سماحة الأديان وآداب الحوار مع الآخر..
خبراء التعليم يشيدون بقرار المجلس الأعلى للجامعات ويؤكدون على ضرورة تعريف كل مصطلح بدقة
المحتوى العلمي سيعمل علي تعزيز الانتماء والولاء لدي الوطن ونبذ التنمر والتميز و قبول الاخر
آداب الحوار دور كبير في الكشف عن شخصية وهوية المتحدث
وافق المجلس الأعلى للجامعات على المحتوى العلمي "سماحة الأديان وآداب الحوار مع الآخر"، الذي يُبرز سماحة الأديان، وآداب الحوار بين البشر، والذي أعده مجموعة من كبار العلماء، ليدمج ضمن مُقرر القضايا المُجتمعية الذي يُدرس للطلاب.
وفي السياق، قال الدكتور ماجد أبو العينين، عميد كلية التربية السابق بجامعة عين شمس، إن من الضروري تعريف كل مصطلح بدقة خصوصا التفريق بين مصطلحات مثل «الالتزام والتشدد والتدين» حتى لا يؤدى الخلط بينها إلى نشأة أفكار متشددة.
وأكد “ابو العينين”، خلال تصريحاته لـ “صدى البلد”، أن الجميع له الحق فى العيش والكرامة دون استثناء، وإعمار الأرض لن يتحقق إلا بسيادة مبدأ التسامح والتعاون والتكامل، فالاختلاف لا يجب أن يكون سببا للتنافر والعداوة بل للتعارف والتلاقى، والنصوص الدينية لمختلف الأديان لم تعتبر التسامح مجرد نظرية، بل ربطته بكل أوجه الحياة.
وأشاد عميد كلية تربية جامعة عين شمس السابق، بموافقة المجلس الأعلى للجامعات على المحتوى العلمي "سماحة الأديان وآداب الحوار مع الآخر"، موضحا أنه لابد من تطبيق عملى لقيمة التسامح، فهى تبقى مجرد كلمات نبيلة خالية من التأثير والقوة فالتسامح فى معناه العملى يشتمل على التعامل بين الشخص الأقوى والأضعف ومعرفة الآخر وقبول حق الاختلاف.
وأكد على ضرورة التركيز على الفكر الأزهري الوسطي الداعي لتبني قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف والتعايش السلمي بين جميع المجتمعات.
ونوه بأن المحتوى يستهدف تنمية الوعي والمعرفة لدى طلاب الجامعات والعمل علي تعزيز الانتماء والولاء لدي الوطن ونبذ التنمر والتميز والعمل علي قبول الآخر.
وأشار إلى أن العفو والتسامح وقبول الأخر منهج كافة الأنبياء والرسل، وهذا دليل علي عظم صفة العفو والتي تكون مقدمة للتسامح وصفاء النفوس وقبول الآخر.
وقالت الدكتورة سامية، خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، إن التعايش، واحترام الغير، والإنصات للرأي الآخر، وقبول الاختلاف دينيا ومذهبيا، قيم لا تتحقق إلا بتبني وممارسة هذه الفضيلة الكبرى، وأنه رغم احتفاء الأديان والثقافات والقوانين بفضيلة التسامح.
وأوضحت الدكتورة سامية خضر، استاذ علم الاجتماع، أن التسامح يتحقق نظريا بشكل كبير، لكن بالنظر إلى الممارسات عالميا نجد الفضيلة تتراجع .
وشددت على أنه يجب على المتحاورين الالتزام بمجموعة من الآداب التي تجعل الحوار حضاريا وفعالا، وهيَ مجموعة من المهارات الاجتماعيّة الأساسية والضرورية التي تهدف إلى التواصل الإيجابي بينَ الأفراد .
وأكدت أستاذة علم الاجتماع أن آداب الحوار يعد وسيلة فعالة وعنصرا مهما في التواصل الفعال بين الناس في مختلف المجتمعات سواء كان ذلك في العائلة أو في بيئة العمل، حيث إن استخدام آداب الحوار يعد أمر مهم للغاية في التفاعلات اليومية بين الناس، وفي الحفاظ على بيئات ومجتمعات إيجابية بعيدة عن المشاحنات.
وأضافت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أنه يجب الاستماع العميق إلى فهم وإجراء التواصل الفعال وليس مجرد سماع كلمات الآخرين بشكل غير محسوس وذلك من خلال إتاحة الوقت والمساحة للتعبير عن الرأي .
وتابعت أن لآداب الحوار دور كبير في الكشف عن شخصية وهوية المتحدث وهي دليل على الاحترام واللباقة التي تساهم في جذب الناس، وتسهيل بناء العلاقات معهم والقيام بالعمل الجماعي والتواصل الإيجابي بين الأفراد.