الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحصة بـ 700 جنيه.. مافيا الدروس الخصوصية تنهش جيوب الأسر.. من ينقذهم؟

الدروس الخصوصية في
الدروس الخصوصية في السناتر

تمثل الدروس الخصوصية عقبة وتحديا كبيرا أمام أولياء الأمور، ومؤخرا ومع تحريك الأسعار بدأت بعض السناتر وبعض المدرسين في رفع أسعار الدروس الخصوصية.

واشتكت الفنانة داليا مصطفى، من ارتفاع أسعار  الدروس الخصوصية، مشيرة إلى أنها عندما علمت بسعر الحصة الواحدة شعرت بصدمة كبيرة.

الفنانة داليا مصطفى

ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية 

ونشرت داليا مقطع فيديو عبر صفحتها الرسمية "فيس بوك"، وعلقت عليه قائلة: "أنا عايزة أعرف كنت بسأل صحبتي على درس الكيمياء لابني سليم وحصلي صادمة جدا عندما عرفت بالمبلغ الذي يحصل عليه المدرس في الساعة وهو 700 و900 جنيه في الساعة الواحدة فقط".

وأضافت: "ليه يا جماعة مفيش كونترول، واسفة جدا إني بقول كده، وعرفت إن الحكومة عايزة تتدخل في الموضوع ولكن الموضوع صادم أوي، في ناس مقتدرة على فعل ذلك وناس لا".

وسعت الأجهزة المسؤولة بما فيها وزارة التربية والتعليم لمحاربة مافيا الدروس الخصوصية، لكن مع إصرار بعض الطلبة للحصول على دروس بعيدا عن المدارس باءت كل المحاولات بالفشل.

وقبل عدة أسابيع شهدت مواقع التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة بعد تصريحات حول تقنين الدروس الخصوصية جاءت على لسان وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور رضا حجازي.

وسرعان ما تراجع حجازي عن تصريحاته وأكد إلغاءها وقال: إنها كانت مجرد مقترح تم طرحه بهدف الحوار المجتمعي بشأنه، والاستماع للآراء حول تقليص تواجد مراكز الدروس الخصوصية، مضيفًا أن هذا "المقترح الذي قدمته الوزارة تم فهمه بشكل خاطئ".

الدكتور “رضا حجازي”

مشكلة الدروس واستغلال الأهالي 

وأضاف الوزير، أن "فكرة تقوية "مجموعات المدارس" تكون أفضل للطالب من الدروس الخصوصية وبتالي نحارب بها مافيا الدروس، وأن تطوير التعليم قضية دولة، ومستمرون في العمل للارتقاء بالعملية التعليمية، وتنمية مهارات المعلمين وتحسين الأداء".

وعن الإجراءات التي ستتبعها وزارة التربية والتعليم، لمكافحة الدروس الخصوصية، أوضح أن ذلك سيتم من خلال العمل على تفعيل دور مجموعات التقوية ، داخل المدارس تخفيفًا للعب المادي على الأهالي، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الدروس الخصوصية وضمانًا في استمرار الطلاب في العملية التعليمية.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، إن الدروس الخصوصية هي المشكلة التي تواجهها وزارة التربية والتعليم رغم الجهود الجبارة لمكافحتها نتيجة استغلال الأهالي والطلاب وبسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.

وأضاف حمزة ـ في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن المصدر الأساسي المعتمد للكل للتعلم منه هو المدرسة فقط لا غير، وإذا طلب الأمر يجب تفعيل المجموعات المدرسية، لمحاربة سناتر والدروس الخصوصية، وعلى وزارة التربية والتعليم إصدار قانون بتجريم السناتر، حتى يعود دور المدرسة بأنها الوحيدة المنوطة بالعملية التعليمية في مصر.

وأكد أنه يجب إلغاء الدروس الخصوصية نهائي وقفل السناتر التي تستغل الأهالي والطلاب لأن وجود السناتر يعني القضاء على دور المدرسة التربوي، ودورها في بناء الأجيال، وبالفعل المرسة هي المصدر الأساسي والوحيد القادر على القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية.

الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي

الدروس الخصوصية وجذب المال 

ومن جانبه، قال سيد جاد، كبير محرري التعليم، إن الدروس الخصوصية ما هي إلا لـ جذب المال ولا تهتم بالتعليم، وكل فترة ترفع أسعار الدروس لأنهم يعلمون أن الطلاب مجبرون عليها وفي الحاجة إليها.

وأوضح جاد ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن إصلاح منظومة التعليم يبدأ بحصول المعلم على حقوقه المادية في وقتها؛ لأن المعلم داخل السناتر يتعامل مديًا بطريقة فورية، وهذا ما يجعله يبدع، فيجب استغلال المعلم لكي يؤدي بنفس الجودة في الشرح داخل المدرسة كما يفعل في الدروس الخصوصية.

واختتم: الأصل في التعليم هو المدرسة والاحتكاك المباشر، بين الطالب والمعلم في الفصل، حتى أن التعليم أونلاين مجرد جزء مكمل للتعليم، مؤكدا أنه لا يجب أن يكون هناك تعليم موازي أو بديل للمدرسة، فدور المعلم الرائد والوحيد.

وتستنزف الدروس الخصوصية نحو 20 مليار جنيه سنويا، من دخل الأسر المصرية، وتمثل استثمار مواز واقتصاد غير رسمي، بالإضافة إلى ذلك فإن أصحاب سناتر الدروس الخصوصية يمارسون النشاط التعليمي ضمن أنشطة مستترة، كدورات اللغات والكمبيوتر وفى الأغلب معظمهم ليس لهم علاقة بوزارة التربية والتعليم، "أي أنهم ليسوا مدرسين معينين في الوزارة"، وربما كانوا مدرسين وتركوا التدريس واستقالوا، وقد تجد فيهم أطباء ومهندسين.

الدروس الخصوصية، هي أحد آفات التعليم المصري، التي تنخر في عمدانه، فمن المعلوم أن الأصل في التعليم هو المدرسة، ولكن أصبحت آفة "الدروس الخصوصية"، ظاهر يصعب القضاء عليها والتخلص منها، حيث يلجأ إليها أولياء الأمور لاعتقادهم أنها مصدر النجاح لأبنائهم.

الدروس الخصوصية وجذب المال 

استنزاف المليارات في الدروس 

وحسب البيانات التي أعلن عنها الجهاز المركزي  للتعبئة العامة والإحصاء، نهاية يوليو 2019، فإن متوسط إجمالي ما ينفقه المصريون، ممثلين في 26 مليون أسرة في جميع المحافظات، على الدروس الخصوصية، بلغ حوالي 47 مليار جنيه، من إجمالي الإنفاق على قطاع التعليم.

والجدير بالذكر، تبذل وزارة التربية والتعليم جهود كبيرة للقضاء على هذه السناتر، ولكنها تعود للفتح مرة أخرى بعد إغلاقها، وهذا يدل أن مافيا الدروس الخصوصية ذات نفوذ كبير.

الدروس الخصوصية