الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء التعليم يقدمون مقترحات للتصدى لمشكلة تغيب الطلاب عن المدرسة.. ويؤكدون: مراكز الدروس الخصوصية هي المتسبب الأول فى عزوفهم

طلاب المدارس
طلاب المدارس
  • الدكتور علاء الجندي: مراكز الدروس الخصوصية أصبحت بمثابة مدارس موازية
  • الجيوشي: يجب أن نتبنى سياسة "الحافز" وعدم الاعتماد على سياسة التخويف 
  • الدكتور مجدى حمزة: أدعو أولياء الأمور إلى تشجيع أبنائهم على الالتزام بالحضور المدرسي وعدم الغياب

 

تعد ظاهرة التغيب عن المدارس من أبرز الظواهر التي أصبحت منتشرة فى مدارسنا فى السنوات الدراسية الأخيرة، فلم يعد طلاب اليوم يريدون الذهاب إلى المدرسة، ويعللون ذلك بأسباب كثيرة، من ضمنها عدم قدرته على الاستيعاب داخل الفصل والمدرسة، وأن ذهابه يعد إهدارا للوقت، ووجهة النظر تلك التي أصبحت سائدة عند الطلاب أفقدت المدرسة هيبتها وأضاعت الانضباط.

وتحاول وزارة التربية والتعليم التصدي لظاهرة تغيب الطلاب وعدم حضورهم باتخاذ العديد من الإجراءات. 

وأكدت الوزارة مع بداية العام الدراسي الحالي تفعيل لائحة الانضباط المدرسى مع اليوم الأول للعام، وانه سوف يتم توقيع غرامات على الطلاب المنقطعين عن المدرسة، وأن تلك العقوبات سوف تتدرج من عقوبات مالية إلى أن تصل إلي عقوبة الفصل، وذلك بهدف ضمان سير العملية التعليمية خلال العام الدراسى الجديد 2022/ 2023.

وقال الدكتور علاء الجندي، الخبير التربوي والمدرس المعتمد بوزارة التربية والتعليم، إن مشكلة غياب الطلاب عن المدرسة من أهم المشكلات التربوية، مشيرا إلى أن “السبب الأول وراء انقطاع الطلاب عن المدرسة هو اعتماد الطلاب على سناتر الدروس الخصوصية، والتي أصبحت بمثابة مدرسة موازية، وأتعجب من هذا الأمر لأنه فى أغلب السناتر تكون أعداد الطلاب فى الحصة أكبر بكثير منها داخل الفصل المدرسي”.

وأضاف الجندي، فى تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن من ضمن الأسباب التي يلجأ لها الطالب لإقناع أسرته بالعزوف عن الذهاب إلى المدرسة، هو أن الفصل به طلاب كثر وأنه لا يستطيع التواصل مع المعلم والتركيز معه، وأنه مكتفٍ بذهابه إلى مراكز الدروس الخصوصية التي يستطيع تحصيل المعلومة فيها بشكل أكبر، ولكن مركز الدروس تكون أعداد الطلاب به أضعاف الطلاب المتواجدين فى الفصل، وذلك أمر غريب للغاية.

وأوضح الخبير التربوي، أنه يجب على ولي الأمر أن يوجه أبناءه إلى أهمية الذهاب إلى المدرسة لأنه فى المدرسة سوف يتعلم العديد من المهارات والأشياء التي لن يحصل عليها فى مراكز الدروس الخصوصية على الإطلاق، وأن المدرسة ليست وظيفتها فقط إيصال المادة العلمية فى شكل المعلومات المتعارف عليه بعملية التعلم والتعليم، بل بجانب المادة العلمية، فهناك أهداف وجدانية، وهي كيفية المحافظة على ثقافة البلد الذي ينتمي له والهوية المصرية، وتطبيق تعليم الإسلام والمسيحية الوسطية، وتعلم حب الولاء والانتماء، وأن مع لجوء معظم للطلاب لمراكز الدروس الخصوصية يتم إهمال جميع تلك الأمور.

