الظلم، الذي وقع بحق الشعب الفلسطيني والأمة العربية، معقبا: "يوم الـ 29 من نوفمبر من كل عام هو يوم حزن يجب أن ينكس فيه المجتمع الدولي أعلامه على الجريمة التي ارتكبها في حق شعبنا الفلسطيني".
تنكيس الأعلام تضامنا مع فلسطين
وأضاف الرقب - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن التضامن المصري مع الشعب الفلسطيني في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي أقره المجتمع الدولي في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1977، هو بمثابة ضغطا دبلوماسيًا عربيًا على المجتمع الدولي لإعادة الكرة في ملعبها الصحيح.
ولفت: في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، نرى ميلاد حكومة صهيونية يمينية متطرفة في إسرائيل تسعى لضم القدس كاملة، وتنادي بالموت للعرب، فالتضامن المصري هذا العام يمثل تحسسا للخطر القادم على المنطقة من اليمين الإسرائيلي.
واختتم: التحرك المصري كتضامن مع الشعب الفلسطيني شمل مطالبة باعتراف دولي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفق حدود (67) وعاصمتها القدس، وفي النهاية نقدر عاليا الاهتمام المصري بالقضية الفلسطينية، وهذا شيء تعودنا عليه من مصر العروبة.