وأشار إلى أن هناك معلمين داخل مراكز الدروس الخصوصية يعملون فى مهنة التدريس وهم ليسوا بمعلمين ويفتقدون إلى معرفة وفهم الأهداف التربوية والتعليمة التي يجب أن نعطيها للطلاب، وما هي نواتج التعليم التى نهدف إلى قياسها، لذلك نراهم يلجأون إلى استخدام مشاهير مطربين ومشاهير للسوشيال ميديا للترويج لأنفسهم واستقطاب أكبر قدر من الطلاب، وأن كثيرا من هولاء المشاهير لا يرتقوا أن يكونوا قدوة نربي أبناءنا عليها، وهذا الأمر الأساسي الذي يجعل الطلاب يقبلون عليهم وينصرفون عن المدرسة.

من جانب آخر، قال الدكتور أحمد الجيوشى فتوح، نائب الوزير الأسبق للتربية والتعليم للتعليم الفني والأستاذ بقسم تكنولوجيا السيارات والجرارات بكلية التكنولوجيا والتعليم جامعة حلوان، إنه يجب علينا التصدي لمشكلة تغيب الطلاب عن المدرسة، وإنه أمر هام لعودة هيبة المدرسة والمعلم المدرسي مرة أخرى.

وأضاف: “يجب علينا عدم الاعتماد على سياسات العقاب فقط حتى نعود بالطلاب مرة أخرى إلى المدرسة، ويجب أن نهتم بإيجاد محفزات وأن نبتكر أفكارا حتى نستطيع أن نجذب الطلاب إلى المدرسة مرة أخرى بدون أن نعتمد على التخويف بالحرمان من الامتحانات أو خصم درجات أو توقيع غرامات فقط”.

وقدم الدكتور الجيوشي اقتراحا، وقال: “بدلا من تبني سياسة ”العقاب"، أي من يتغيب عن المدرسة سنخصم منه درجات، يمكن أن نتبنى سياسة "الحافز"، أي من سيحضر إلى المدرسة سيمنح درجات، وعلى غرار نظام "الحافز الرياضي" يكون لدينا نظام "الحافز الانضباطي".

بينما قال الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، إن النظام الجديد الذي تعتمد عليه وزارة التربية والتعليم في مناهجها تعليم يعتمد على الفكر وليس الحفظ، ولذلك فإن حضور الطالب إلى المدرسة ومناقشته الدروس مع المعلم لهو أمر فى غاية الأهمية.

وصرح حمزة، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، بأن الوزارة تحاول تطوير العملية التعليمية، وإبعاد الطلاب عن الكتب و«سناتر» الدروس الخصوصية والكتب الخارجية، وقد بدأ ذلك بالتجديد فى المناهج وانتهت فترة الحفظ فقط بدون فهم، وبدأ عصر التفكير وإبداء الرأي.

وأضاف أن التشديد على تسجيل الحضور والغياب أمر مطلوب للتقليل من إهمال الطلبة لدراستهم، خاصة أن بعض الطلبة يستخدمون العذر الطبي بلا أسباب مقنعة، مشيرا إلى أنه يجب توجيه إنذار لكل طالب يتجاوز المدة المسموح بها للغياب من دون عذر مقبول، ولن يتم التهاون مع هذه الغيابات، وسيتم اتخاذ الإجراءات الحازمة وعدم إعادة شرح الدروس التي تم شرحها خلال فترة غيابهم أو إعادة الاختبارات القصيرة التي جرت في هذه الفترة أيضا.

ودعا أولياء الأمور إلى تشجيع أبنائهم على الالتزام بالحضور المدرسي وعدم الغياب، كونه سيؤثر سلبا في تحصيلهم العلمي، موضحًا أن تدني التحصيل العلمي للطالب يعتبر على رأس العوامل المسببة للتسرب الدراسي، لأن الطالب في المدرسة سيشعر بالإحباط مقارنة بزملائه، لذلك وجود أخصائي بالمدرسة ضروري لاحتضان الطلاب.